رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل المصريين إلى الإمام الشافعى: «حقق مُرادنا.. وليك الحلاوة»

الإمام الشافعى
الإمام الشافعى

- تنوعت بين شكاوى وطلبات.. وأصحابها وعدوا الإمام بعدة نذور حال تحققها 

- متظلمة من مجهول سرق مصوغاتها: «خدلى حقى.. وهبعتلك البشرى فى جواب»

عندما كان الدكتور سيد عويس، الذى يعتبر من أهم أساتذة علم الاجتماع فى مصر، صبيًا، ينتظر خوض امتحان الشهادة الإعدادية، حيث يسكن فى حى «الخليفة» بالقاهرة، نصحه الناصحون بالتوجه شطر مقام الإمام الشافعى الموجود فى الحى، وأن يسير على خطاهم فى إرسال الأمانى والطلبات إلى «إمام قريش»، وانتظار الاستجابة من ربه ورب الناصحين ورب الشيخ.

ولأنه حريص كل الحرص على النجاح فى هذا الامتحان، وجد نفسه فى سبيل تحقيق هذا الهدف، يسمع لنصيحة الناصحين، فيكتب «وريقة» يطلب فيها، كما يفعل الآخرون، من الإمام الشافعى، العون على بلوغ هذا المراد، ثم يودعها فى «مقصورة» الضريح.

وخلال زياراته العديدة إلى الضريح، لم يشغل بال د. عويس سوى موضوع «القصاصات» التى يكتبها بعض زوار ضريح الإمام الشافعى ويودعونها فى «المقصورة»، وكان فى كل زيارة يجدها متناثرة فى كل أنحاء المكان الذى تحيط به «المقصورة»، مُلقاة لا يأبه بها أحد إلا هو، والذى كان يذهب ويرى هذه «القصاصات» من خلال القضبان، يراها ولا يستطيع أن ينال منها شيئًا، فيسأل نفسه عن مضمونها، وما تحويه من وقائع أو من مشاعر أو تعبيرات.

استمر هذا المشهد فى عقل الباحث الكبير، ومع اهتمامه بظاهرة اجتماعية مهمة تتعلق بـ«الجرائم غير المنظورة»، وبعد ٣٠ عامًا كاملة على هذه التجربة، عاد المستشار فى المركز المصرى للبحوث الاجتماعية والجنائية فى القاهرة وقتها ليسأل نفسه: ماذا يكتب الناس على اختلافهم وتباينهم فى هذه «الوريقات»؟ يشكون إليه كما يطلبون منه، فما مضمون هذه الشكاوى؟ وما مضمون هذه الطلبات؟ وهل تتضمن بعض «الجرائم غير المنظورة» موضوعه البحثى الرئيسى.

وبناءً على ذلك، كان من حظ المكتبة العربية وعلم الاجتماع فى مصر والوطن العربى أن يوثق د. عويس هذه التجربة فى دراسة بحثية شاملة أصدرها فى واحد من أهم الكتب الاجتماعية باسم: «رسائل إلى الإمام الشافعى- ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعى»، وذلك فى مايو ١٩٦٥، قبل إصدار الطبعة الثانية فى ١٩٧٨.

- «جلسة شريفة» مع الحسن والحسين وأُم هاشم لـ«إزالة إسرائيل»

بعد عودة الدكتور سيد عويس من الولايات المتحدة الأمريكية فى يونيو ١٩٥٦، جعل شغله الشاغل دراسة موضوع «الجرائم غير المنظورة فى المجتمع المصرى»، التى تُطلق- فى أغلب الأحيان- على «الجرائم التى تُرتكب فى المجتمع، ولكنها لا تصل إلى رجال الشرطة أو المحاكم لسبب أو لآخر».

وفى غمار الأفكار الكثيرة المتباينة حول الموضوع، عادت إليه ذكرى من الطفولة، حين كتب «وريقة»، يطلب فيها من الإمام الشافعى العون على بلوغ مراده فى النجاح بالشهادة الإعدادية، ثم يودعها فى «مقصورة» ضريح الإمام.

