رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شي في موسكو.. التنين الصيني يبحث عن تسوية النزاع بأوكرانيا

الرئيس الصيني
الرئيس الصيني

تتجه الأنظار إلى موسكو التي يزورها الرئيس الصيني شي جينبيج، إلى أول زيارة خارجية له بعد فوزه للمرة الثالثة برئاسة البلاد، حاملا معه رؤية واقعية لحل النزاع القائم في أوكرانيا والذي دخل عامه الثاني الشهر الماضي، في وقت تواصل الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين إمداد كييف بالسلاح، فيما يبدو أنه إصرار على إلحاق هزيمة كبرى بالدب الروسي.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أنه أجرى محادثات "مهمة جدا وصريحة" مع نظيره الصيني شي جينبينغ الذي عبر عن رغبته في تعزيز التنسيق بين البلدين.

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الصيني الى موسكو، عقد بوتين وشي لقاء جديدا بعد خلوة الاثنين استمرت أكثر من أربع ساعات.

وقال بوتين في تعليقات بثها التلفزيون الرسمي "لقد حصل تبادل مهم جدا وصريح لوجهات النظر حول آفاق تطوير العلاقات الروسية-الصينية".

المخرج الوحيد

وقال الإعلامي الصيني نادر رونج، إن بكين تدعو إلى الحوار والتفاوض كسبيل ومخرج وحيد لهذه الأزمة التي يعاني العالم تبعاتها بعد دخولها العام الثاني، في وقت نجحت بلاده الشهر الجاري في التوصل لاتفاق تاريخي تعود بمقتضاه العلاقات السعودية الإيرانية المقطوعة منذ 2016.

وتوقع رونج في حديثه إلى "الدستور"، نجاح جهود الرئيس شي جينبينغ لوقف الحرب في أوكرانيا، لأن النهج الصيني القائم على الواقعية السياسية ينظر إلى طاولة المفاوضات على أنها المخرج الوحيد للأزمات والنزاعات الدولية الجارية.

في وقت سابق أكد شي أن بكين ستواصل إعطاء الأولوية للعلاقات "الاستراتيجية" مع روسيا، واصفا البلدين بانهما "قوتان كبريان"، ليعبر بذلك عن توافقه مع نظيره الروسي في مواجهة الغرب وفي خضم الحرب في أوكرانيا.

وقال شي خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن بكين "ستواصل إعطاء الأولوية للشراكة لاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا" بحسب تصريحات أوردتها وكالات الانباء الروسية.

نادر رونج


وأعلن شي انه دعا نظيره الروسي لزيارة الصين هذه السنة، في مؤشر إلى متانة الروابط بين البلدين اللذين يواجهان توترا مع الغرب. رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين.


مهمة صعبة 


ويرى رونج، أن مهمة الرئيس الصيني ليست سهلة، فالغرب يبني الحواجز أمام أي مبادرات لتسوية الأزمة، ومن هذه الحواجز مواصلة إمداد كييف بالسلاح، وعدم الاستماع للأصوات المطالبة بإنهاء النزاع عبر الطرق السلمية.

وأوضح الإعلامي الصيني، أن الدول الغربية لا تريد وقف إطلاق النار، لكن الهدف الرئيسي هو استنزاف الموارد لإضعاف روسيا، في تجاهل تام لحياة الضحايا الأوكرانيين؛ من أجل إسقاط موسكو، وكسب المال من خلال تصنيع وبيع الأسلحة.


فرنسا على الخط


واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، أن الصين يمكن أن تؤدي دورا مفيدا في إقناع روسيا بالموافقة بحسن نية على مفاوضات سلام مع أوكرانيا، لافتة إلى أن موسكو لا تبدو ميالة في هذه المرحلة إلى إنهاء الحرب.

وأشارت الخارجية الفرنسية مرة جديدة إلى أن بكين تؤكد في الوثيقة الصينية المنشورة في 24 فبراير، مجددا دعمها لسيادة الدول ووحدة أراضيها.

وأضافت: في المقابل يواصل الرئيس الروسي التأكيد على أن روسيا ستحقق كل أهدافها الحربية، لافتاة إلى أن للصين دورا تؤديه في إقناع روسيا بقبول مفاوضات سلام بحسن نية، بهدف إعادتها إلى الاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة.