رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تحتضن الجميع.. مقيمون عرب: كرنفالات رمضان بالقاهرة «متفردة»

فوانيس رمضان
فوانيس رمضان

تمثل القاهرة قبلة روحية لكل من تجري في دمائه كرات العروبة الحمراء والبيضاء، فهنا لا يشعر الناس أنهم غرباء، حسبما يؤكد مقيمون عرب في مصر المحروسة، كما تحدثوا عن روحانيات شهر رمضان المبارك، والمظاهر الاحتفالية التي تميز أم الدنيا عن غيرها من البلدان، حتى الإسلامية، فالجميع يتسابق لفعل الخيرات في مشهد تكافل وتضامن اجتماعي مميز، وكذلك الكرنفالات المتمثلة في تزيين الشوارع والبنايات، وانتشار الفوانيس في كل مكان، تضفي طابعا خاصا على رمضان المصري.

 

تضامن اجتماعي

يقول قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، محمد سعيد الرز، إن أي عربي يعيش في مصر لا يتذكر أبدا أنه غريب، إلا حين يذهب لتجديد أوراق إقامته، لأن المصريين يقيمون علاقات أخوية، ويبنون روابط إنسانية وثيقة مع كل الإخوة العرب، الذين قرروا اتخاذ مصر مسكنا، ومكانا للمعيشة والعمل، وهو أمر يطرد أي إحساس بالاغتراب.
وأضاف الرز في حديثه لـ"الدستور"، أنه إذا كانت الأوقات الطبيعية في مصر مميزة، فإن شهر رمضان أكثر تميزا من أي وقت آخر، ومن أي مكان آخر في العالم. حتى أنه، وقبل قرار الإقامة الدائمة في القاهرة، كان حريصا على قضاء الشهر الفضيل في أم الدنيا. 
موائد الإفطار المنتشرة في شوارع مصر أكثر ما يميزها عن غيرها من البلدان، حتى الإسلامية، بحسب الرز، فالتضامن والتكافل الاجتماعي الذي يتميز به المصريون في شهر رمضان المبارك، يضرب أروع الأمثله على إحساس الناس بظروف بعضها، والتسابق من أجل إفطار الصائمين.


لوحة فنية

ألفة صديق، إعلامية تونسية تعيش في القاهرة، خطفتها طقوس المصريين العجيبة في شهر رمضان، فقبل انطلاقه بأيام، تنتشر الفوانيس وتكثر إضاءة الشوارع والزينة الملون، التي تضفي على الشهر الفضيل طابعا خاصا، لا ينتهي إلا بصنع الكعك، إيذانا برحيله.
تقول ألفة، في حديثها لـ"الدستور"، إن المصريين لم يتوقفوا عن إبهارها طوال السنوات السبع التي عاشتها في القاهرة، فالجميع يتسابق لإدخال الفرحة على الآخرين، حتى لو كانوا غرباء، لا يعرفهم ولا يعرفونه.
ومضت قائلة: في القاهرة يشعر المرء وكأنه يمشي وسط لوحة بديعة من الألوان التي تزين الشوارع والبنايات، وأصوات الأغاني التراثية المرتبطة بشهر رمضان، وأهمها الأيقونة الخالدة للفنان الراحل محمد عبدالمطلب، "رمضان جانا" التي لا يشعر المصريون بقدوم الشهر الكريم إلا بعد سماعها.


طباع المصريين

ويتفق الطالب اليمني في جامعة القاهرة مصطفى منصر، مع ألفة والرز، بالقول: لا أشعر بالغربة في مصر على الإطلاق، فكثير من المناطق المصرية التراثية تشبه أماكن نتردد عليها في صنعاء القديمة، وأهمها منطقة الحسين والأزهر الشريف.
وأضاف في حديثه لـ"الدستور"، تتشابه كثير من تفاصيل الاحتفال بالشهر الكريم بين مصر واليمن، لكن أم الدنيا دائما مميزة، خصوصا كرنفالات الزينة والإنارة الشديدة في الشوارع والحواري، وهو أمر يميز مصر عن أي مكان في العالم.
ورغم الحنين الذي يشد الشاب اليمني إلى بلاده، إلا أن طباع المصريين وطيبتهم تمثل سلوانا عن فقد دفء الوطن، في هذه الأوقات المميزة من العام، وكذلك مسارعة الناس لتوزيع الطعام وكسب ثواب إفطار الصائمين، بغض النظر عن ديانتهم فحتى، فإذا كنت تمر من الشارع في وقت الإفطار، فبالتأكيد ستجد من يعطيك الطعام والعصائر دون اهتمام بجنسيتك أو دينك.