رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المدير الإقليمى لـ«منظمة الصحة العالمية»: قريبًا نعلن انتهاء جائحة «كورونا» (حوار)

الدكتور أحمد المنظرى
الدكتور أحمد المنظرى

- نمضى فى مسار إيجابى وفى أفضل وضع منذ بدء الجائحة ولكن لا تزال هناك ثغرات كبيرة فى التطعيم

- الحرص والوقاية هما مفتاح النجاة من الأمراض

- أحمد المنظرى أكد أن الصراعات وارتفاع نسب الفقر والتلوث مسببات لظهور الأوبئة

كشف الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، عن أن المنظمة بصدد الإعلان عن انتهاء وباء فيروس كورونا باعتباره حالة طوارئ صحية، لافتًا إلى أن التلوث البيئى والصراعات الإقليمية وانتشار الفقر من أهم مسببات ظهور الأمراض والأوبئة.

وقال «المنظرى»، فى حواره، لـ«الدستور»، إن فيروس «ماربورج» الذى تم اكتشافه مؤخرًا ليس بجديد، فقد سبق وظهر فى ألمانيا وصربيا، ومن أهم أعراضه الإسهال الشديد والتشنج والغثيان والقىء. 

وتحدث المسئول بالصحة العالمية عن العديد من الملفات المهمة وآخر مستجدات الوضع الوبائى لفيروس كورونا بإقليم شرق المتوسط، وكذلك دور المنظمة فى التصدى للكوليرا ودورها، أيضًا، بعد حدوث الزلزال المدمر فى سوريا، وغيرها.

■ بداية.. ما أسباب ظهور الفيروسات التنفسية خلال الفترة الأخيرة؟

- هناك مسببات عديدة لظهور الفيروسات أو عودتها بعد فترة اختفاء، ومن أسباب تفشى الفيروسات التنفسية الأوضاع والظروف المعيشية الناجمة عن الفقر والصراعات المستمرة والتلوث البيئى، علاوة على ذلك تواجه البلدان اليوم تهديدًا متزايدًا مع تغير المناخ، وما تنجم عنه من آثار صحية وخيمة وتغير فى الظواهر الطبيعية، ومع اشتداد آثار تغير المناخ يمكننا أن نتوقع المزيد فى هذا الصدد.

■ ما الوضع الوبائى الحالى لفيروس كورونا المستجد؟

- كما نعلم، يسود حاليًا متحور أوميكرون عالميًا، ويتم اكتشافه الآن فى جميع البلدان تقريبًا، وتتفرع منه سلالات فرعية أو أنساب هى BA.1 وBA.2 و BA.3، وجميعها تخضع لمراقبة منظمة الصحة العالمية تحت مظلة أوميكرون.

وداخل «أوميكرون» شهدنا زيادة تناسبية فى متواليات BA.2 مقارنة بالسلالات الفرعية الأخرى، ولكن لم تبلغ بلدان الإقليم حتى الآن عن ظهور السلالة الفرعية BA، وربما يعود ذلك إلى أن نظام الإبلاغ لا يسجل الحالات بالدقة الكاملة، ويكتفى بتسجيل الإصابات بـ«أوميكرون» كمظلة عامة دون تحديد السلالات الفرعية منه.

وتوصى منظمة الصحة العالمية بإعطاء الأولوية للتقصى حول خصائص BA.2، وينبغى على الدول الأعضاء تحليله بشكل مستقل عن الدراسات التى أجريت على غيره من السلالات الفرعية.

■ هل ما زال الوباء يمثل تهديدًا للحياة؟

- الآن وقد دخل العالم السنة الرابعة لجائحة «كوفيد- ١٩»، أصبح العالم فى وضع أفضل بكثير مما كان عليه، ولكن مع تضاؤل المناعة وظهور تحورات جديدة، يمكننا توقع موجات جديدة من العدوى يمكن احتواء تأثيرها من خلال الترصد والمراقبة القوية للأمراض والتغطية العالية للقاحات ومرونة واستعداد النظم الصحية.

وحتى تاريخ ١٥ مارس الجارى، أبلغ إقليم شرق المتوسط عن ٢٣.٢٧٧.٧١٣ مليون حالة إصابة بـ«كوفيد-١٩» وقرابة ٣٥٠ ألف حالة وفاة.

■ متى ستعلن منظمة الصحة العالمية عن انتهاء الوباء وإدراجه ضمن الفيروسات الموسمية؟

- نحن على ثقة من أننا سنتمكن هذا العام من القول إن فيروس كورونا «كوفيد-١٩» قد انتهى باعتباره حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا، وستنظر لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية فى الأشهر القليلة المقبلة، عندما تجتمع مرة أخرى لمناقشة وتقديم المشورة للمدير العام للمنظمة، ما إذا كانت معايير حالة طوارئ الصحة العامة ذات الاهتمام الدولى لا تزال موجودة.

نحن نمضى فى مسار إيجابى وفى أفضل وضع منذ بدء الجائحة، ولكن لا تزال هناك ثغرات كبيرة فى التطعيم، ولا تزال هناك فجوات كبيرة فى توفير مضادات الفيروسات لا سيما للمرضى الذين يعانون من الظروف المرضية الأساسية. ورأينا انخفاضًا فى قدرتنا على تتبع الفيروس، كما أن أنظمتنا الصحية بشكل عام هشة جدًا وضعيفة جدًا، لذا فإن التحدى فى هذه اللحظة هو الانتقال إلى السيطرة طويلة المدى على الفيروس المسبب لـ«كوفيد» وغيره من فيروسات الجهاز التنفسى.

