رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من سميع لملحن.. كيف بدأ "القصبجي" مشواره في الفن بصوت بسلامة حجازي؟

محمد القصبجي
محمد القصبجي

تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد الموسيقار محمد القصبجي، والذي يعد واحدا من أساطير الموسيقي والغناء والفن المصري. والذي يصفه المؤرخ الفني كمال النجمي بأنه، "توسع في استخدام المقامات الموسيقية والجمل اللحنية، مع إعطاء التخت مجالا أوسع ليشترك مع كوكب الشرق في التعبير والأداء اللحني، وبذلك بدأ التخت الشرقي خطواته الأولي ليقف أخيرا على أعتاب التحول إلى نوع من الأوركسترا المستعرب الذي اتخذ طابعا خاصا يختلف عما كان عندنا قديما وعما عند الأوروبيين".

وفي عددها الـ 129 والصادر بتاريخ 1954، باح الموسيقار محمد القصبجي ببعض من ذكرياته لمجلة الكواكب الفنية.

فعن ذكرياته مع أهل الطرب والغناء في عصره خلال بداياته الفنية، يتحدث عن  الشيخ يوسف المنيلاوي، وقال القصبجي، كنت أسمع أيام زمان ثلاثة مطربين هم أشهر أهل زمانهم، وكان أبرزهم الشيخ يوسف المنيلاوي، وهو زميل أبي وصديقه، فأكثرت من سماعه حتي تأثرت به تأثرا شديدا. وكان يضطر بسبب قلة الأفراح، التي تعتبر الفرصة الوحيدة للمغني، إلي الغناء تبرعا كل ليلة ثلاثاء من كل أسبوع في "حضرة" الست فاطمة النبوية بدرب سعادة بباب الخلق، خوفا علي صوته من أن يصاب بالصدأ.

 وأضاف، وكان الشيخ يوسف المنيلاوي، محسوبا علي هذه الشيخة المباركة، وكانت الجماهير تذهب في هذه الليلة إلي هناك، لسماعه، وهو ينشد علي الذكر دور "بافتكارك إيه يفيد" ودور "الله يصون دولة حسنك".

وكان السميعة يجبرونه علي الغناء حتي صلاة الفجر، ثم يذهبون لتناول طعام الإفطار من الفول المدمس الشهي المشهور به سيدنا الحسين. وكان صوت الشيخ يوسف من الأصوات النادرة المثال فكان يشبه "الخيزرانة" لا ينكسر أبدا.

ــ سماع سلامة حجازي حافز للمذاكرة

ولفت "القصبجي" إلى أنه كان يسمع الشيخ سلامة حجازي في ظروف كثيرة أكثرها طرافة حين كان يمنيني أبي بسماعه إذا استذكرت دروسي جيدا، ولم أظهر "شقاوة" في الحارة ثم سمعته كثيرا بمفردي، وهو يعمل في مسرح "إسكندر فرح" في مكان دار التمثيل العربي الآن.

وكان يغني قصائد كثيرة أشهرها "سلام علي حسن"، و"أن كنت في الجيش"، و"سمحت بإرسال الدموع محاجري"، ودور "الوجه مثل البدر تمام"، وكانت أسعار الدخول معقولة" 20 قرشا و15 قرشا وعشرة قروش، وكان لا يغني طول الأسبوع، بل اختار لغنائه ليلتي الثلاثاء والجمعة. ،كان صوت الشيخ سلامة حجازي من الأصوات النادرة في قوتها، حتي يخيل إلي أن الله قد جمع في حنجرته حناجر ألف مطرب.

ــ "العجوز" ظل يغني حتي بلغ الـ 115 عام

ويمضي الموسيقار محمد القصبجي في حديثه عن السابقين له ممن أثروا عليه فنيا، وتابع سمعت الشيخ محمد سالم العجوز، وهو يغني، بعد أن بلغ من العمر 115 عاما، وكان له، مع ذلك، مريدون ومعجبون، وكانت حنجرته لا نظير لها.

وكان سميعة زمان ينتقلون ورائه أينما ذهب إلي حفلة بل أن مريديه من أهل القاهرة كانوا يسافرون معه إلي أقاصي البلاد لكي يسمعوه، وهو يغني في أفراح الوجه البحري أو القبلي.