رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحرك شامل.. خطة الدولة لسد الفجوة الغذائية فى اللحوم والدواجن والألبان

خطة الدولة لسد الفجوة
خطة الدولة لسد الفجوة الغذائية

 

تنفذ الدولة العديد من المشروعات التنموية فى مجالى الإنتاج الحيوانى والداجنى، تستهدف سد الفجوة فى إنتاج اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان. يأتى على رأس هذه المشروعات: مشروع «البتلو»، وتحسين سلالات الماشية المستوردة، والتأمين على الثروة الحيوانية، وتسعير المحاصيل العلفية، والإفراج عن أعلاف فى الموانئ بقيمة ١.٥ مليون دولار.

تنفيذ «البتلو».. تحسين رءوس الماشية.. ومزارع دواجن فى الظهير الصحراوى

قال الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، إن الدولة تضع الإنتاج الحيوانى والداجنى على رأس أولوياتها، لذا نفذت العديد من المشروعات لخدمة هذا القطاع. وأوضح «القرش»، لـ«الدستور»، أن من أبرز هذه المشروعات مشروع «البتلو»، الذى يستهدف صغار المربين والشباب والمرأة المعيلة، ويجرى فيه تمويل الفئات المستهدفة لشراء رءوس «البتلو»، وتقديم التمويل لتغذيتها، مشيرًا إلى أن التمويل يشمل الرءوس المحلية والمستوردة والسلالات عالية الإنتاجية.

وأضاف: «الوزارة تنفذ برنامجًا للتأمين على الماشية، لكى تتجنب المخاطر التى يتعرض لها المربى، ولتعويض المربين فى حالة وجود أى خسائر».

وواصل: «كما تنفذ الدولة برنامجًا لتحسين رءوس الماشية، تضمن إطلاق حملة لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع، بدأت فى مارس الجارى ومستمرة حتى الآن، وشهدت تقديم ٣.٨ مليون جرعة لقاح».

وكشف عن تخصيص مناطق فى الظهير الصحراوى للاستثمار فى الإنتاج الداجنى، وتشجيع المربين على زيادة الإنتاج.

وتطرق كذلك إلى تنفيذ برنامج الزراعة التعاقدية لمحصولى الذرة وفول الصويا، والذى سيكون له آثار جيدة فى توفير الأعلاف المحلية، وتأمين المزارع ضد المخاطر، وتسعير المحاصيل العلفية بأسعار ضمان تحمى المزارع فى حالة انخفاض الأسعار، لافتًا إلى الإفراج عن أعلاف تصل لنحو ٣.٢ مليون طن بتكلفة ١.٥ مليون دولار، لتلبية احتياجات المربين من خامات الأعلاف.

وقال الدكتور بركات محمد، مدير عام التناسليات والتلقيح الاصطناعى فى الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن الوزارة تعمل على تنمية الثروة الحيوانية من خلال تحسين السلالات، لزيادة إنتاج اللحوم والألبان، ورفع إنتاج الجاموس من ٥ إلى ١٠ كيلوجرامات لبن، وتزيد فى الأبقار من ١٢ إلى ٢٥ كجم، نتيجة التحسين الوراثى.

وأضاف «محمد»: «لدينا طلائق من المواشى جرى انتخابها بعناية لتنمية رءوس الماشية، وبالتالى جذب استثمارات فى قطاع الثروة الحيوانية عن طريق برنامج تحسين السلالات».

وأوضح: «نخلط السلالات ولا نتدخل فى التركيب الوراثى للماشية، مثل الدول الأجنبية، ويكون خلط السلالات بنسبة ٥٠٪ لكل من المحلى والأجنبى، لتعطى إنتاجية أعلى تزيد من دخل المزارع والمربى، وتُحسن السلالات والإنتاجية، وتوفر فرص عمل جديدة».

مطالب بالاهتمام بالتربية المنزلية ووضع قاعدة بيانات للثروة الحيوانية

قال الدكتور فوزى أبودنيا، مدير معهد بحوث الإنتاج الحيوانى بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن مصر تمر بظروف صعبة حاليًا، مثل كل دول العالم، خاصة فى قطاع الإنتاج الحيوانى، الذى يوفر البروتين الحيوانى للمواطنين.

وأضاف «أبودنيا»: «الأزمة سببها أخطاء العهود الماضية، بسبب الجهل أو بشكل عمدى، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، عدم وجود أو وضع برامج للتحسين الوراثى للسلالات المحلية من الماشية والدواجن».

وأفاد بأن جميع الأبقار العالمية عالية الإنتاج كانت مثل أبقارنا البلدية فى كم الإنتاج، إلا أن الاهتمام بوضع خطط للتحسين الوراثى والمثابرة على تنفيذها والالتزام بها أدى فى النهاية إلى الوصول للإنتاجية الحالية المرتفعة.

ونبه إلى أن «عدم الاهتمام بالمتغيرات فى نظم السكن بالريف، تسبب فى حدوث متغيرات اجتماعية، ففى الوقت الذى اختفت فيه البيوت التى كان يمكن أن يتم إيواء الحيوانات فيها، أصبحت هناك نظم إسكان بديلة تصارع الموجودة فى المجتمعات الحضرية، من شقق وفيلات لا تتوافر فيها أماكن لمبيت الحيوانات، ويرجع ذلك إلى تخلف الحكومات السابقة عن متابعة ركب التطورات المجتمعية التى تحدث فى الريف».

وشدد على عدم وجود برامج إرشادية خاصة بالثروة الحيوانية لنشر التقنيات الحديثة فى المجال، وغياب الاهتمام بوضع برامج إرشادية تخدم مجال الإنتاج الحيوانى والداجنى وتسهم فى نقل التقنيات الحديثة فى هذا المجال إلى المربين والمزارعين بشكل سريع وسليم. 

وأضاف: «رغم توافر وسائل عديدة يمكن استغلالها فى هذا الأمر، لا تستخدم ولا ينظر إليها على الإطلاق بالشكل المناسب لتطويعها فى خدمة العملية الإرشادية».

كما انتقد عدم وجود قاعدة بيانات، ما يعنى عدم وجود معلومات دقيقة عن الثروة الحيوانية، فهذا من الأمور التى تهدد الثروة الحيوانية، وتجعل من الصعب وضع خطط، سواء للتحسين الوراثى أو التربية والتغذية.

وتابع: «رغم الحديث الدائم عن وجوب وضع قاعدة بيانات خاصة بالثروة الحيوانية والداجنة خاصة القطاع الأهلى منها، إلا أن أحدًا لم يحرك ساكنًا للتغلب على هذه المشكلة».

وأضاف: «على الدولة حماية التربية المنزلية للدواجن، إذ جرى هدم هذا القطاع فى ظروف وباء إنفلونزا الطيور، ومنذ تعرض القطاع الأهلى للثروة الداجنة فى مصر لأزمة وباء إنفلونزا الطيور، وهذا القطاع يعانى أشد المعاناة من الإهمال الشديد بسبب إدارته بأسلوب غير صحيح، ما زاد من الصعوبات التى تتعرض لها البلاد حاليًا فى أزمة الدواجن».

وتابع: «لو أن هذا الملف قد تم النظر له بشكل صحيح وتمت إدارته بشكل صحيح، لكان أسهم الآن بشكل كبير فى تخفيف حدة الأزمة الحالية فى قطاع الثروة الداجنة».