رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزهر يفتح طاقة نور للطفل شنودة

لماذا انتظر الأزهر سؤالًا بشأن الطفل شنودة وديانته ليرد الإجابة الشافية بعد أن ذاقت أسرة شنودة بالتبني المر والعلقم، الوقت كان عاملًا مهمًا كي ندفن الفتنة وهي في مهدها، ولكن هاهي الفتوى قد جاءت حاسمة وواضحة ومرتكزة على ما كتبه الأحناف في اجتهاده. 
مركز الأزهر للفتوى مؤسسة كبيرة ومرجعية مهمة، عندما قضى القضاء بعدم الاختصاص ارتبكت الأسرة المكلومة واحتار المتابعون، كنا نريد الحسم المبكر حتى يتوقف مضغ لبانة الغلو والقسوة، لأن القضية في أساسها قضية إنسانية بالغة الدقة. 
لذلك تفاءلت الأوساط المعنية بقضية الطفل شنودة عندما نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى ردًا على سؤال بشأن الطفل شنودة، الذي عُثر عليه في داخل إحدى الكنائس، وأثارت قضية تبنيه من أسرة مسيحية جدلًا واسعًا.
وبوضوح يؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى رده على السؤال قائلا: "إن هذه المسألة ذهب فيها العلماء إلى آراء متعددة، والذي يميل إليه الأزهر من بين هذه الآراء هو ما ذهب إليه فريق من السادة الحنفية، وهو أن الطفل اللقيط إذا وجد في كنيسة وكان الواجد غير مسلم فهو على دين من وجده".
لم يتوقف الرد عند حدود شنودة وديانته وتبعيته لمن وجده ولكنه نشر بالنص ما جاء في كتب الأحناف في هذه المسألة. 
شنودة الذي قضت محكمة مصرية منذ تفجر قضيته إيداعه في إحدى دور الرعاية، تم تغيير اسمه من "شنودة" إلى "يوسف".
والمفارقة هي أن أسرة شنودة بالتبني أعربت عن سعادتها بالاسم الجديد تيمنا بسيدنا يوسف الذي ألقاه إخوته في الجب والتقطه بعض السيارة، ثم صار ليوسف ما صار من علو شأن.
المسألة واضحة خلاف على الميراث دفع «ابنة أخو أبو شنودة» بالتبني لتفجير كل هذه الأزمة، ولنا أن نسألها: لماذا صمتت أربع سنوات هى عمر شنودة الذي عثروا عليه بالكنيسة وهو عمره أيام قليلة، هل اعتقدت أن الأسرة ليست جادة في احتواء الصبي ومن ثم يعود الميراث لإخوة أبو شنودة بالتبني، ولكن خذلتهم السيدة المسيحية التي قررت تبني شنودة بعدما فشلت في العثور على أهله، خذلت مَن تربص بعدم إنجابها وأغدقت على الصبي بالمحبة حتى صار شنودة ابنًا حقيقيًا لها ووارثًا أصيلًا. 
لذلك من حق شعب كنيسة العذراء أم النور التي وجدوا شنودة بداخلها أو أمامها في بعض الروايات أن تفخر بأسرة شنودة التي عاشت هذه الدراما العصيبة.
قضية شنودة تفتح الباب من جديد للاجتهاد حول الأب البيولوجي والأب الراعي، روح القانون ومعنى الدين والإنسانية بشكل عام كلهم يرفضون الشقاء وما أطفال الشوارع المقيمين تحت الكباري إلا عنوان يدفع الكل للاجتهاد والتنقيب مثلما فتح الأزهر طاقة نور لشنودة وأسرته من الممكن له أن يقتحم هذا الملف الشائك لترتيب تلك العلاقات الإنسانية التي تضيع بسبب ملف التبني بشكل عام.