رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لم تكن تعرف أن جدها لا يرى".. حكايات طه حسين وحفيدته الوحيدة

طه حسين مع حفيدته
طه حسين مع حفيدته

على الرغم من إصابته بفقدان البصر إلا أن عميد الأدب العربي طه حسين كان يذاكر مع حفيدته وبينهما قصص وحكايات لدرجة أنه كان لا يناديها إلا بـ"لمبة" لأنها كان يرى أنها هي التي تضيء حياته- على حد قوله.

سوسن محمد حسن الزيات التي كان يشغل والدها منصب وزير الخارجية فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، هي حفيدة عميد الأدب العربي طه حسين- نجلة ابنته أمينة- كانت تنتظر جدّها العميد، حتى يستيقظَ، ويتناول الإفطار، وفي خلال تلك الفترة تستطيع أن تجلس على حجره وتتحدث معه، ثم يذهب لحجرته يستمع إلى القرآن الكريم لمدة ساعة، بحسب ما جاء في كتاب"طه الذي رأى" للكاتب اللواء حمدى البطران، الصادر عن دار كلمة.


قطعة الشيكولاتة المفضلة


وأكمل الكاتب: "كانت سوسن ذات الأربع سنوات تنتظر حتى ينتهي سكرتير عميد الأدب العربي طه حسين من قراءة الصحف والكتب عليه، وكذلك تنتظر السكرتيرة الفرنسية حتى تنتهي من قراءة الصحف الفرنسية وبعض الكتب، وتنتهز الفرصة لكي تذهب إليه خلسة بعيدًا عن جدتها سوزان، ليعطيها جدها قطعة الشوكولاتة التي أحضرها لها في الخفاء بعيدًا عن جدتها الصارمة، التي ستنهرها لو شاهدتها تأكلها قبل طعام الغداء فكانت ترفض بشدة تناول أية حلويات قبل الطعام".

 
موقف إنساني


ورصد الكاتب موقف إنساني بين طه حسين وحفيدته ذات يوم وهى تذاكر معه فقال: “كانت سوسن هي الحفيدة الأثيرة لدى جدها، وكانت تحبه، وذات يوم أخذت أحد كتبها، وأخبرت جدها أنها حفظت درس اللغة وناولت جدها الكتاب”.

وأكمل الكاتب: "طلبت حفيدته أن يُسمع عليها الدرس الذي حفظته، وانتظرت من جدها أن يفتح الكتاب ليقرأ لها، ولكنها عرفت للمرة الأولى أن جدها لا يرى، وشعرت بنوع من الأسف والإشفاق في آنٍ واحد ربما لا يتناسب هذا الأسى والإشفاق مع سن طفلة في الرابعة من عمرها لا تتصور أنه دون عينين وأنه أحدًا لا يرى، وأمّا جدها فقد غمرته موجة قاتمة من الذكريات التي هيمنت عليه، وتذكر بعض المواقف لأبي العلاء المعرى التي يشبه حالته".