رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كَتَبَ شِعرًا في حب مصر.. حكاية قصيدة الإمام الشافعي

مشهد من مسلسل رسالة
مشهد من مسلسل رسالة الإمام

في حبها تحدّث الأنبياء وأوصوا، ووطأت أقدامًا من بينهم ثراها، وكتب الشعراء عِشقًا في نيلها وأرضها، وشرّفها بعضًا من صحابة الرسول وآل بيته بأن عاشوها فيها.. ووجد رجال الدين سبيلًا للدعوة بين بني وطنها الذي أوصى النبي بهم خيرًا.. وكان الإمام الشافعي واحدًا ممن عاشوا آمنين على أرضها، ونام جسده ليُدفن فيها، ويبقى «القاضي العادل» كما وصفوه؛ مزارًا ومحبوبًا، وإمامًا له التابعين لمذهبه.

مثلما كان الإمام الشافعي محبوبًا بين أهل مصر؛ عاش مُحبًا لها، فكتب شِعرًا في محبتها قبل وصوله لها، فكانت قصيدته تقول:

لَقَد أَصبَحَت نَفسي تَتوقُ إِلى مِصرِ****وَمِن دونِها أَرضُ المَهامَةِ وَالقَفرِ

فَوَاللَهِ لا أَدري أَلِلفَوزِ وَالغِنى****أُساقُ إِلَيها أَم أُساقُ إِلى القَبرِ.

قال المؤرخ الدكتور محمد حمزة، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة، وعميد كلية الآثار ومساعد رئيس جامعة القاهرة الأسبق، إن القصيدة التي كتبها الإمام الشافعي، كانت قبل مجيئه إلى مصر، وكتبها حينما أخذ من حوله يقولون له أنه سوف يُسافر إلى مصر بلد الجمال، فكان رده بهذه القصيدة.

في البيت الثاني من القصيدة، تنبأ الإمام الشافعي بوفاته، حينما قال « فَوَاللَهِ لا أَدري أَلِلفَوزِ وَالغِنى****أُساقُ إِلَيها أَم أُساقُ إِلى القَبرِ»، وبالفعل عاش 6 سنوات في مصر وتوفى بعدها، وهو من مواليد غزة عام 150 هجرية (767 م) وتوفى في العام 204، أي أنه عاش 54 عامًا، نشر خلالهم العلم، وأصبح صاحب ثالث المذاهب الإسلامية الأربعة.

مسلسل رسالة الإمام

ويوثق مسلسل «رسالة الإمام» الذي أنتجته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حياة الإمام الشافعي ورحلته إلى مصر، والفترة التي قضاها في الفسطاط، كما يُلقي الضوء على مقابلاته بالسيدة نفيسة حفيدة رسول الله، والتي كانت تعيش في مصر هذه الفترة، وتوفيت بعد وفاة الإمام الشافعي بـ 4 سنوات.