رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نظرية المؤامرة فى دراما رمضان

كم هائل من المغالطات والشائعات يتم ترديدها فى آن واحد عبر منصات السوشيال ميديا المختلفة، أو بالأحرى «كتائب اللجان الإلكترونية» منذ بداية شهر رمضان الكريم، فتأتى تارة فى ثوب انتقادات وتارة أخرى فى ثوب شائعات وأكاذيب وتارة ثالثة فى ثوب مواعظ وحكم حول إهدار القيم الدينية، كل تلك «الشقلبظات» تجعلك تؤمن بأن هناك مؤامرة متكاملة الأركان على الدراما الرمضانية وتحديدًا دراما الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية منذ بداية الشهر الكريم.

وعلى الرغم من أننى لست من أنصار نظرية المؤامرة من الأساس، فإن الأكاذيب والحملات الممنهجة التى تمت خلال الأيام الماضية تجعلك توقن يقينًا كاملًا بأبعاد تلك المؤامرة.

ولست هنا فى موقع الدفاع عن دراما الشركة التى أنتمى إليها، إلا أن الدراما الرمضانية هذا العام تستحق إما أن تتم الإشادة بها أو انتقادها، لكنها لا تستحق أبدًا هذا الكم الكبير من الأكاذيب ومحاولات التضليل من أجل تدمير القوة الناعمة المصرية.

نجحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية هذا الموسم الرمضانى فى تقديم الألوان الدرامية المختلفة بما يناسب أذواق المصريين بمختلف اتجاهاتهم وميولهم وأذواقهم الفنية من خلال ما يقرب من ١٧ عملًا دراميًا، أعادت من خلالها الدراما الدينية «رسالة الإمام»، والتاريخية «سره الباتع»، ونجحت فى تقديم الدراما الوطنية «الكتيبة ١٠١»، ونجحت فى تقديم الأعمال الكوميدية «الكبير أوى» و«الصفارة» وغيرها من الأعمال، وكذلك الأعمال الموجهة للأطفال «يحيى وكنوز ٢، والمحمية».

ولكن يبقى السؤال: هل ما تم فعله فى الدراما الرمضانية يستحق هذا الهجوم؟.. وإذا تركت لى الإجابة عن هذا التساؤل فستكون إجابتى نعم بكل تأكيد.. مرة أخرى نعم أقصد أن الدراما الرمضانية، وتحديدًا التى تقدمها الشركة المتحدة عبر شاشتها ومنصاتها، يجب أن يتم الهجوم عليها، بعدما أسهمت على مدار سنوات فى إعادة تشكيل وعى المصريين وتنمية ثقافتهم من خلال بعض الأعمال الدرامية.

فكيف يتم عرض هذا التنوع الدرامى ما بين التاريخى والكوميدى والاجتماعى والوطنى والبطولى، وأيضًا الكارتون الموجة للأطفال، وغيرها ونجعله يحقق النجاح دون ضجيج أو محاولات إفشال؟!

كيف يمكن أن تجلس الأسرة المصرية لتعود مرة أخرى لتشاهد المسلسلات على قنواتنا المصرية دون أن تخشى من تسريب ما يسهم فى نشر القيم الهدامة إلى عقول أولادنا وأطفالنا؟.. كيف يمكن أن تشاهد الأسر المصرية الأعمال الدرامية دون خوف من وجود مشاهد أو ألفاظ تخشى سماعها خاصة ونحن فى الشهر الكريم؟.. كيف يمكن نقديم كل تلك الأعمال الدرامية التى تناسب مختلف الأذواق المصرية؟.. كيف يمكن أن تخوض الشركة المتحدة معركة الوعى من خلال الأعمال الدرامية؟.. كيف يمكن السماح بتحقيق كل تلك الأمور دون محاولات إفشال أو تعطيل.

أطراف المؤامرة ولجانهم الإلكترونية معلومون للجميع.. وأغراضهم معروفة وواضحة للكافة.. وستظل تلك الأمور مجرد محاولات بائسة ويائسة.. وستظل المتحدة تقوم بدورها فى تقديم كل الأعمال الدرامية التى تناسب مختلف الأذواق وتخاطب العقول وتسهم فى معركة الوعى.. فلا تلتفت إليهم واستمتع بكل ما يتم عرضه وبما يرضى ذوقك فى ظل حالة التنوع الموجودة فى الدراما الرمضانية.