رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة أمريكية: مصر ترد بقوة للدفاع عن الملكة الأسطورية لمصر القديمة

مسلسل كليوباترا
مسلسل كليوباترا

أبرزت مجلة أمريكية آراء خبراء الآثار المصريين والأجانب إزاء عمل وثائقى عن كليوباترا ووصفهم بأنه مغالطة تاريخية صارخة، وأن مصر ترد بقوة للدفاع عن الملكة الأسطورية لمصر القديمة.


وقالت مجلة "انشنت أوريجين" الأمريكية المتخصصة في الفنون والتاريخ: اتهم المجلس الأعلى للآثار المصري شركة نتفليكس "بتزوير التاريخ المصري"، بعد أن قام عمل وثائقي جديد عن كليوباترا بتصوير الحاكمة الأسطورية لمصر القديمة على أنها امرأة إفريقية سوداء، وقال المجلس إن هذه "مغالطة تاريخية صارخة".


ووفقًا لبيان صحفي صادر عن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإن "الملكة كليوباترا كانت ذات بشرة خفيفة وملامح هلينية (يونانية)". 

وأضاف المجلس أن جميع تماثيل الملكة كليوباترا هي خير دليل على ملامحها الحقيقية، وهي كلها تؤكد "أصولها المقدونية".

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن الملكة كليوباترا السابعة صورت في المسلسل الجديد "بملامح إفريقية وبشرة داكنة". 

وبالإشارة إلى أصولها وتصوير لها منذ ذلك الوقت، فإنها كانت جميلة المظهر، ووصف ظهور الشخصية التاريخية بهذا الشكل بأنه "تزوير للتاريخ المصري وكذب تاريخي صارخ".

وقال الدكتور ناصر مكاوي، رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار بجامعة القاهرة، إن تمثيل الملكة كليوباترا في العمل الوثائقى "يتناقض مع أبسط الحقائق التاريخية".

ويقول مكاوي إن العمل يواجه مؤرخين مثل بلوتارخ وديوكاسيوس، اللذين سجلا أن الملكة "ذات بشرة فاتحة من أصل مقدوني خالص"، وبالتالي، فإن رفض المجلس للعمل، قبل صدوره، مستوحى من شعور بالدفاع عن تاريخ الملكة كليوباترا السابعة.

ومن المرجح أن تكون هذه الصور مبنية على صور معاصرة وجدت لكليوباترا، أو على العملات المعدنية، أو حتى من صور لها من ذلك الوقت.

وأوضح الدكتور مكاوي أن بطليموس الأول ملك مقدونيا كان قائدًا في جيش الإسكندر الأكبر، وأنه أسس سلالة البطليمية بعد وفاة الإسكندر في 323 قبل الميلاد. تزوج بطليموس الأول من ملكة مقدونيا برنيكي الأولى، وأنجبا الملك بطليموس الثاني، الذي تزوج جميع أبنائه وأحفاده من أخواتهم الإناث، وانسجامًا مع هذه العادة، تزوجت كليوباترا أخويها المقدونيين المراهقين، اللذين خدم كل منهما كزوج احتفالي لها وكشريك في الوصاية خلال حكمها.

وتصف تينا غارافي، مديرة سلسلة كتب الملكة كليوباترا في مجلة الأمريكية تاريخ العائلة بأنه: الوقائع المعروفة هي أن أسرتها اليونانية المقدونية- السلالة البطلمية- تزوجت من السلالة السلوقية في غرب آسيا وكانت في مصر منذ 300 سنة، وكانت كليوباترا على بعد ثمانية أجيال من أسلاف البطالمة، مما يجعل فرصة كونها بيضاء مستبعدة نوعًا ما، وبعد 300 عام، بالتأكيد، يمكننا القول بأن كليوباترا كانت مصرية، ولم تكن إغريقية أو مقدونية أكثر من ريتا ويلسون أو جينيفر أنيستون، وكل منهما جيل واحد من اليونان.

وقالت الدكتورة سامية الميرغني، المديرة العامة السابقة لمركز بحوث وحفظ الآثار في المجلس الأعلى للآثار: وقد أكدت دراسات الأنثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحمض النووي التي أجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة أن المصريين لم يحملوا سمات الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى، وهنالك تماثيل من مصر تقدم صورة مختلفة لكليوباترا.


وأيدت هذا الدعم ضد عمل نتفليكس الجديد الدكتورة كاثارينا مارتينيز، رئيسة بعثة الدومينيكان، التي أكدت أنه رغم وجود آراء متضاربة حول عرقها، قائلة: "من المؤكد أنها (كليوباترا) ولدت في مصر في السنة 69 ق‌ م من أصل مقدوني".