رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سره الباتع".. حكاية قصة حب "مينو" لزبيدة أثناء الحملة الفرنسية

حكاية مينو وزبيدة
حكاية مينو وزبيدة

في كتاب"حكايات عابرة" للواء الكاتب حمدي البطران، رصد فيه الكثير من الحكايات والقصص التي حدثت في مصر أثناء القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ومن بين هذه الحكايات، قصة حب الجنرال مينو ثالث قادة الحملة الفرنسية وزبيدة، والذي تم ذكر قصتهما في مسلسل “سره الباتع” الذي يعرض حاليًا في شهر رمضان 2023.

 فقد أحب بنت صاحب حمام في مدينة رشيد واسمه على الرشيدين، وأعلن مينو إسلامه وسمي نفسه عبد الله مينو، وخلع البرنيطة وارتدي العمامة التي يرتديها شيوخ المسلمين، وتزوج من زبيدة. 

مينو يصف  زبيدة  لأصدقائه

وبالنسبة لزبيدة فكانت شابة مغرية، أيقظت مشاعر مينو الذي كان يقترب من الخمسين، وعبر عن إعجابه بها من خلال خطاب كتبه لأصدقائه قال خلاله: “إنها طويلة القامة مبسوطة الجسم حسنة الصورة من جميع الوجه، ولها عينان رائعتان, ولن بشرتها هو اللون المصري المألوف، وشعرها طويل وفاحم, وهي لطيفة الطبع، ووجدتها تتقبل العادات الفرنسية بنفور أقل بكثير من المتوقع، وأنا لم ألح عليها في الخروج سافرة على الرجال, فهذا يتأتى شيئا فشيئا، كما أنني لن انتفع بما أباحه النبي من الزواج بأربع نساء خلاف السراري”.

كواليس زيارة زبيدة إلى باريس

وأكمل: "عندما غادرت الحملة الفرنسة القاهرة صحب مينو زوجته إلى باريس، وعندما سافر رفاعة الطهطاوي إلى باريس عام 1826شاهد عدد كبير من نصارى مصر والشام الذين خرجوا مع الفرنساوية حين خروجهم من مصر وهم جميعا يلبسون لبس الفرنسيين، وندر وجود أحد من المسلمين الذين خرجوا مع الفرنسيس، فإن منهم من مات ومنهم من تنصر, خصوصا المماليك الجورجية والجركسية والنساء اللواتي أخذهن الفرنسيس صغار السن".

تراجع مينو عن إسلامه

 وقد شاهد الطهطاوي امرأة عجوزًا باقية على دينها، وقد سمع الطهطاوي هناك في مرسيليا أن مينو رجع عن إسلامه إلى النصرانية, وأبدل العمامة بالبرنيطة، ومكث مع زوجته وهي على دينها عدة أيام, فلما وضعت ابنها أراد مينو أن يعمده على طريقة النصارى، ولكن زبيدة المسلمة رفضت.

وقال لها الزوج، إن كل الأديان حقه وأن مآلها واحد، ولكن الزوجة رفضت ولم ترض بذلك، فقال لها مينو، القرآن ناطق بذلك وأنتِ مسلمة وعليك أن تصدقي بكتاب نبيك ولكنها رفضت الفكرة كلها. 

فما كان من مينو إلا أن أن أحضر أعلم علماء "الإفرنجية" باللغة العربية "دي ساسي"، وهو من كبار العلماء المستشرقين، وطلب من زوجته أن تسأله، واجابها دي ساسي بأنه يوجد في القرآن قوله تعالي في الآية 62 من سورة البقرة "أن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل عملا صالحا فلهم أجرهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، وعندها صدقت زبيدة, وأذنت لعبد الله مينو أن يعمد ولده، ويقول الطهطاوي: وبعد ذلك انتهي الأمر على ما قيل أنها تنصرت وماتت على دين المسيحية.