ومن وقتها، منذ مطلع عام ١٩٥٨، أصبح التفكير فى مضمون الشكاوى والطلبات المقدمة إلى ضريح الإمام الشافعى، شفاهة أو كتابة، هو الشغل الشاغل للدكتور سيد عويس.

وحاول الباحث تحقيق هذا الهدف مرات عديدة لكنه يفشل، واستغرقت هذه المحاولات الفاشلة ٥ أشهر أو نحوها. وعندما تسرب اليأس إلى نفسه أو كاد، فُتحت أمامه أبواب الأمل فجأة.

كان ذلك يوم السبت ١٠ مايو ١٩٥٨، عندما وجد الباحث أحد المسئولين عن ضريح الإمام الشافعى يصغى إليه، ويرى فى موضوع الدراسة أمرًا ذا دلالة وأهمية، قبل أن يعلم منه أن الرسائل التى ترسل إلى الضريح نوعان، الأول هو الخاص بـ«القصاصات» التى يودعها أصحابها «مقصورة» الضريح، والثانى- وهو نوع لم يكن يخطر على بال الباحث من قبل- خاص بالرسائل التى تُرسل إلى ضريح الإمام الشافعى عن طريق البريد.

وبالفعل حصل د. عويس على جميع الرسائل المرسلة بالبريد إلى ضريح الإمام الشافعى التى كانت فى حوزة الشخص المسئول عن ضريح الإمام الشافعى، حتى يوم السبت ١٠ مايو ١٩٥٨.

ومنذ هذه اللحظة تحول اهتمام د. عويس إلى هذا النوع من الرسائل دون غيره، وتيسر له بالفعل الحصول على ١٦٣ رسالة، منها ٨٨ رسالة موجودة فى ظروف خطابات، والباقى لا يوجد فى ظروف، إلى جانب ٥٨ ظرف خطاب ليست فيها رسائل، علمًا بأن جميعها كانت مُرسلة بالبريد العادى.

وحسبما ذُكر فى الكتاب، أُرسلت هذه الرسائل خلال المدة من مايو ١٩٥٢ إلى مايو ١٩٥٨، وجاءت من ١٥ محافظة، وكانت الأغلبية الساحقة منها قد أتت من محافظات الوجه البحرى «٤٧.٢٪»، ومن محافظات الوجه القبلى «نحو ٤٦.٥٪»، إلى جانب ٦.٣٪ من القاهرة والإسكندرية وبورسعيد ودمياط.

ورغم أن عدد الرسائل موضوع الدراسة والكتاب هو ١٦٣ رسالة، اتضح أن عدد مرسليها هو ١٧٥ شخصًا، بواقع ٨٠ من الذكور، و٨٠ من الإناث إلى جانب ١٥ لم يمكن التعرف على نوعهم. أما الأشخاص المشكـو فى حقهم خلال هذه الرسائل، فقد بلغ ٢١١ شخصًا «١٤٤ ذكرًا و٦٧ أنثى».

وتنوعت الرسائل فى الكتاب بين الشكاوى والطلبات، وكان أكثر أنواع الشكاوى الواردة: شكاوى الاعتداء على الأموال، تليها شكاوى الاعتداء على الأشخاص، ثم الشكاوى فى نطاق الأسرة، ثم الشكاوى فى نطاق العمل، إلى جانب بعض الشكاوى الأخرى «ثلث الشكاوى كلها». أما الطلبات فصنفها الكتاب ٤ أنواع، وأكثرها كان طلبات الانتقام، تليها طلبات الحكم العادل ورفع الظلم، ثم الطلبات الشكلية «طلب عقد جلسة هيئة المحكمة الباطنية مثلًا»، ثم بعض الطلبات الأخرى «قراءة الفاتحة، والشفاء من المرض، والزواج، وطلب فناء إسرائيل».

