رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضان النجوم.. أمينة رزق تحمل أجولة التبن والفول تحت زخات الأمطار

أمينة رزق
أمينة رزق

تحدثت الفنانة أمينة رزق عن ذكرياتها الرمضانية، وما تحتفظ به ذاكرتها عن هذا الشهر الفضيل، وذلك في حديثها المنشور في مجلة “الكواكب” المصرية، في العدد 501 والمنشور عام 1961.

تستهل “رزق” حديثها مشيرة إلى أن رمضان كان في ذلك الوقت قد جاء في عز الشتاء والأمطار واشتداد البرد، وكانت الحفلة التي سنقيمها في المحلة الكبرى، والمسرح الذي سنمثل عليه كان يتشكل مع شهور السنة، فهو أحيانا مسرح وأحيانا دار سينما، وفي كثير من الأحيان مخزن للتبن والحبوب والغلال.

ــ هطلت الأمطار فحملنا أجولة الفول والتبن

والسبب أن صاحب المسرح كان واحدا من تجار الحبوب في المحلة الكبرى، المهم دخلنا الكواليس، وإذا بنا أمام مفاجأة، كانت الغرف كلها مزدحمة بجوالات التبن والفول، ورائحة ممرات الكواليس لا تطاق، واحتملنا ذلك على مضض، ورفع الستار، وأدينا الفصل الأول من المسرحية، ولم يكد الستار يرتفع عن الفصل الثاني حتي هطلت الأمطار وتسربت المياه من فتحات صغيرة في سقف الكواليس وسقف المسرح، وما كاد الفصل ينتهي حتى فوجئنا بصاحب المسرح يصرخ فينا طالبا أن نساعده في حمل جوالات التبن والفول بعيدا عن مساقط المياه، وأقسم الرجل يمينا بالطلاق أن يغلق المسرح فورا ويطرد المتفرجين إن لم نسرع بمساعدته.

وتطوع الرجال من أفراد الفرقة بنقل الجوالات، لكن هذا لم ينقذنا من ثورة الرجل الذي أصر على أن نشترك نحن النساء في حمل الجوالات أيضا، وفعلا نزلنا على رغبته، وكم كان مرهقا ومضحكا في نفس الوقت أن تراني مثلا وأنا أحمل على ظهري جوالا ممتلئا عن آخره، بينما بعد لحظات سأقف على خشبة المسرح ملكة أو برنسيسة، أو أي شيء آخر ما عدا أن أكون “شيالة”، ومع هذا لازلت أعتز بهذه الذكرى لأنها تنقلني إلى نوع من الكفاح الذي كنا نقوم به نحن الفنانين جميعا، ولأنها تعيدني إلى ذات شهر من رمضان المعظم.

ــ إفطار في خضم الثورة الجزائرية

وتقص أمينة رزق قصة أخرى عن ذكرياتها الرمضانية، وهذه المرة كانت في الجزائر، تقول "رزق": كان ذلك في رمضان حينما وصلت الفرقة المصرية إلى الجزائر، وتصادف عند وصولنا أن قامت مظاهرات اشتبك فيها الشبان الجزائريون مع البوليس الفرنسي، وكان ميدان المظاهرة هو الميدان الذي يقع فيه الفندق الذي نزلنا فيه.

وبعد أن عمدت إلى الراحة في الفندق، سمعت طلقات نارية، فحسبت أنها طلقات مدفع الإفطار، وفتحت النافذة وإذا بي أجد الشمس ساطعة، والشبان الجزائريين يطلقون المدافع والقنابل على سيارات البوليس الفرنسي، ولما رآني المتظاهرون أطلقوا بضع طلقات في الهواء تحية لي فبادرت إلى إغلاق النافذة دون أن أرد التحية كأي شجاعة باسلة.