رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كاتب رمسيس".. سر شهرة التمثال فرعوني في أكبر متاحف إسكتلندا

تمثال الفرعون الصغير
تمثال الفرعون الصغير الذي أثار الجدل

نشرت صحيفة "ذا آرت نيوز بيبر" الأسكتلندية، تقريرًا حول أشهر التماثيل الفرعونية في متاحفها، قالت فيه إنه على مدار أكثر من 150 عامًا، جلس تمثال قديم يعود إلى مصر الفرعونية في مجموعات المتاحف الوطنية في اسكتلندا (NMS) في إدنبرة، محتضنًا بين ذراعيه الممدودتين طفل صغير لا شك بأن الطفل هو الفرعون.

وتابعت أن التمثال ظل لغزًا لأجيال من علماء المصريات لأنه من المستحيل بموجب الأعراف الصارمة التي تحكم كل جانب من جوانب الحياة المصرية القديمة، أن يتمكن العامة من الناس لمس الملك الحاكم، ناهيك عن أن يكون في مثل هذا الاتصال الحميم، على مدى قرون ماضية ظل لقرون،  ويُعدّ نحت مثل هذا العمل من الحجر الصلب أمرًا رائعًا.

سر أشهر تماثيل الفراعنة في أوروبا

 وقالت مارجريت ميتلاند، المنسقة الرئيسية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط القديمة، "في اللحظة التي رأيت فيها التمثال، فكرت لا ينبغي أن يكون هذا التمثال موجودًا، كيف تم نحته بهذه الدقة".

وأضافت الصحيفة الاسكتلندية، أن "ميتلاند" تمكنت من فك رموز التمثال القديم، وللمرة الأولى، حددت مجموعة كاملة من المنحوتات التي لها علاقة بالتمثال الغامض.

واكتشفت "ميتلاند" أن التماثيل كلها عثر عليها في نفس الموقع الرائع في مصر وهو دير المدينة، وهي قرية صحراوية من الحرفيين الذين صمموا وبنوا وزينوا المقابر التي عكسب رغبة الفراعنة في الخلود، وبذلك فقد كانوا مطلعين على أسرار حكامهم الأكثر خصوصية.

وأوضح التقرير أن العلماء اعتقدوا قديمًا أن التمثال يُصور معلمًا مع طفل ملكي، بينما اعتقد عالم الآثار الفيكتوري الذي قام بالتنقيب عن التمثال لأول مرة، أنه ملك تقدمه الإلهة إيزيس، حيث كان يرتدي تمثال الطفل الصغير تاجًا، لكن الغريب أن التمثال الأكبر كان لرجل وليس لسيدة كما اعتقد العلماء قديمًا.

وبدأت “ميتلاند” في البحث عن جميع المنحوتات الأخرى من دير المدينة ووجدت مجموعة كاملة، بما في ذلك تمثال مجزأ ولكنه منحوت بشكل جميل في متحف متروبوليتان بنيويورك والعديد من المنحوتات في المتحف الوطني المصري، وبعضها لا يزال كاملاً.

وأشارت الصحيفة إلى أن استنتاجها هو أن كبار العمال في دير المدينة سُمح لهم بشكل فريد ليس فقط ببناء مقابر الحكام، ولكنهم كانوا الأقرب في الاتصال مع القوة والسلطات الإلهية في ذلك الوقت، ونحت مثل هذا التمثال لم يكن يحدث دون علم الديوان الملكي، حيث تعتقد ميتلاند أن هذه الصور كانت مفيدة للطرفين، حيث عززت كلا من القوة العليا للحكام والولاء والمكانة بالنسبة للشعوب.

وتابعت أن تمثال الرجل من الأرجح أنه كان يرتدي إكليل من الزهور على رأسه، ووجدت ميتلاند أن هذا كان شائعًا في تماثيل النساء ولكنه نادر جدًا في تصوير الرجال - باستثناء فترة من عهد الملك رمسيس.

وأضافت أنه من المحتمل أن يكون التمثال للكاتب الأول الذي كان مسؤولاً عن النقوش المهمة على القبور وهو رجلاً يدعى راموس، وقبره موجود في مصر.