رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضان النجوم.. إسماعيل ياسين يبيع ساعته وحسين رياض مع "ملك المتسولين"

حسين رياض وإسماعيل
حسين رياض وإسماعيل ياسين

إسماعيل ياسين يبيع ساعته من أجل تقديم السحور لضيفه، وحسين رياض يسرد لنا كيف أن مهنة التسول تزدهر في أيام رمضان، ويحكي عن “ملك المتسولين” الذي كان يصادفه في رمضان كل عام دونا عن أيام السنة الأخرى.

ففي العدد الـ 501 لمجلة “الكواكب” المصرية الفنية، والمنشور عام 1961، يحكي كل من الفنان إسماعيل ياسين قصته مع الضيف الذي جاء على غير موعد ومنزله بلا لقمة طعام واحدة.  

وعن هذه الذكرى الرمضانية يقول إسماعيل ياسين: كان ذلك منذ سنوات بعيدة، سنوات الكفاح الأولى، كنت أيامها عاطلا بلا عمل، وكنت أقيم بشقة متواضعة بمفردي في أحد الأحياء الشعبية، وذات ليلة طرق بابي ضيف عزيز قريب، جاء يمضي بعض أيام رمضانية في القاهرة، ولم يتحمل مني أكثر من دعوة عابرة للمبيت عندي، مأزق، المهم جاء وقت السحور، وليس في البيت لقمة واحدة، ماذا أفعل؟، وتطلعت إلى ساعة يدي، ثم نزلت مسرعا، باختصار بعت الساعة، بعتها بخمسة وعشرين قرشا، وحصلت على السحور، ونام الضيف حامدا شاكرا، بعد أن أكرمت ضيافته في شهر كريم.

ومن العجيب أنني في اليوم التالي بينما كنت في طريقي إذ تعثرت قدمي اليسري في شيء ملقى على الأرض، وأنحنيت التقطه، فإذا بها ساعة فخمة أكثر أناقة ووجاهة من ساعتي التي بعتها بالأمس، وساعتها أحسست بالسعادة وتأكدت أن الله يرد المعروف بعشرة أمثاله.

 

حسين رياض يروي قصة “ملك المتسولين”

وفي نفس العدد من مجلة الكواكب الفنية، يروي الفنان حسين رياض ذكرياته الرمضانية مع ملك المتسولين، مشيرا إلى: هذه الذكرى بطلها متسول غريب عجيب، كنت لا أراه في غير شهر رمضان من كل عام، وكان الرجل يجيد التنكر، كل عام أراه في زي مختلف عن زي العام الماضي، وكان يتخذ من شارع عماد الدين ومسارحه ميدانا خصبا لتسوله وفنه في الحصول علي الصدقات ببراعة، ومن عجب أنني الوحيد الذي كنت أعرفه رغم تنكره، فمرة يرتدي ثياب المجاذيب ويأتي بحركاتهم، والمجاذيب في شهر رمضان يستطيعون ببساطة أن يستدروا عطف الصالحين.

ومرة ألقاه يجمع التبرعات لبناء مسجد، ومن غير المعقول أن يرفض إنسان المساهمة في بناء مسجد، خاصة في شهر رمضان، ومرة ثالثة ألقاه كسيحا علي ناصية أحد الشوارع المتفرعة من شارع عماد الدين، والناس محسنون دائما أمام أصحاب العاهات خصوصا في شهر الحسنات، ومرة رابعة أو خامسة أراه يسير ومعه ثلاثة أطفال يستجدي بهم، وفي مساجد القاهرة الكبيرة كنت أفاجأ به بعد الصلاة يقف خطيبا يحث المصلين على التبرع لرجل كسيح وقف إلى جواره.

ويلفت “رياض” إلى: كنت أرى هذا الرجل فقط في شهر رمضان، وعلى الصور المتعددة، وكنت أعجب لاختفائه بقية العام، وكان للتسول موسمًا، أما آخر مرة رأيته فيها فقد كانت على صفحات الصحف، رأيت صورته وتحتها تعليق يقول أنه تم القبض على "ملك المتسولين" ومن يومها لم يعد يظهر، ومع هذا لا يكاد شهر رمضان يحل علينا حتى أتذكر معه "ملك المتسولين" الذي كان يتخذ من الشهر الكريم مجالا واسعا لنشاطه.