رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحدة الجبهات.. ماذا وراء تحرك إسرائيل الدبلوماسى فى أذربيجان وتركمانستان؟

الرئيس الأذربيجاني
الرئيس الأذربيجاني علييف ووزير الخارجية الإسرائيلي كهين

قام وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، برحلة مهمة الأسبوع الماضي إلى أذربيجان وتركمانستان، حيث افتتح السفارة الإسرائيلية- التي تقع على بعد 17 كيلومترًا فقط من إيران. فتحرك إسرائيل في وسط آسيا وتطوير العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان وتركمانستان لا يمكن تجاهله، إذ له أبعاد دبلوماسية وسياسية واستراتيجية واقتصادية.

وحدة الجبهات

البعد الدبلوماسي: العلاقات الإسرائيلية العربية الآخذة في التطور منذ توقيع اتفاقات ابراهام عام 2020، ساهمت بشكل فعال في تشجيع دول إسلامية أخرى على تطوير العلاقات مع إسرائيل، لذا فإن علاقات إسرائيل مع أذربيجان وتركمانستان يُظهر التحركات الدبلوماسية المهمة لإسرائيل. كما يوضح توجه إسرائيل نحو الشرق وآسيا، في الوقت الذي بدأت الدول الخليجية تهدئة التوتر مع إيران وسوريا، فزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى باكو وعشق آباد تمنح إسرائيل نجاحا على الصعيد الدبلوماسي. وتلقى الضوء على تحركات إسرائيل الهادئة في مناطق متفرقة من العالم.

البعد الاستراتيجي: في الوقت الذي كانت تتباهى فيه إيران بأنها "توحد" الجبهات ضد إسرائيل من خلال ميليشياتها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، فإن إسرائيل أيضاً طورت علاقات وثيقة مع اثنين من جيران إيران "أذربيجان وتركمانستان". وفي الوضع الجديد فإن كفتي الميزان قاربتا على التساوي، مع حقيقة أن هناك تقارير تحدثت عن أن إسرائيل قد تستخدم أرض أذربيجان في تنفيذ عمليات داخل إيران.

البعد السياسي: العلاقة الإسرائيلية الأذربيجانية فريدة من نوعها ولها تاريخ قوي. على عكس العلاقات الإسرائيلية مع تركيا، التي كانت أكثر توتراً في العقدين الماضيين، وهناك من ربط بين الغضب الأذربيجاني من إيران وبين تطوير العلاقات مع إسرائيل.

وكذلك تركمانستان إحدى دول آسيا الوسطى الخمس التي كانت ذات يوم جزءًا من الاتحاد السوفيتي، فتلك الدول لم تعتبر يوماً من الدول المعادية لإسرائيل، ومع حقيقة خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، فإن العلاقات الغربية مع آسيا الوسطى آخذة في التبخر، ومما لا شك فيه أن دول وسط آسيا تريد أن تعمل مع الصين وروسيا ولكنها في الوقت نفسه تخاف أن تصبح معزولة في العالم الغربي، فعلاقتها مع إسرائيل تمثل إنها لا تزال تحافظ على الجسر مع الغرب. وتمنحها نوعاً من التوازن.

البعد الاقتصادي: يلعب الاقتصاد دوراً كبيراً في تطوير العلاقات، وفد وزير الخارجية الإسرائيلي سلط  بالفعل الضوء على العلاقات الاقتصادية، مع أذربيجان والتي تربطهم بالفعل علاقات تجارية، لكن من المتوقع أن تزداد هذه العلاقات، في حين أن شركات الدفاع الإسرائيلية لديها بالفعل علاقات جيدة في باكو. ومع ذلك، من المحتمل أن يكون هناك الكثير من العمق لهذه العلاقة التي يمكن أن تتجاوز الدفاع. مما قد يعني توسيع العلاقات إلى جوانب أخرى من الأمن الداخلي والأمن السيبراني والزراعة والخدمات الأخرى. كما تمتلك إسرائيل التكنولوجيا والحلول المبتكرة الأخرى التي قد تكون ذات أهمية في آسيا الوسطى.