رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

8 أعوام على رحيل الأبنودي.. "شاعر السيرة الهلالية"

الأبنودي
الأبنودي

8 أعوام مرت على وفاة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، الذي رحل عن عالمنا في 21 أبريل لعام 2015، بعد أن أصبح علامة فريدة واحتل مكانة متميزة ليس في الشعر العامي المصري فقط، ولكن على الخريطة الثقافية العربية كلها.

"عشت في قرية كل من فيها يغني، فهؤلاء الذين يعملون بالزراعة والرعي وتجارة الحبوب يغنون في الرواح والمجيء أغنيات جميلة راقية، فكل من تحت الشواديف وكل من وراء السواقي ومن يحصد ومن يدرس ومن يذري الحبوب يغنون لتسهيل العمل، بل أن المرأة تغني في بكائياتها الخالدة وطوال اليوم في كل حالات العمل التي يمارسها".. هكذا قال الأبنودي في حوار له بمجلة "أدب ونقد" بعددها رقم 11 الصادر بتاريخ 1 فبراير 1985.

فالأبنودي هو ابن محافظة قنا بصعيد مصر، ولد عام 1938، وكان الأوسط بين خمس أخوات، أربع أولاد وفتاة، ونشأ في بيت يختلط في أجوائه العلم بالشعر بالأدب، فكان والده يعمل مأذونا شرعيا، وكان عالما وشاعرا في نفس الوقت وله ديوانان شعريان مطبوعان، أما أخيه الأكبر وهو الشيخ جلال كان شاعرا يكتب عن الحب والمجتمع والسياسة، أما أخته هي التي نبهته إلى الزجل وخاصة الزجل بيرم والكمشوشي وفكري النجار، حيث كانت تأتي بالمجلات التي تنشر هذه الأزجال وتختاره لقراءة هذه الأزجال لها، رغم أميتها وتعلمها للقراءة والكتابة بنفسها.

صلة قوية ربطت الشاعر عبد الرحمن الأبنودي (11 أبريل 1938 – 21 أبريل 2015) بأغاني السيرة الهلالية، إذ اعتاد على سماعها منذ طفولته وصباه، وتحديدا بعد انتقاله من قرية أبنود التابعة لمحافظة قنا حيث ولد بها، إلى مدينة قنا في شارع بني علي، ومن هنا جاء اهتمامه بجمعها، إلى أن وصلت إلى 5 أجزاء.

وعن سبب اهتمامه بالسيرة الهلالية قال: منذ سنوات بعيدة كان المغنون والشعراء في القاهرة والإسكندرية وغيرها من المدن يقصون الزير سالم والظاهر بيبرس وسيف بن ذي يزن وغيرها من السير التي اندثرت خلال هذا الزمن، ولم تبق إلا السيرة الهلالية لأنها تجميع لنضال العرب القديم وأيامهم وتاريخهم وهي تجسيد لبطل مفتقد يقود الشعوب العربية نحو غايتها أي الحرية، فالسيرة ليست فردية ولا ضيقة المفهوم ولا تعبر عن بطل خرافي، ولكنها البوتقة التي انصهر فيها تاريخ وآمال وطموحات شعوبنا العربية الفقيرة في البحث عن العالم الأفضل، ولهذا احتفظ بها الشعب.