رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاشة بتجمع أطفالنا.. «أنيميشن المتحدة»: متعة ووعى وأخلاق حميدة

يحيى وكنوز
يحيى وكنوز

إشادات واسعة حصدتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بعد عرض أولى حلقات أعمالها الخاصة بالأطفال خلال شهر رمضان الجارى، والتى تهدف إلى بناء الطفل المصرى على أسس وطنية تتسق مع المبادئ والتراث القومى.

ورأى المتابعون أن أعمال الرسوم المتحركة التى أنتجتها «المتحدة» تتميز بطابع مصرى خالص، وتعمل على بناء وعى الطفل بطريقة شيقة، مستخدمة أعلى التقنيات الاحترافية فى عالم صناعة الكارتون.

وأشاد النقاد كذلك بالمحتوى الإعلامى الذى توجهه «المتحدة» لشريحة النشء، الذى يحمل قيم الفن الراقى ومبادئ التثقيف والتنوير، ويرسخ للوطنية وحب الوطن والأخلاق الحميدة.

فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» خريطة أعمال الرسوم المتحركة التى تعرضها «المتحدة» خلال شهر رمضان، وأبرز تفاصيلها.

مترجم إشارة لذوى الهمم.. موضوعات تثقيفية.. ورقابة فنية للحلقات

تعرض «المتحدة» خلال رمضان الجارى الموسم الثانى من مسلسل «يحيى وكنوز» على قناة «دى إم سى» ومنصة «واتش إت»، ويستعرض مجموعة من المغامرات المتنوعة، ويناقش سير ملوك مصر القديمة فى إطار درامى مشوق.

ويستثمر المسلسل النجاح الكبير الذى حققه موسمه الأول فى العام الماضى، حيث جمع الأطفال والكبار لمشاهدة حلقاته، التى تبلغ كل منها ١٥ دقيقة فقط.

واستعان المسلسل هذا العام بمترجم لغة الإشارة، لمساعدة ذوى الهمم من الصم والبكم ضمن شريحة الأطفال على متابعة الأحداث، وهو ما أشاد به المتابعون، الذين اعتبروا الخطوة دعمًا فارقًا لهذه الفئة المهمة من الصغار.

من جهته، قال الكاتب والسيناريست محمد عدلى مؤلف «يحيى وكنوز»، إن الشركة المتحدة لديها اهتمام كبير بالطفل، وقدمت العديد من الأعمال المتنوعة، قبل شهر رمضان، منها «المحمية»، و«رسالة نور»، و«رحلة سعيدة».

وأضاف: «الاهتمام بالأطفال خطوة مهمة لتعزيز الثقافة، وتنمية الهوية لديهم، وتعريفهم بتاريخ الدولة العظيم، والشركة المتحدة تحترم وتراعى أذواق الأطفال وتنتج أعمالًا متطورة للغاية».

وواصل: «هناك ذكاء فى اختيار المواضيع التى يتم إنتاجها، ثم مراقبة الجودة الفنية الخاصة بها، والاهتمام بظهورها فى صورة جيدة»، مشددًا على أنه «يتم الرهان طوال الوقت على القيمة، وصناعة أعمال لها جماهيرية، ووجود سوق للأنيميشن أمر مهم للغاية يُحسب للشركة المتحدة».

وعبر عن سعادته بردود الأفعال التى تلقاها حول الموسم الثانى من العمل، الذى يحظى بمشاهدات عالية خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، معتبرًا ذلك امتدادًا للنجاح الكبير الذى حققه الجزء الأول خلال العام الماضى.

قيم وأخلاق نبيلة

يعرض كارتون الأطفال المميز «نور ورسالة النور» على قناتى «الناس» و«سى بى سى» ويقدم عددًا كبيرًا من القيم والأخلاق النبيلة.

وفاجأت قناة «الناس» جمهورها هذا العام بالتطوير الكبير والبرامج والأعمال المتنوعة الخاصة بالأطفال مثل برنامج «نون» وقصص الحيوان فى القرآن وكارتون الأزهر وغيرها من أعمال الأطفال المميزة.

 

المشروعات القومية بأشعار جمال بخيت وغناء زين محمود

تقدم الشركة المتحدة تجربة جديدة على قناة «أون»، تحمل اسم «الربابة مصرى»، وهو عبارة عن اسكيتشات غنائية، تتناول موضوعات عصرية وتحكى عن المشروعات القومية بطريقة الغناء الفلكورى على الربابة.

وتقدم «الربابة مصرى» حلقات وطنية جذابة، كان أبرزها حلقات «حياة كريمة» و«النوبة» و«النيل» و«مصرى قديم»، بأشعار جمال بخيت وغناء زين محمود.

كما حققت حلقة «فخر العرب محمد صلاح»، التى عرضت خلال الأيام الماضية، نجاحًا مبهرًا، وتنص كلماتها على «من فجر بلده أخد دينه.. والابتسامة على خدينه.. ربى يكرم والدينه.. مش قصة كورة يا أبو صلاح.. ولا إنجليزى ولا نرويجى ده غزال نجريجى.. ابنى ونجاحى قوانى.. من بلدى لصعيد جوانى.. غرباوى من مركز بسيون.. يجرى وكأنه فى ماراثون».

مغامرات شيقة عن حماية البيئة بأبسط الوسائل بعيدًا عن التكنولوجيا

بعد أن تصدرت مصر المشهد العالمى من خلال تنظيم مؤتمر المناخ «COP 27»، تقدم الشركة المتحدة نموذجًا لقضايا البيئة من خلال مسلسل الرسوم المتحركة «المحمية» على قناة «الحياة» ومنصة «واتش إت».

