رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نص رسالة بطريرك الكنيسة السريانية بمناسبة احتفال خميس العهد

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنائس التي تتبع التقويم الغربي، اليوم الخميس، بخميس العهد أو ما يعرف بخميس الأسرار، ومن المقرر أن يترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان قداس خميس العهد في  سجن الأحداث في كازال ديل مارمو بروما، وسط عدد من السجناء، وذلك للمرة الثانية إذ كان قد ترأس الاحتفال الليتورجي نفسه بعد 15 يوماً على انتخابه لعشر سنوات خلت، وفي السنوات التالية اختار البابا دائماً أماكن ترمز إلى الألم، حيث احتفل بقداس عشاء الرب ورتبة الغسل، وسط السجناء واللاجئين والمرضى.

ومن جهته وجه البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الأنطاكي، رسالته بمناسبة احتفال الكنيسة بخميس العهد، قائلاً أكتب إليكم لأشارككم الفرح في هذا اليوم المبارك الذي فيه نعيّد معاً عيد تأسيس سرّ الكهنوت الذي له كرّسنا ذواتنا وحياتنا، وفيه أيضاً منح الرب يسوع العالم سرّ الإفخارستيا، سرّ جسده ودمه الأقدسين، وذلك في العشاء الفصحي الأخير الذي تناوله مع تلاميذه ليلة آلامه وموته فداءً للعالم، وجعل منهم خدّاماً لهذا السرّ الإلهي، بقوله: "اصنعوا هذا لذكري" (لو22: 19) في هذا اليوم العظيم، مكمّل الرموز والأسرار، استودعنا الرب يسوع سرّ المحبّة الحقيقية الكاملة. فقام عن العشاء وخلع ثيابه وانحنى أمام تلاميذه وغسل أقدامهم، معلّماً إيّاهم وكلّ الأجيال من بعدهم، الخدمة الباذلة بالتواضع والوداعة، وموصياً إيّاهم أن يقتدوا بعمله هذا: "لقد تركتُ لكم قدوةً" (يو13: 15). 

- في العيد نجدد معا العهد الذي قطعناه على أنفسنا كل منا يوم رسامته الكهنوتية والأسقفية

 وتابع، في هذا العيد، نجدّد معاً العهد الذي قطعناه على أنفسنا، كلٌّ منّا يوم رسامته الكهنوتية والأسقفية، أمام المسيح الكاهن الأزلي، راعي الرعاة الأعظم، الذي لبّينا دعوته وتبعناه بملء حرّيتنا، كي نعمل جاهدين على نشر كلمته بالقول والفعل وبسيرة حياتية ترضي قلبه الأقدس، مقتدين به وأمناء لتعاليمه التي أعطانا إيّاها في الإنجيل المقدس، وسلّمتنا إيّاها الكنيسة المقدسة.

و أضاف، كما علينا أن نتذكّر اليوم بأنّ مسيرتنا الكهنوتية تكتمل في بذل الذات لخلاص النفوس المؤتمَنين عليها، دون السعي إلى مكاسب عالمية، متحلّين بالأمانة والحكمة، وبروح التجرّد، والتواضع والوداعة "من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً" (مت20: 26). فيسوع يدعونا "تعالوا إليّ، وتعلّموا منّي: إنّي وديعٌ ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم" (مت11: 28-29)، إذ يجدّد الرب اليوم أيضاً الدعوة إلى كلٍّ منّا كي نشهد في حياتنا لسرّ جسده ودمه ونعمل بتعليمه، هو الحيّ فينا، يعضدنا كلّ حين كي نتابع رسالتنا وننشرها في العالم، رغم الصعوبات والتحدّيات.