رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الفاصل

لبنى ونس                                                     

الممثلة لبنى ونس ممثلة مسرح قديمة.. تقبض على جمر الفن منذ ما يقارب الأربعين عامًا.. ممثلة مثقفة تعلمت الفن فى قصور الثقافة ومسرح الشارع وتجارب المسرحيين الطليعيين.. تألقها فى مسلسل «جعفر العمدة» ذكرنى بما قالته أنغام فى حفل لها خارج مصر: لولا البنية التحتية الفنية لمصر والموجودة منذ عقود لما أمكن أن نحصد الثمار حاليًا وغدًا وبعد غدٍ.. لبنى ونس تجمع فى ملامحها بين الشر والطيبة معًا واختيارها للدور موفق جدًا.. وتألقها فى مشاهدها مع ابنها بالتبنى وحيرتها إزاء الموقف تدل على أنها ممثلة كبيرة للغاية.. أما اهتمام الناس بدورها وثناؤهم عليه فيدل على أن لكل مجتهد نصيبًا.. مهما تأخر هذا النصيب فهو قادم قادم.

الريادة حقيقة 

لفت نظرى بعض الأصوات هنا وهناك تتباكى على ما أسموه «ريادة مصر الفنية فى التسعينيات» ما توقفت عنده أن نفس هذه الأصوات أو أصوات شبيهة لها كانت تسخر من تعبير «ريادة مصر الفنية» وقتها حين يصرح به المسئول الأول عن الإعلام فى ذلك الوقت! كانوا ينفون وقتها ريادة مصر التى يتباكون عليها حاليًا.. تفسيرى أن هناك من يشعر بالدونية دائمًا أو بالفزع دون مبرر ويريد الانتقاص من بلده فى كل العقود.. وهناك تفسير آخر بأن المعاصرة حجاب.. وأننا لا نعرف قيمة الشىء إلا بعد مضى الزمن عليه.. لذلك ستعرف الأجيال القادمة قيمة ريادة مصر الفنية حاليًا فى المستقبل.. كما نعرف نحن قيمة الفن المصرى الذى كان يقدم فى التسعينيات وما قبلها رغم إنكار البعض قيمته فى ذلك الزمان!

اعتراف من مثقف 

أعترف بأنى أتابع بشغف أحداث مسلسل «جعفر العمدة» لمحمد رمضان وهو نفس الشغف الذى تابعت به مسلسل «البرنس» وقت عرضه.. تفسيرى لهذا أننى أفاضل بين صورة الممثل كشخص عام وبين موهبته فى التمثيل وهذا نوع من الموضوعية أدرب نفسى عليه.. لم تعجبنى مواقف متتالية لمحمد رمضان الشخص ولكننى أعجب جدًا بموهبته كممثل.. التفسير الثانى أن المسلسل الشعبى عمومًا يحتوى على تشابه مع الملاحم الكبرى.. حيث يصارع البطل القدر والأشرار معًا وينتصر عليهم فى النهاية.. لذلك تلاعب التيمات الشعبية لمحمد رمضان منطقة عميقة فى وعى المشاهد الذى استمع جدوده لقصص أبوزيد الهلالى والظاهر بيبرس والأميرة ذات الهمة.. أعجبتنى جملة حوار على لسان رمضان فى المسلسل يقول فيها: السيدة أحسن من التجمع.. هنا لو تعبت ألف واحد يقف جنبك.. هناك جارك اللى جنبك ميعرفكش.. اكتشفت أننى بالفعل لا أعرف جارى فى المكان الذى أسكن فيه.. عكس الحال فى شبرا حيث ولدت!

 

التاريخ والفن 

التعامل مع الأعمال الفنية على أنها كتب تاريخ نوع من الجهل بالتاريخ والفن معًا.. الفن هو صورة الواقع فى عين وعقل الفنان.. محمد خان ملك التصوير فى الشارع كان يصور لنا جماليات الشارع المصرى وليس أكوام القمامة فيه.. لأنه كان يصوره بعين فنان وقلب محب.. مخرج فيلم «كليوباترا» كان مهتمًا بتصوير قصة حب كليوباترا وأنطونيو وليس بالتاريخ للعصر البطلمى الثانى وماذا جرى فيه! مخرج فيلم عنترة كان مهتمًا بتصوير قصة حب عنترة وعبلة وشجاعة عنترة وليس طريقة حياة قبيلة عبس فى القرن الأخير قبل ظهور الإسلام.. نفس الأمر بالنسبة لمسلسلات كبيرة مثل «رسالة الإمام» و«سره الباتع».. التاريخ فيها إطار لرواية حدوتة صناع العمل وتخليد المعانى الكبيرة فيها عبر الزمن.. أى حديث غير هذا يكشف عن جهل كبير بالفن أو تربص بصناعه.. وكلاهما أمر مثير للشفقة والرثاء. 

