رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قرأ فى مأتم والد الرئيس».. حكايات الشيخ البنا مع الرؤساء

الشيخ البنا
الشيخ البنا

كان الشيخ محمود علي البنا قريبًا من المسئولين نظرًا لبلاغته ولباقته وقوة شخصيته ودماثة خلقه وأسلوبه الرقيق المهذب ورقة مشاعره وروحه الاجتماعية وسرعة وصوله إلى القلوب بمواهبه المتعددة ودقة تقديره للأمور، وكان صديقًا للزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي جمعته به صداقة وطيدة بعد أن قرأ في مأتم والده بالإسكندرية عام 1965.

طلب رئاسي بتسجيل المصحف

أعجب الرئيس جمال عبدالناصر بصوته وشخصيته الفريدة، فطلب منه تسجيل المصحف المرتل للإذاعة وصارت صداقة حميمة بينهما ولما رحل الرئيس عبدالناصر ظل الشيخ البنا يحيي ذكراه على مدى 15 سنة.

 حكايته مع السادات

 تولى الرئيس محمد أنور السادات المسئولية من بعده وكان حريصًا على حضور الاحتفال بالذكرى السنوية لزميل رحلة النضال والكفاح من أجل مصر الرئيس جمال عبدالناصر، وكان الشيخ البنا قارئ المناسبة الدائم وفاءً وإخلاصًا، فقدره الرئيس السادات وأعجبه أداؤه القرآني وصفاؤه القلبي ولمس فيه من سمو الأخلاق وعجيب الآيات وأنه رجل نادر المثال فجعله صديقًا ولذكائه البارع ونظرته الثاقبة وحبه لزملائه القراء وغيرته على كتاب الله عز وجل استثمر الشيخ البنا هذه الصداقة الحميمة بينه وبين الرئيس السادات فيما يفيد القراء وخاصة غير القادرين منهم.

وفد قراء القرآن

وذهب وفد قراء القرآن المكون من الشيخ البنا والشيخ عبدالباسط والشيخ أبوالعينين والشيخ الرزيقي إلى الرئيس السادات ليساعدهم على إنشاء النقابة وتذليل الصعاب فلم يدخر الزعيم الراحل جهدًا في مساعدة أهل القرآن في تأسيس نقابة لهم ترعى شئون القراء وتنظر مشاكل أهل القرآن وترعى أسر غير القادرين منهم وهكذا كان للشيخ البنا جهود تذكر فتشكر ورغم ذلك كله قدم زميله الشيخ عبدالباسط على نفسه ليكون أول نقيب للقراء، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أنه وكل المسئولين للنقابة المذكورين سلفًا يضاف إليهم المحاسب مصطفى حزين نجل القارئ الفذ المرحوم الشيخ علي حزين ينطبق عليهم قول رب العزة (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)، ولم تقتصر علاقات الشيخ البنا وصداقاته الحميمة على الداخل ولكنها امتدت إلى كل أقطار الدنيا فتقرب إليه معظم الملوك والرؤساء حبًا في تلاوته للقرآن وتقديرًا لشخصه العزيز، حسبما ذكر أحمد همام في كتابه "سفراء القرآن".