رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ست الحبايب

أغنية "ست الحبايب" اتقال فيها وعنها كلام كتير وحواديت من اللي بـ تعجب الجمهور، اللي هو حسين السيد كان رايح يزور والدته، وكل القصة اللي حضرتك أكيد سمعتها، ونسي يجيب لها هدية فـ وقف ع السلم كتب الكلمات دي، وإلخ إلخ.
لـ الأسف القصص دي بـ تبدو منطقية ومفيهاش مشكلة ولا فيه دافع لـ تأليفها، فـ إنت بـ تضطر تعتمدها، لكن لما الواحد وقع في قصة واتنين وخمسة، ثم اكتشف إنها ما تنفعش بقى يتريث في ترديد أي حكاية مهما كانت بريئة أو لطيفة.
المهم بـ النسبة لي في القصة دي إنها بـ تصور حسين السيد بـ اعتباره نقطة انطلاق الغنوة، وصاحب قرار صناعتها، بينما كل حاجة تانية بـ تقول لنا كلام مختلف، أول الحاجات دي هو دور زينات الجداوي في الموضوع.
قبل زينات خليني أقول لـ حضرتك إنه موضوع عيد الأم دا مش بـ بساطة إنه واحدة ست زارت علي أمين، قام هو كاتب مقال عن الأم، قام الدولة قررت إنه يبقى فيه "عيد أم"، لـ إن فكرة تكريم الأم في يوم ما أساسا جاية من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان فيه عدة جهات هنا في مصر بـ تحاول عمل اليوم دا في مصر.
روايات كتير متضاربة مين أول واحد طرح الفكرة، وبـ يتردد هنا اسم الأستاذ يعقوب فام، لكن تصوري إنه ما كانش فيه حد هو الأول، في الخمسينيات مصر كانت نشيطة بـ شكل عام، وحيوية، وفيه رغبة عامة في طرح الجديد، قبل ما تتكلس الأمور شوية شوية في الستينيات، لـ حد وصولها قمة الركود في 1967، ما علينا!
المهم، كان فيه مبادرات كتير وهيئات أكتر مشغولة بـ الفكرة، ومنهم علي أمين، لكن نقدر نعتبر زينات الجداوي مقررة لجنة الخدمة العامة في جمعية المرشدات، هي صاحبة النصيب الأكبر في إنه الفكرة تاخد حيز على أرض الواقع من خلال عديد من الأنشطة، منها التعاون مع وزارة التربية والتعليم في إنه يكون فيه نشيد لـ الأم، كتبه علي أحمد باكثير ولحنه عبدالحليم علي (ملحن أوبريت علي بابا والأربعين حرامي).
لكن طبعا نشيد زي دا مش ممكن يملا المساحة المأمولة لـ أغنية تقدمها الإذاعة ويستقبلها الجمهور، يقال إنه زينات الجداوي هي اللي سعت ورا أغنية الراديو حسب الكواكب 1958، ويمكن تكون الأمور مشيت بـ القصور الذاتي، لكن كان حتما يبقى فيه أغنية كدا، وما كانش ممكن حد يتصدى لها غير محمد عبدالوهاب.
دور عبدالوهاب في الغنوة أكبر بـ كتير من إنه لحنها، هو اختار حسين السيد، واختار فايزة أحمد، وكان لازم الغنوة تتعمل بـ سرعة زي كل حاجة، وفايزة أحمد راحت الإذاعة سجلتها، وما عجبتش عبدالوهاب، وسجلتها تاني وتالت وعشرين، عشرين مرة فعلا، وعبدالوهاب مش عاجبه، لـ إنه مش بـ يعمل غنوة وتعدي، هو عارف غنوة زي دي ممكن تبقى فين من وجدان الملايين.
قرر عبدالوهاب إنه يتحمل ماديا، تخيل! ويصرف على الغنوة من جيبه، جاب فرقة موسيقية نقاوة، وراح سجلها في استوديو مصر حيث إمكانيات أكبر، وطلع التسجيل اللي كلنا سمعناه.
إنما يعني، ظريفة إنه حسين السيد نسي يجيب لـ والدته هدية، ظريفة، بس يا ريت محدش يقولها تاني.