■ هل رصدت المنظمة أى فيروسات جديدة مؤخرًا؟

- كما نعلم ظهرت على مدى العام الماضى وفى الأشهر الأخيرة سلالات جديدة وتحورات فرعية من الفيروس المسبب لـ«كوفيد-١٩»، ولدينا آليات ترصّد للفيروسات واكتشاف الجديد منها بطرق علمية موثقة، كما أن بعضًا من الفيروسات التى ظهرت منها فاشيات، مؤخرًا، مثل جدرى القردة أو ماربورج، هى فى حقيقة الأمر فيروسات قديمة سبق أن ظهرت منها فاشيات فى أعوام أو عقود سابقة.

■ حدثنا عن فيروس «ماربورج» .. وما أعراضه؟

- فيروس «ماربورج» ليس بالفيروس الجديد، فقد أدى تفشيان كبيران حدثا فى وقت واحد فى ماربورج وفرانكفورت فى ألمانيا، وفى بلجراد بصربيا فى عام ١٩٦٧، إلى الاعتراف الأولى بالمرض، وهو مرض شديد الضراوة يسبب الحمى النزفية، حيث تصل نسبة الوفيات إلى ٨٨٪، كما أنه من نفس عائلة الفيروس المسبب لمرض فيروس «الإيبولا».

أما عن أعراضه، فيبدأ المرض الناجم عن فيروس «ماربورج» فجأة مع ارتفاع درجة الحرارة والصداع والضيق الشديدين، وتعتبر آلام العضلات سمة شائعة، ويمكن أن يظهر الإسهال المائى الشديد وآلام البطن والتشنج والغثيان والقىء فى اليوم الثالث، الذى قد يستمر لمدة أسبوع، ويوُصف ظهور المرض فى هذه المرحلة بأنه يُظهر ميزات مرسومة «تشبه الأشباح» وعيون عميقة ووجوه خالية من التعبيرات وخمول شديد، كما أنه لوحظ حدوث طفح جلدى غير مثير للحكة بين ٢ و٧ أيام بعد ظهور الأعراض.

■ ما طرق انتقال الفيروس؟.. وهل سجل إقليم شرق المتوسط أى إصابات به؟

- ينتشر «ماربورج» من خلال الانتقال من الإنسان إلى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر، وتتضمن خدوش الجلد أو الأغشية المخاطية بالدم أو الإفرازات أو الأعضاء أو سوائل الجسم الأخرى للأشخاص المصابين، وبأسطح ومواد مثل الفراش والملابس الملوثة بهذه السوائل.

ولله الحمد، لم يتم الإبلاغ عن أى حالات إصابة بالفيروس فى الإقليم.

■ ما توصيات منظمة الصحة العالمية تجاه الفيروس؟

- نؤكد دائمًا أن الحرص والوقاية هما مفتاح النجاة من الأمراض، كما أن اتخاذ الإجراءات الاحترازية التى من شأنها الحد من مخاطر الانتشار هو المفتاح الأساسى لمجابهة الجوائح، خاصة أنه لا توجد حاليًا لقاحات أو علاجات مضادة للفيروسات معتمدة، ومع ذلك فإن الرعاية الداعمة وتزويد المرضى بالسوائل الفموية أو الوريدية وعلاج أعراض معينة، يحسن فرص البقاء على قيد الحياة

■ ما وضع «الإيبولا» فى إقليم شرق المتوسط؟

- لم تظهر حالات إصابة بالإيبولا فى إقليم شرق المتوسط حاليًا. وظهرت فاشيات الكوليرا منذ يناير ٢٠٢٢، حيث أبلغت ٣٠ دولة عن تفشى الكوليرا أو الإسهال المائى الحاد، وحسب المتوقع استمرت الزيادة فى التفشى خلال النصف الأول من عام ٢٠٢٣، حيث يتزايد عدد حالات تفشى الكوليرا، وتصبح أكثر انتشارًا، وأكثر حدة، ويعد الوصول إلى العلاج فى الوقت المناسب أمرًا أساسيًا، والأولوية الآن هى تقليل الوفيات والحد من هذه الفاشيات.

■ ما دور منظمة الصحة العالمية للتصدى للكوليرا؟

- وسّعت منظمة الصحة العالمية أنشطة المراقبة الخاصة بها لتشمل جميع ملاجئ الطوارئ فى شمال غرب سوريا، وهى بؤرة تفشى الكوليرا.

واختتمت المنظمة مؤخرًا حملة تلقيح عن طريق الفم هناك مع اليونيسف والتحالف العالمى للقاحات والتحصين، كما سيتم تسليم لقاحات الكوليرا الإضافية للفئات الأكثر ضعفًا بحلول نهاية مارس ٢٠٢٣.

■هل من المتوقع ظهور أمراض وبائية؟

- عادة ما يعقب الكوارث الطبيعية الكبرى انتشار للأمراض وأشكال العدوى بسبب تعطل الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل المأوى والغذاء والمياه المأمونة والخدمات الصحية بعد تضرر البنية التحتية، بما فى ذلك المرافق الصحية، لذلك هناك خطر متزايد للإصابة بالأمراض المعدية فى أعقاب كارثة الزلزال.