رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاصفة أم انهيار.. هل سيوقف نتنياهو الإصلاحات القضائية؟ وما مصير حكومته؟

 تصاعد الاحتجاجات
تصاعد الاحتجاجات

شهدت إسرائيل ليلة الأحد عاصفة غير مسبوقة من تصاعد الاحتجاجات في شوارع تل أبيب والمدن الأخرى، وذلك بعد أن أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأحد، وزير الأمن الإسرائيلي يؤاف غالانت بسبب معارضة الأخير للإصلاحات القضائية الذي تدفع بها حكومة نتنياهو. وأصبح "غالانت" أول من خرج عن الصف يوم السبت عندما أعلن ضرورة تجميد الإصلاحات القضائية بسبب تهديدها لأمن إسرائيل.

العاصفة

كان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، قد ألقى خطابا مساء السبت، دعا فيه إلى وقف التشريع في التعديلات على جهاز القضاء. وأشار إلى أنه "في هذا الوقت يجب أن نوقف الاحتجاجات والتشريعات والجلوس والتحدث"، وهدد بالانسحاب من الحكومة حال استمرت المضي قدماً في الإصلاحات القضائية، وهو ما دفع  بنيامين نتنياهو لإستدعاءه إلى مكتبه وأخبره أنه فقد الثقة به بعد البيان.

فيما رد "غالانت" مساء اليوم الاثنين على قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإقالته من منصبه، موضحا في تغريده أنه متمسك بموقفه لأن "أمن دولة إسرائيل دائما وسيبقى مهمة حياتي". مضيفاً: "طوال سنوات كنت منشغل ليلا نهارا، بخدمة دولة إسرائيل، وأنا بالزي العسكري عرضت حياتي للخطر عشرات المرات، وأيضا، الأن من أجل دولة إسرائيل، أنا مستعد للمخاطرة ودفع الثمن، أنا أرى الضباط والمقاتلين قبل العمليات، وفي الدوريات، مناطق التدريبات وغرف الإرشاد/ أستمع من الأصوات القادمة من الميدان وأشعر بالقلق".

وبعد ساعات من الإقالة، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في احتجاجات وإضراب عام بشكل عنيف لم تشهده إسرائيل من قبل.

فيما علق رئيس المعسكر الوطني بيني غانتس في تعليقه على إقالة غالانت من منصبه:"نواجه خطراً حقيقيا ًوملموسا ومباشرا على أمن إسرائيل، خطر زادت حدته. وضع نتنياهو اليوم السياسة ونفسه فوق الأمن، أنا أدعم غالانت، الذي وضع أمن البلاد فوق المصالح.

أما رئيس المعارضة يائير لابيد وجه انتقادات شديدة اللهجة تجاه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد إقالته غالانت وقال "إقالة جالانت من منصبه، فقط بعد أن حذر من الحاق الضرر بأمن إسرائيل، هذا تدهور جديد لحكومة معادية للصهيونية تمس بالأمن القومي ويتجاهل تحذيرات الأجهزة الأمنية. نتنياهو يمكنه إقالة جالانت لكنه لا يمكنه إقالة الواقع ولا يمكنه إقالة شعب إسرائيل الذي يواجه تطرف الائتلاف. رئيس حكومة إسرائيل هو خطر على أمن دولة إسرائيل".

كيف يتحرك نتنياهو؟

أجرى نتنياهو مشاورات طوال الليل في مقر رئاسة الوزراء بالقدس، وأفادت تقارير أن نتنياهو قد توصل إلى قرار بوقف الإصلاحات القضائية، ولكن بسبب خلافات بين شركاؤه في الإئتلاف تم تأجيل الخطاب الذي كان من المقرر أن يلقيه صباح اليوم الاثنين.

وبحسب التقارير، فإن أغلبية أعضاء الحكومة قبلوا وقف التشريع باستثناء وزير الأمني الداخلي المتطرف "إيتمار بن غفير"، حيث وافق رئيس حزب "شاس" آرييه درعي على التأجيل، وكذلك حزب يهدوت هتوراة، من جانبه أعلن وزيرالثقافة والرياضة ميكي زوهار عن تأييده لموقف نتنياهو في حال قرر "وقف عملية التشريع للثورة القانونية" بهدف منع الانقسام لدى الشعب.

كما أصدر وزير القضاء ياريف ليفين (الليكود) الإثنين بيانا قال فيه "سأحترم أي قرار يتخذه رئيس الوزراء نتنياهو بشأن الإجراءات التشريعية للإصلاح القانوني. انطلاقا من معرفتي بأنه إذا أصر المرء على القيام بما يراه صائبا من منظوره فإن ذلك سيؤدي على الفور إلى سقوط الحكومة وانهيار الليكود، فيما أعلن وزير الأمن المفصول يوآف غالانت يوافق على البقاء في منصبه إذا غير نتنياهو قراره 

في حين أصدر حزب "عوتسماه يهوديت" برئاسة "إيتمار بن غفير" بيانا يطالب فيه بعدم وقف عملية تشريع الإصلاحات القضائية.

قال مسؤولون في الليكود إنه "من المتوقع أن يعلن نتنياهو خلال الساعات القليلة القادمة عن وقف التشريعات" التي خرجت تداعياتها عن السيطرة بصورة شبه كلية، والتوقعات الحالية هي تراجع نتنياهو عن الإصلاحات القضائية.

فيما يرى البعض أنه حتى لو أوقف نتنياهو الإصلاحات فإن "بن غفير" لن ينسحب من الحكومة ويسقطها، بيد أن اليمين يدرك إنه إذا اسقطت الحكومة اليمينية فإنها لن تعود إلى الحكم مرة أخرى، ويظهر مرة أخرى خيار هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، في حال أصر "بن غفير" على الانسحاب من الحكومة وإسقاطها.