رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أأخون إسماعيل فى أولاده".. حكاية أحمد شوقى فى القصر الملكى

أحمد شوقى
أحمد شوقى

عرف عن أمير الشعراء أحمد شوقى أنه تربى في قصر الخديو إسماعيل، وعاش حياة مرفهة، وتعددت الأقاويل حول حياته في قصر الخديو.

ويكشف كتاب "الأيام الأخيرة في حياة هؤلاء" للمؤرخ حنفي المحلاوي والصادر عن "دار المعارف" أن من الروايات التي ارتبطت بيوم ميلاد شوقي، أنه بعد ولادته مباشرة اصطحبته جدته إلى قصر الخديو إسماعيل الذي رآه آنذاك وكان بعده مشدودًا إلى السماء فبذر الخديو بذرة من الذهب حتى يجعل الطفل أحمد شوقي ينظر إلى الأرض.

أمير الشعراء أحمد شوقي عاش آنذاك أيضا في جو الأبهة التي كانت تخص بالأمراء وأسرة الخديو، فتعرف إلى كبار القوم وكان من بينهم على باشا مبارك الذي عين والد شوقي بالخاصة الملكية ثم ألحق شوقي نفسه في هذه الوظيفة فيما بعد.

وتطرق الكتاب إلى حياة أحمد شوقي فقد عاش طوال حياته في كنف الأسرة الحاكمة خاصة أيام حكم الخديو إسماعيل وحفيده عباس حلمي الثاني الذي ظل يعيش في رعايته حتى تولى السلطان حسين كامل حكم مصر وأمر بنفي شوقي خارج مصر في عام 1915، وهى الفترة التي قضاها في إسبانيا هو وعائلته لمدة 5 سنوات.

وأوضح الكتاب أن بعض المؤرخين يقول: "إن أمير الشعراء ظل يسخر أشعاره لمدح القصر والخديو حتى نفيه إلى إسبانيا حيث عرف المعنى الحقيقي للوطن وخرج شعره من ميدان المديح وذكر الفضل والإنسان إلى مناجاة الوطن، ودليلهم إلى ذلك مجموعة القصائد التي كان يبعث بها إلى صديقه الشاعر حافظ إبراهيم، حيث كان يناجي فيها وطنه.

ومن هذه القصائد ما جاء من أبيات ذكر فيها شوقي: يا ساكن مصر إنا لا نزال على.. عهد وإن غبنا مقيمًا.. هلا بعثتم لنا من ماء نهركمو.. شيئًا بيل به أحشاء صادينا.

وأكمل الكتاب: “يحلو للكاتب الكبير مصطفى أمين بما لديه من قدرة على الغوص في أعماق حياة المشاهير ومتعة في كشف أستارهم وأسرارهم أن يبصرنا بما هو بالفعل مستور خلف الجدران فيقول عن نشأة أحمد شوقي بعباس حلمي قبل ولايته العرش في مصر، علاقة صداقة وحب حقيقي”.

 وكان شوقي في طفولته يتردد على قصر عابدين وكانت جدته إحدى جاريات الخديو إسماعيل جد الخديو عباس واشتراها الخديو بمائة جنيه ذهبي، وكانت يونانية تعلمت في القصر اللغة العربية، ثم أعتقها وزوجها لمترجمه "على أحمد بن حليم النجدة" وكانت الجدة اليونانية مغرمة بحفيدها أحمد شوقي حتى أنها ذهبت تحمله على كتفيها إلى قصر عابدين.

ويؤكد مصطفى أمين على ما ذكره أحمد شوقي في مذكراته عن واقعة الذهب الذي نشره الخديو إسماعيل في حضرة جدته فيقول إن هذا هو سر بيت الشعر الذي يقول فيه شوقي: أأخون إسماعيل في أولاده.. وقد ولدت بباب إسماعيلا.