كيف تفنن المصريون القدماء فى صناعة "كعك العيد" منذ آلاف السنين؟

تتزاحم أطباق الكعك والبسكويت على موائد المصريين، وخاصة في عيد الفطر المبارك، والأعياد هي رمز الحضارة الإنسانية، فجميع مظاهر أعياد المصريين هي امتداد لمصر القديمة حتى يومنا هذا، حيث إن تحضير كعك العيد عادة فرعونية قديمة منذ آلاف السنين.

ووفقًا لكتاب "لغز الحضارة الفرعونية" للدكتور سيد كريم، فإن صناعة كعك العيد من أقدم العادات التي عُرفت عن المصريين القدماء، والتي نشأت مع الأعياد ولازمت الاحتفال بأفراحهم، كان لا يخلو عيد من أعيادهم، من صناعة أنواع عديدة من الكعك.

طقوس صناعة كعك العيد عن الفراعنة

واختلفت أنواع الكعك، تبعًا لتفننهم في صنع الفطائر والحلويات التي اشتهروا بها في حياتهم العامة، وعن طقوس تحضير وتجهيز كعك العيد عن الفراعنة، فقد كشفت صور لصناعته على جدران مقابر طيبة ومنف، من بينها صور على جدران مقبرة "رخمي- رع" من الأسرة الثامنة عشرة.

وتشرح الرسومات على الجدران، كيف كان عسل النحل يخلط بالسمن ويقلب على النار، ثم يضاف على الدقيق، ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل بمختلف الأشكال التي يريدونها، ثم يرص الكعك على ألواح من الإردواز ويوضع فى الأفران، كما كانت بعض الأنواع تُقلى في السمن والزيت.

أشكال كعك العيد عند المصريين القدماء

كان قدماء المصريين، يشكلون الكعك، على شكل قرص، أو بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية، أو على شكل حيوانات، أو أوراق شجر، كما كان يتم حشوه بالتمر المجفف "العجوة" أو الفواكه المجففة كالنبق والزبيب، أو على شكل تميمة ست "عقدة إيزيس".

في عهد الدولة الإخشيدية

واستمر هذا التقليد، في عهد الدولة الإخشيدية عام 924م والفاطمية، بل وتم تطويره من خلال إقامة جهاز رسمي لشئون الكعك عُرف باسم "دار الفطرة" وكان مختصًا بصناعة وتقديم الكعك للفقراء والمحتاجين في جميع أنحاء الدولة.

كعك العيد اليوم

حرص المصريون، على الاستمرار، في تقليدهم وهو صناعة الكعك في الأعياد، وأصبحت عادة لا يستغني عنها الكثير من الأسر المصرية اليوم، سواء من خلال تحضيره بالمنزل، وتفنن المصريون في حشو الكعك من الملبن والمكسرات والعسل، وغيرها، أو عدم تكلفة عناء صناعته بالمنزل وشرائه من المحال المختلفة، وإن اختلفت الطرق، فيظل كعك العيد على موائد المصريين في عيد الفطر وسر بهجتهم في مختلف الأعياد المصرية.