وكان من بين هذه الطلبات ما تضمنته رسالة فى أكتوبر ١٩٥٥، يطلب فيها مرسلوها من الإمام الشافعى عقد جلسة شريفة يحضر فيها معه سيدنا الحسين وسيدنا الحسن والست زينب أُم هاشم وجميع أهل بيت النبى، ليطلبوا من الله «مسح إسرائيل وإزالتها من على وجه الأرض المقدسة فى هذا الأسبوع»، مضيفين: «ويكون إن شاء الله آخر ميعاد يوم الثلاثاء المقبل».

وقدم د. عويس تصنيفًا شاملًا لهذه الشكاوى والطلبات الواردة فى الكتاب، بداية من شكاوى بسبب الاعتداء على الأموال، التى تضم: «سرقات عينية مبينة- سرقات أموال- سرقات لم يبين نوعها- هجوم على منزل أو دكان- إتلاف مزروعات- سلب عقار- أخذ أموال يتامى- ضياع أموال- تسميم مواشى- هدم منزل»، وشكاوى بسبب الاعتداء على الأشخاص: «سب وسخرية- شكوى من ادعاء الغير كذبًا- ضرب- المعاملة القاسية- شكوى ضد قاتل».

وكان النوع الثالث معنيًا بشكاوى فى نطاق الأسرة: «شكاوى بسبب العمل على التفرقة بين الزوجين- شكاوى زوجية- شکاوى ضد زوجة ابن- تحريض على الفسق- شكوى بسبب غواية الولد على الفساد- شكوى بسبب عمل الأسحار- إرغام على الزواج»، والرابع شكاوى فى نطاق العمل، ويتضمن: «قطع العيش- أكل حقوق الأجير- مضايقات فى العمل»، وصولًا إلى شكاوى أخرى: «شکاوی بسبب اعتداء لم يبين نوعه- شكوى بسبب الحرمان من معاش الضمان- شكوى بسبب قضية». 

وتنوعت الطلبات إلى طلبات الانتقام: «الانتقام دون تحديد نوعه- طلب إصابات جسمية كالشلل والعمى- طلب حكم قاسى والموت والهلاك- تخريب الديار- الانتقام من الأولاد- الأخذ بالثأر- تشتيت الظالم- قلب وإبطال السحر- طلب التفرقة بين ابن وزوجته- طلب التحقيق مع المعتدى»، وطلبات الحكم العادل ورفع الظلم: «خلاص الحق- حكم عادل- التصرف فى المعتدى- إظهار الظالم أو المعتدى- المساعدة فى الانتصار فى قضية- منع المعتدى من الاستمرار فى الاعتداء- رفع الظلم- طلب أحد الزوجين التفرقة بينهما»، وطلبات أخرى: «قراءة الفاتحة- الشفاء من المرض- الانتقال إلى القاهرة ليكون بجوار الإمام الشافعى- الصلح مع الأعداء- صلاح العائلة- طلب عمل- الزواج- إعادة شخص غائب- طلب فناء إسرائيل».

- لا تخيّب فيك ظنى يا «قاضى الشريعة».. كل الناس دلونى عليك

كانت العناوين على الظروف كُلها مرسلة إلى ضريح الإمام الشافعى بعنوانه المعروف، وغالبيتها موجهة إلى شخص الإمام الشافعى دون ذكر ألقاب تعظيم، مثل: «السيد الإمام قاضى الشريعة- القاهرة»، و«إلى مصر- يسلم للإمام الشافعى قاضى الشريعة»، و«إلى السيد الإمام الشافعى بمصر».

بينما هناك رسائل موجهة إلى الإمام الشافعى مع ذكر ألقاب تعظيم، مثل: «إلى صاحب الموكب العظيم الإمام الشافعى»، و«حضرة المحترم صاحب الفضيلة الإمام الشافعى رضى الله عنه»، و«حضرة سيدى صاحب المقام الرفيع ومولاى الإمام الشافعى رضى الله عنه»، «وحضرة صاحب السيادة والفضيلة المحترم صاحب المجد والشرف سيدى الإمام الشافعى بمصر المحروسة فى خير وسلام.. خصوصی لسيادته».

