الملكيون في مصر يحتفلون بعيد القدّيس الشهيد سبستيانوس والذين معه

تحتفل كنيسة الروم الملكيين اليوم بعيد القدّيس الشهيد سبستيانوس والذين معه، وولد القدّيس سبستيانوس في مدينة ميلانو. وكان من طبقة الأشراف. القي القبض عليه في الاضطهاد الذي أمر به الإمبراطور مكسيميانوس. وبعد أن رمي بوابل من السهام، سحق جسده بالمطارق وتناثر قطعًا دامية، حول سنة 288. واستشهد معه عشرة شهداء من أقاربه وأصدقائه.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أما كان باستطاعة الله أن يخلقَ الإنسان كاملاً منذ البداية؟ بالنسبة إلى لله الذي هو كما هو منذ البدء، والذي هو غير مخلوق، كلّ شيء معقول. لكنّ البشر المخلوقين هم بالتأكيد أدنى مستوى من خالِقِهم، لأنّ وجودَهم بدأ بعد وجودِه... بصفتهم مخلوقين، فهم ليسوا كاملين؛ حين يأتون إلى هذا العالم، يكونون أطفالاً صغار، وبالتالي ليسوا مُتكيِّفين ولا مُدرَّبين على السلوك الحسن... إذًا، كان بإمكان الله أن يمنحَ الكمال للإنسان منذ البداية؛ لكنّ الإنسان لم يكن قادرًا على تلقّيه، لأنّه كان مجرّد طفل صغير.

لذا، في آخر الأزمنة، حين "جمَعَ يسوعُ المسيح في ذاتِهِ كلَّ شيءٍ في السمواتِ والأرضِ"، أتى إلينا، لا وفقًا لجَبروتِه، بل كما كنّا قادرين على رؤيَتِه. في الواقع، كان يمكنه أن يأتي إلينا بمجدِه الفائق الوصف، لكنّنا لم نكن قادرين بعد على حَمْلِ عظمةِ مجدِه... كان "كلمة الله" كاملاً، لكنّه صار طفلاً صغيراً، لا لمصلحَتِه الشخصيّة، بل بسبب مرحلة الطفولة التي كان يعيشها الإنسان.