أمين والمهندس 

عاتبنى صديق بالأمس على أننى قلت إن أحمد أمين امتداد لنجيب الريحانى والمهندس.. شرحت لصديقى أننى أقصد أنه يقدم نفس الشخصية الاجتماعية التى كانا يقدمانها.. ابن الطبقة الوسطى المتعلم سيئ الحظ.. أما العبقرية الفنية أو مدى الإجادة الفنية فأمر متروك للتاريخ وذائقة كل شخص وأمور كثيرة أخرى.. وجدت نفسى أشرح أكثر لصديقى قائلًا: أكرم حسنى شخصيته الفنية تشبه شخصية العظيم سمير غانم.. هو دائمًا عبثى ولا مبالٍ ويضحك لمجرد الضحك.. ولا يعنى هذا أنه يقترب فى عبقريته من سمير غانم.. هو صاحب تجربة مستقلة يحكم عليها الناس بعد انتهاء رحلته الفنية.. لكن التشابه فى طريقة أو منطقة الأداء شىء آخر.

مكى الفريد 

الكوميديان الوحيد الذى لم أستطع تحديد جيناته الوراثية الكوميدية هو أحمد مكى.. يمكن القول إنه لا يشبه أحدًا من آباء الكوميديا الكبار.. أظن أنه تأثر بنماذج عالمية اختزنها وأعاد إنتاجها ببصمة خاصة جدًا.. مكى فنان مثقف وطليعى بقدر ما.. منذ قدم فيلم «الحاسة السابعة» الذى كان نوعًا جديدًا على السينما المصرية وقتها.. نفس الأمر ينطبق على فن الراب الذى كان من أوائل من أدخلوه لمصر قبل سنوات من تحوله لفن شعبى كما هو الحال حاليًا.. أستمتع بأداء مكى فى «الكبير أوى» رغم اعتراضى على بعض التيمات وأطلب منه أن يخرج من منطقة راحته ويبحث عن شخصية جديدة يمتع بها المصريون كما فعل كثيرًا من قبل.

دولة التلاوة 

منذ بداية الألفية انشغلت فى عملى الصحفى بقضايا لم تكن تشغل الدولة المصرية وقتها بحال من الأحوال.. كان من ضمن هذه القضايا تراجع معالم مدرسة إسلام المصريين أو مساهمات المصريين الحضارية فى الإسلام وهى عندى أعظم المساهمات فى تاريخ الدين الحنيف.. وكان من معالمها سيرة دعاة مدعين للسلفية لم يمروا يومًا على الأزهر الشريف ودعاة آخرين منتمين للإخوان تولوا عملية منظمة لاختراق النخبة.. وكان من مظاهر هذا الغزو النشر المكثف لأصوات قراء غير مصريين يتلون القرآن وكأنهم ينفرون ولا يبشرون وينشرون الخوف بدلًا من الحب والعشم فى الله.. كنت أسأل دائمًا أين اختفت مدرسة التلاوة المصرية؟ وقد جاءت الإجابة فى عهد الرئيس السيسى حين تم إنشاء قناة «مصر قرآن كريم» التى تذيع تلاوات كبار المشايخ المصريين العظام.. ثم حين أطلقت الشركة المتحدة تطبيقًا للقناة على المحمول بنفس العنوان.. ثم أخيرًا حين أنتجت برنامج «دولة التلاوة» الذى يحاور فيه صديقى اللامع عمرو خليل فضيلة الشيخ على جمعة حول رموز دولة التلاوة.. لذلك أشعر بانتماء أكثر لهذا البلد.عبدالمقصود

حوار وطنى 

سعدت للغاية بقرار أمانة الحوار الوطنى بضم مجموعة من الأسماء اللامعة للجان الحوار المختلفة سعيًا لمزيد من إثراء الحوار.. من بين الأسماء المعلنة مجموعة من كتاب جريدة «الدستور» وضيوفها الدائمين، منهم المفكر نبيل عبدالفتاح والشاعران إبراهيم عبدالفتاح وإبراهيم داود والبرلمانى اللامع محمد عبدالعزيز والمحامية النقابية مها أبوبكر ومجموعة أخرى من الأسماء اللامعة.. ألف مبروك لمؤسسة الحوار الوطنى وللمنضمين الجدد لفعاليتها. 

اقتصاد

مشروع تحويل منطقة وسط القاهرة إلى مركز للتكنولوجيا قد يرفع الإيرادات السنوية للبلاد من صادرات تكنولوجيا المعلومات إلى ١٠ مليارات دولار بعد أن كانت ٤.٩ مليار فقط فى ٢٠٢٢

تصريح لأيمن سليمان الرئيس التنفيذى لصندوق مصر السيادى.