رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

درس التصوير الخارجى فى مسلسلات رمضان

هل هو توجه جديد تحاول الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ترسيخه والعمل به مستقبلًا؟ أم هي مبادرة لعدد من مخرجي مسلسلات رمضان هذا العام؟ .. حيث برز بوضوح لجوء أكثر من مسلسل إلى التصوير الخارجي وفي الأماكن الأقرب للحقيقة وشبه الواقعية للأحداث، جاء ذلك واضحًا في مسلسل تحت الوصاية وأكده مسلسل حرب وكذلك بعض الأعمال الأخرى.
بالطبع أنا مع هذا الاتجاه رغم صعوبته وهذا لا يقلل من قيمة الأعمال التي تم تصويرها في الاستديوهات ومدينة الإنتاج الإعلامي.. وكل شيخ وله طريقة حيث تتباين وجهات النظر في اختيار مواقع التصوير بين المخرجين حسب ميزانية الإنتاج.
ويبقى اهتمامي بالتصوير الخارجي في الأعمال الفنية لأسباب عديدة ربما التوثيق أولها على الرغم من أنه ليس أولوية عند مخرج العمل، ولكن أفلام الأبيض والأسود التي تم تصوير بعضها في شوارع وسط البلد أصبحت مرجعًا يحتاجه المهتمون بفنون العمارة وتواريخ الطرق، فضلًا عن حالة النوستالجيا التي تصاحبك وأنت تبحر في التاريخ عائدًا لسنوات ماضية.
مسلسل تحت الوصاية قدم عزبة البرج في دمياط ومراكب الصيادين وسوق الجملة وذهب إلى بيوت حقيقية بكل تفاصيلها التي نعيش معها يوميًا، ذهب إلى محطات القطارات في بورسعيد ودمياط والإسكندرية ودهاليز المحاكم، فتحولت اللوحات المتتالية للمخرج محمد شاكر خضير إلى حياة وأكسجين وصار العمل من لحم ودم لا تملك وأنت تتابعه إلا أن تتبادل المحبة معه، ولأن هذا العمل بالتحديد يحترم المشاهد فكان من الطبيعي أن يستقبله المشاهد بكل حفاوة وتقدير.
ويبقى السؤال المحوري. . هل تتجاوب الجهات المعنية مع طلبات فريق العمل وتيسر لهم الدعم اللوجستي اللازم لضمان أعلى جودة للعمل الفني؟، حدود معلوماتي أن هناك معوقات في استخراج تصاريح التصوير وفي حال صدورها هناك مغالاة في تقدير أسعار ساعات التصوير، وهنا تكمن المشكلة التي يهرب منها المخرج والمنتج ويقوم بتصوير أعماله في استديوهات مهما بلغت دقة الديكور فيها، إلا أن المتابع يشعر من اللقطة الأولى أن هناك شيئًا ناقصًا، ويمكنك مراجعة مسلسل سوق الكانتو لتلمح الفارق، سوق الكانتو الذي كان مباراة كبرى في فن التشخيص بين مخيون والبزاوي وكرارة وغول التمثيل فتحي عبدالوهاب كان من الممكن له أن يبقى علامة مؤثرة على الشاشة الصغيرة لو تمرد على البلاتوه وذهب إلى وكالة البلح أو غيرها.
مشكلة التصوير الخارجي مرهقة جدًا للمنتج وكاتب السيناريو، ولنا أن نتخيل الكاتب وهو مكتوف اليدين في كتابته خوفًا على ميزانية هو ليس صاحب قرار فيها، لذلك وفي كثير من الأحيان يبتعد الكاتب متعمدًا عن أفكار يرى صعوبة تنفيذها في العمل.
وحتى تقترب الصورة لك عزيزي القارئ تعالَ لنراجع معًا أعمال مثل غرام في الكرنك أو إجازة نص السنة أو عروس النيل أو شاطئ الغرام. 
هذه الأفلام وما قدمته من خدمة عظيمة للسياحة المصرية يمكننا أن نعيد أمجادها. 
سوف يحدث هذا إذا توفرت قناعة لدى جهات عديدة بأن القوة الناعمة المصرية هي مهمة وطنية بامتياز ومن الجهات التي نقصدها نذكر وزارات السياحة والآثار والثقافة والطيران المدنى والداخلية والدفاع والعدل والإعلام والشباب والرياضة والحكم المحلى والصحة والمحافظين في محافظاتهم.
إذن هي شراكة منتجة ومفيدة لكل الأطراف والمستفيد منها هو المواطن المشاهد وكذلك البلد بأكمله.
شكرًا للشركة المتحدة التي أحيت فرضًا فنيًا كاد أن يندثر، وننتظر المزيد.