ويقدم المسلسل مغامرات مشوقة ومختلفة من خلال اكتشاف «فرح وحمزة» سر المحمية، التى يملكها جدهما، وهو أن الكائنات البحرية تعرف لغة البشر وتتحدث بها لنستكشف بعد ذلك مغامرات فرح وحمزة مع تلك الكائنات خلال الحلقات.

وقال حسين مجدى، مخرج المسلسل، إنه بعد عرض الحلقات الأولى من «المحمية» وجد الكثير من الآراء الإيجابية فى الدائرة المحيطة والسوشيال ميديا، مبينًا أن الأطفال أعجبوا به بعد أن جذب انتباههم. وأضاف: «الأطفال أحبوا أغنية العمل ويستكملون المغامرات مع الأبطال ومن ثم تصلهم المعلومات التى نستهدفها فى الحلقات، والحمد لله نجح العمل فى أهدافه التربوية والترفيهية»، مشيرًا إلى أن الكبار أيضًا أصبحوا من جمهور العمل وأنهم سعداء بجودته والألوان والحركة والشخصيات والموضوع، بالرغم من أنه ليس موجهًا لهم.

وتابع: «هدف المسلسل الأساسى تعريف الأطفال بالحياة البحرية والمحميات، والمخاطر التى يمكن أن تهدد الحياة والبيئة والإنسان، ودورنا أن نتصدى لهذا الخطر، من خلال إزالة القمامة من على الشواطئ، وفى العمل نوفر حلولًا بسيطة، بعيدة عن التكنولوجيا، حول استخدام المتاح لحماية البيئة، وفى السياق نوصل رسائل وأخلاقيات للطفل مثل طاعة الأب وعدم التعرض للمخاطر وغيرها».

وأكد أن «الشركة المتحدة فتحت الباب أمام صناعة الكارتون ومحتوى الطفل مرة أخرى، بعد أن بدأت الدول الأخرى فى جذب الكفاءات المصرية، لكن الشركة تبنت هذه الكوادر، فضلًا عن أن كوادر الشركة المتحدة قادرة على فهم وتحليل ما نقدمه والمجهود الذى نبذله، ما سهل علينا كثيرًا خلال الفترة الماضية، ونتمنى أن تكون هناك آليات تطوير أكثر خلال الفترة المقبلة بزيادة التواجد فى معارض خارجية».

خبير تربوى: «المتحدة» تبنى شخصية الأطفال بأسلوب عصرى يعزز الولاء والانتماء

قال الدكتور عصام حجازى، الخبير التربوى، إن الحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية يعد من أهم التحديات المفروضة على المجتمع المصرى حاليًا، خاصة فيما يشهده العصر الحالى من ثورة فى الاتصالات مقترنة بانفتاح على الثقافات والتيارات الفكرية المختلفة.

وأوضح «حجازى» أن المتحدة للخدمات الإعلامية أدركت جيدًا أنه لا يمكن منع الأطفال من مشاهدة أفلام الكارتون التى تبث عبر وسائل الإعلام الأخرى، لذا بدأت فى تطوير المحتوى الذى تقدمه على شاشتها بشكل يخدم القضية الوطنية ويغرس الانتماء الوطنى لدى النشء.

وأشار إلى أن تلك الخطوات تسهم فى الحد من التأثيرات السلبية التى تتركها مشاهدة هذه المواد الإعلامية على شخصية الأطفال وانتمائهم للثقافة المصرية الأصيلة وولائهم لوطنهم.

وأضاف: «لذا كان لا بد من تبنى اتجاه آخر يعتمد على التحصين الفكرى والنفسى وتقديم مواد إعلامية فى صورة أفلام كارتون تعزز الولاء والانتماء الثقافى والوطنى لدى الأطفال، فضلًا عن حثهم على تنفيذ العديد من الأنشطة الفنية التى تساعد على تشكيل شخصيتهم وتنمية مواهبهم».

واعتبر أن هذه هى أفضل طريقة فى تعليم الأطفال الانتماء والولاء لأن التعلم يتم فى ظل مشاعر إيجابية فياضة وكم كبير من المتعة والإثارة، مضيفًا: «الهدف هو بناء شخصية تتمتع بالولاء والانتماء للوطن وللثقافة المصرية الأصيلة وقادرة على التصدى بفاعلية لموجات التغريب الثقافى التى تغزو المجتمعات بين الحين والآخر وتؤثر فى تماسكها ووحدتها وقوتها».

وتابع أن من مميزات هذا المشروع الحضارى هو اللجوء لأساليب غير تقليدية فى تربية الأطفال الذين هم قادة المستقبل، كما أنه يعتمد على أدوات عصرية وأساليب تربية حديثة وتوظيف جيد للفن فى التنشئة الاجتماعية. وأشار إلى أن التنشئة الاجتماعية فى السابق كانت تتسم بالجمود والرتابة ولكن الاعتماد على ما تقدمه المعالجة الدرامية من عناصر التشويق والإثارة والمتعة يعمل على تعميق التعلم وزيادة فاعلية التأثير على وجدان وعقل الطفل».

واختتم: «هذه الخطوة لا تقتصر أهميتها فقط على بناء شخصية الطفل فى الاتجاه الإيجابى ولكنها أيضًا تشغل وقته وذهنه، بحيث لا يلجأ إلى المواد الإعلامية الأخرى التى قد تؤثر بالسلب على شخصيته وتؤثر أيضًا على ارتباطه بثقافته وولائه لوطنه وتعمل على تغريبه وعزله عن مجتمعه فكريًا وثقافيًا».