رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين كتف بكتف وإفطار العائلة الواحدة!

لكل موسم رمضانى اسم نطلقه عليه وفقًا للحدث الأهم الذى يصاحبه، فشهر رمضان عام 1973 هو رمضان العبور العظيم أو رمضان الانتصارات، ورمضان 2013 هو رمضان الثورة وعام التخلص من جماعة الشر الإخوانية، ورمضان 2021 هو رمضان كورونا، وهكذا نطلق المسميات وفقًا لأبرز الأحداث التى ترتبط بها.
ومن هنا يمكن أن نطلق على رمضان الحالى أنه رمضان التكاتف الاجتماعى، فالحدث الأبرز هذا العام هو نجاح مبادرة كتف فى كتف بجهود التعاون بين مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية المشكلة تحت اسم التحالف الوطنى للعمل الأهلى ومعها المؤسسات التابعة لأجهزة الدولة والوزارات المعنية ويعاونهم 60 ألف متطوع.
فقد نجحت جهودهم جميعًا فى التخفيف من شدة الأزمة الاقتصادية والتخفيف من أعباء ارتفاع الأسعار عالميًا ومحليًا، بتوزيع ما يقارب من 6 ملايين كرتونة مواد غذائية يستفيد منها أكثر من 20 مليون مواطن، مئات الألوف من الوجبات الساخنة يوميًا فى عمل اجتماعى إنسانى ضخم هو الأول من نوعه على مستوى العالم ويستحق التوقف عنده لدراسته ودراسة المجتمع المتحضر الذى يقف وراءه.
وتستمر جهود هذا العمل الخيرى لاستكمال ما بدأوه طوال الشهر الكريم وما بعد الشهر الكريم لتأكيد وحدة الصف المصرى وترسيخ العمل الإنسانى بإيمان مجتمعى سوف تكون له انعكاسات اجتماعية إيجابية سوف يكون لها تأثيرها الاجتماعى والسلوكى بين أفراد المجتمع.
ننتقل الى نوع آخر من أنواع الترابط الاجتماعى الذى يتميز به المجتمع المصرى، وهو العزومات العائلية وعزومات علاقات العمل وننتظرها من العام للعام، حيث تكثر العزومات فى البيوت وفى الأندية وفى المطاعم، بما يسهم فى توثيق العلاقات الاجتماعية، لكن ومن المؤكد أن الأزمة الاقتصادية وحالة ارتفاع الأسعار سوف تؤثر على استمرار هذه العادة المحمودة والإيجابية أو على الأقل تقلل منها، وهو ما قد يحرم الأحبة من الالتقاء والمشاركة ككل عام، لذا ومن هذه المساحة المتواضعة أقترح أن تستمر عزوماتنا ولقاءاتنا لكن بتطوير الفكر وفقًا للمتغيرات، داخل العائلة الواحدة، ومع أصدقاء العمل والنادى والجيرة وزملاء المهنة الواحدة، بحيث لا تنقطع لنا العادة على ألا نحمل أنفسنا أكثر من طاقتها ولا نحمل غيرنا فوق طاقاتهم وذلك بأن يكون الهدف هو إتمام اللقاءات على إفطار أو سحور رمضانى بتحمل كل فرد أو أسرة تكاليف ما سوف يتناولونه من طعام خلال اللقاء أو ما يعرف بالإنجليزية بحفلات «الدش بارتى» وترجمتها بالعربية تعنى «حفلة الطبق»، أى أن كل مشارك يشارك بما يتميز به من أطباق أو يستطيع تحضيرها، وهنا تكتمل حالة الترابط الاجتماعى ويلتقى الأحبة على سفرة واحدة أو فى مكان واحد، ويمكن أن تمتد الفكرة لتشمل سكان عمارة واحدة أو مجموعة محلات أو ورش متجاورة والكل يتناول من طعام غيره وتكتمل فرحة رمضان وتستمر حالة التجانس الاجتماعى المعروفة عن المصريين.