وتنوعت الأماكن التى أُرسلت منها الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعى، فهى تأتى من ١٥ محافظة من محافظات الجمهورية، وكانت الأغلبية الساحقة من الوجه البحرى «٤٧.٢٪»، ثم الوجه القبلى «٤٦.٥٪»، إلى جانب ٦.٣٪ فقط من القاهرة والإسكندرية وبورسعيد ودمياط.

وتصدرت محافظة الفيوم أكبر نصيب من الرسائل «٤٣ رسالة»، تلتها الغربية «٣١»، ثم المنوفية «١٦»، وبنى سويف «١٣»، والشرقية «١٠»، بينما كان أقل الرسائل عددًا من الإسكندرية وبورسعيد والبحيرة وقنا «رسالة من كل منها».

ومما يُلاحظ فى العديد من الرسائل أنها موقعة بأسماء رمزية مثل: «العارف لا يُعرف»، و«العبد الفقير المظلوم» و«العبد الفقير» و«المظلومة». وكان معظم المرسلين يسجلون أسماءهم فى الرسائل مشفوعًا باسم الأم عادة، فالمرسل الذكر «فلان ابن فلانة»، والمرسلة الأنثى هى «فلانة بنت فلانة».

ووجه مرسلو الرسائل رسائلهم إلى «الإمام الشافعى» فى غالبية الرسائل، ثم إلى «شيخ أو خادم مسجد الإمام الشافعى»، ثم إلى «الله أو الرسول»، ثم إلى «ضريح الإمام الشافعى». 

وعادة ما تبدأ الرسائل بنداء للإمام الشافعى، أو بنداء الله أو الرسول، أو بالصلاة على النبى فقط، أو بآية قرآنية والصلاة على النبى، أو بمقدمة، أو بالسلام عليكم ورحمة الله، أو بآية قرآنية فقط، أو بنداء لأولياء آخرين، أو بأبيات من الشعر، أو بنداء للخادم، أو بذكر أسماء الله الحسنى.

ومن أمثلة بداية الرسالة بنداء للإمام الشافعى، نجد «سيدى البطل الشهير»، و«أحيطكم علمًا يا صاحب الشرف»، ومن أمثلة بداية الرسالة بنداء الله أو الرسول نجد «من العبد الفقير إلى الله ورسوله» و«نتوسل إلى الله».

ومن أمثلة بداية الرسالة بأبيات من الشعر أو ما يُشبه الشعر نجد:

سألت عن المكارم أين حلت فكل الناس دلونى عليك

سألتك بالنبى وصاحبيه ومن قضى فى والديك

لا تخيّب فيك ظنى فإنى اليوم محسوب عليك

ونجد أيضًا:

يا عصبة الخير بخير الملل

وتحية النور البهى الأجل

وكذلك

على باب عزكم وقفت بذلتى

وأطرقت رأسى من عظيم خبيئتى

وعفرت وجهى رغبة فى رضاكم

بتراب نعالكم ثم أسبلت دمعتى

 

- سيدة عن شخص حرمها من المعاش: «يا شافعی لك دبيحة إن بينت فيه»

وعد بعض أصحاب الرسائل بإرسال نذور إلى الإمام الشافعى إن تحققت طلباتهم، وكان أكثر من وعد بإرسال نذور من الإناث.

نجد فى إحدى الرسائل مثلًا، سيدة كانت تحصل على معاش الضمان الاجتماعى، وهى تشكو شخصًا سمته وسمت أمه لأنه كان السبب فى حرمانها من هذا المعاش، وتطلب من الإمام الشافعى القصاص وتعده إذا نفذ هذا القصاص فى الشخص المذكور بقولها «يا شافعی لك دبيحة إن بينت فيه».

وتشكو سيدة أخرى إلى الإمام الشافعى من شخص مجهول فتح من صندوقها وأخذ مصوغاتها، وتطلب من الإمام أن يخلص حقها بمعرفته، من هذا الشخص الذى لا تعرفه وتعتقد أن الإمام يعرفه، قبل أن تختم شكواها وطلبها بعبارة: «ونبعتلك البشرى فى الخطاب».

