رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمى.. أمانى وسكنى ومسكنى

حين أتحدث عن أمي لا أجد كلمات تعبر عما بداخلي لها، لا أستطيع وصف إحساسي تجاهها، وأعتقد أنه حال الكثيرين، خاصة مع «التوهة» في مشاغل الحياة والعمل والمسئوليات، والحقيقة فكلامي لا يوفي أمي حقها.

توفى والدي منذ سنوات في مارس أيضًا، والحقيقة منذ ذلك الوقت وأصبحت أمي صديقتي، أو بالأحرى سندي، لن أخجل من أن أحكي لها أسراري، رغم أنني كنت أخشاها في طفولتي، فهي كانت أبًا وأمًا، فوالدي كان دائم السفر.

أذكر في طفولتي أني كنت طفلة ليست بالهادئة، ومراهقة مشاكسة، لكنها عرفت كيف تحتويني، وتغرس بداخلي قيمًا مصرية أصيلة، تعلمت حديث النبي عن الأم حينما سُئل: "من أحق بصحبتي؟ قال أمك، قال ثم من، قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أبوك"، أمي عانت كثيرًا كي تهب لي الحياة.

أفخر دائمًا أنها من صنعت شخصيتي، وجعلت مني إنسانًا قويًا متزنًا قادرًا على مواجهة الصعاب، ورثت منها الجرأة في الحق، لن أخشى أحدًا سوى الله - عز وجل- والمعاملة الطيبة مع الناس، وجبر الخواطر، فهي حريصة كل الحرص على أن تقدم للمجتمع أفرادًا أسوياء.

واليوم وفي عيد الأم أبعث إليها برسالة: شكرًا لكي، شكرًا كونك ربيتني وزرعتي بداخلي حب وطني ونفسي وعملي، وجعلتني فخورة بكل ما أصل إليه، أنتِ سندي ومأمني وعزلتي التي أهرب إليها من ضغوط الحياة".

تحية حب وتقدير لكل أم عانت من أجل أبنائها، وزرعت بداخلهم طاقة الحب، أكرموا أمهاتكم وضعهن فوق رءوسكم وادعوا لهن.