رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احتفالات رمضان.. ضيف غائب عن حياة السوريين

سوريا
سوريا

يعيش السوريون حالة اغتراب وهجرة ونزوح، سلبت منهم فرحة شهر رمضان المبارك منذ نحو 12 عاما، وإذا كان هذا وضع السوريين في الخارج، فإن الوضع في الداخل أكثر صعوبة، بسبب حالة التدهور الأمني والاقتصادي التي استنزفت البلاد، وسيطرة الجماعات المسلحة على مناطق كبيرة في البلاد، وانقسامها إلى مناطق خاضعة، وغير خاضعة للحكومة في دمشق.

وبدلًا من المشروبات الرمضانية من التمر هندي وقمر الدين، اعتاد السوريون رؤية الدماء في كل مكان، سواء في رمضان أو غيره من شهور السنة، فغابت المظاهر الاحتفالية، والتجمعات العائلية عن بلاد الشام، وسيطرت مظاهر الدمار وأصوات الرصاص، وأخبار نعي الأحبة والأقارب والجيران على مدار أزيد من عقد في عمر السوريين.

ولا تتذكر الأجيال التي ولدت في 2005 على سبيل المثال، والذين أصبحوا شبابا اليوم، أي مظاهر للشهر الفضيل في بلاد الشام، بسبب هجرة ولجوء ملايين السوريين وتفرقهم في قارات الدنيا، والغارات والاشتباكات وخطوط المواجهة مع الجماعات الإرهابية داخل البلاد، فبحسب الشيخ عبدالرحمن كوكي، الداعية الإسلامي المقيم في دمشق، تغيب أي مظاهر احتفالية عن الدولة.

وفي دمشق، التي كانت عاصمة الدولة الإسلامية في أول قرون الإسلام، قال الداعية الإسلامي الشيخ عبدالرحمن كوكي، إن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك تغيب تمامًا منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد.

وأضاف كوكي لـ"الدستور": الأزمة الاقتصادية، وجائحة كورونا، والحرب الأخيرة في أوروبا فاقمت الفقر ومظاهر التقشف، فالناس تبحث عن سبل الرزق وكسب العيش لعائلاتهم، ولم يعد أحد يحتفل بشهر أو مناسبة دينية ولا غيره، فالكل مهموم بلقمة العيش.

وخطفت الأحداث الموجعة التي مر بها السوريون أي مظاهر للفرح أو الاحتفال بالمناسبات الدينية أو الوطنية، وسط قسوة الواقع المعاش، وغموض المستقبل، ومرارة العيش لشعب اعتاد أن تكون موائده عامرة بما لذ وطاب من الطعام، خصوصا في الشهر الفضيل الذي يتجمع فيه الناس على الموائد والعزومات الرمضانية.

وغابت فرحة رمضان والاحتفالات الكرنفالية عن دمشق التي كانت حاضرة الخلافة الإسلامية قبل قرون طويلة، وطغى عليها مظاهر الخوف والهلع من أي حرب جديدة قد تندلع، أو جماعات متطرفة تظهر على الساحة وتحول حياة المدنيين إلى جحيم مرة أخرى، فضلا عن الوضع الإنساني الصعب الذي خلفه زلزال فبراير المدمر.