وفى رسالة أخرى نجد سيدة تشكو شخصًا معينًا سمته وسمت والديه إلى الإمام الشافعى، وموضوع الشكوى أنه يعمل أسحارًا ضدها وضد آخرين ينتمون إليها، وتطلب من الإمام الشافعى «قلب هذه الأسحار»، قبل أن تعد الإمام بقولها «والله يقدرك للعمل الصالح والنذر خمسون قرش نذر».

وسيدة أخرى تشكو إلى الإمام كل من يعتدى عليها وتستنجد به من الظالم، ثم تخاطب رئيس المسجد قائلة: «أعرفك لما ربنا يبلغ المقصود لك الحلاوة إن شاء الله».

وفى رسالة أخرى نجد أن سيدة تبث شكواها إلى الإمام ضد شخص لا تعرفه، لكنها تقول: «وأنت يا سيدى الإمام تعرفه شخصيًا»، وتطلب من الإمام أن يظهره وأن ينتقم منه، وتختتم الرسالة بقولها: «وإن شاء الله عندما يظهر البيان وتصير سليمة، ندفع لك ما فيه النصيب».

وتشكو سیدة من آخرین تعدوا عليها بطريقة تحزن النفس ويكتئب منها القلب، وتطلب منه أن «يتصرف فيهم»، ثم تعد الإمام قائلة «وإن بينت فيهم يبقى لك عندى نايب كبير».

ومن الرسائل التى أرسلها ذكور، رسالة لرجل «يوكل الإمام على كل من ظلمه وكل من غشه وكل من اعتدى عليه»، ويطلب أخذ الحق منهم، ثم يعد الإمام قائلًا: «ولك علينا نذر ليلة للفقراء وعلى قدر طاقتنا».

ورجل آخر نجده فى رسالة أخرى يخاطب الإمام، قائلًا: «أنا متعشم فى بطل منصان»، ويطلب بعد أن يشكو إليه أمره إحقاق العدل والحق، ثم يعده وهو يقول: «ويبقى عادة علىّ أن أدفع النذر فى كل سنة عند خلوص حقى».

ونجد فى رسالة أخرى رجلًا يعرض شكواه على الإمام ويقسم قائلًا: «أقسم بالله عندما تأخذ حقى من المعتدين لأعمل لك خاتمة لوجه الله، وأنفق على المحتاجين والفقراء، وأقبل عتبة مقامك، وأبرز جهدى فى سبيل كراماتك»، بينما يشكو شخص آخر إلى الإمام ممن كان السبب فى موت جاموسته، ويطلب إيذاءه، ثم يعد الإمام بأنه «هبعتلك نذر ٥٠ قرشًا».

ولاحظ الباحث حرص بعض أصحاب الرسائل على ختم رسالتهم بنداء للأولياء الآخرين، مثل: «المدد يا أبوفراج المدد يا رفاعى المدد یا دسوقی یا جیلانی المدد یا بيومى المدد يا صاحبة الشورى»، و«ببر بركة السيدة زينب تبين بيانها فى هؤلاء الخونة»، و«نحن موكلين السيدة زينب والحسن والحسين وجميع أولياء الله يتصرفون بمعرفتهم»، و«أن تكون السيدة زينب معاك أيها الإمام فى هذه الشكوى»، كما تبين له أن نصيب شهر رمضان من الرسائل هو أكبر نصيب بنسبة ١٩.١٪، يليه شهر شعبان «١٥.٥٪»، ثم شوال ورجب وربيع الأول.

ويشير الكاتب إلى أن مرسلى الرسائل يخاطبون الإمام الشافعى وكأنه حى، على الرغم من مرور أكثر من ١١٥٠ سنة منذ وفاته، كما أنهم يخلعون عليه فى معظم الأحيان ألقاب التعظيم وكأنه شخص ذو سلطان يعيش بينهم، فهو مثلًا: «صاحب المقام الرفيع»، و«صاحب الموكب العظيم»، و«صاحب السيادة والفضيلة المحترم صاحب المجد والشرف»، و«السيد وتاج الرأس»، و«قاضى الشريعة».