رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصور البابا شنودة الشخصي يتحدث لـ«الدستور»: كان يعطى المحتاجين بسخاء.. وأول من دعا الأقباط لإقامة موائد رمضان

مصور البابا شنودة
مصور البابا شنودة

قال عماد نصرى، المصور الشخصى للبابا شنودة، إن البطريرك الراحل كان حنونًا بشكل غير عادى، وإنسانًا متكاملًا، وكان يعطى بسخاء، ويجهز العرائس والمقبلين على الزواج، ويلبى حاجة كل محتاج. وكشف عن أحد المواقف الإنسانية للبابا التى عايشها معه، حيث ترك ذات مرة ما فى يديه لالتقاط خطاب من طفل، وعمل على قراءة محتوى الخطاب لتلبية كل احتياجات صاحبه.

■ كيف لامست إنسانية البابا الراحل؟

- تعاملت مع البابا شنودة لمدة ٢٨ عامًا، ورغم أن البابا كان يتيمًا، فإنه كان لديه حنان لا مثيل له، وكان معروفًا عنه أنه كان يلبى حاجة كل من يحتاج إليه، ذات مرة رأيت البابا يلتفت لطفل يحمل جوابًا ويترك كل ما فى يده من أجل قراءة هذا الجواب ومعرفة ما فيه لتلبية حاجة السائل.

كان حنونًا بشكل غير عادى، وإنسانًا متكاملًا، وكان ذلك يظهر فى اجتماعات لجنة البر التى كانت تنعقد كل خميس، وكان الأنبا يؤانس وقتها هو أسقف الخدمات العامة والاجتماعية، وكان يعطى له تقريرًا عن كل حالة فى اللجنة قبل مقابلتها، وخلال اللجنة كان يستقبل بين ١٢ و١٣ حالة، ويعرف احتياجات كل حالة جيدًا، ويراجع ملفات المحتاجين بنفسه ويعطى بسخاء، وكأن الله أعطاه نعمة الشفافية.

على سبيل المثال، كان البابا يمد المقبلين على الزواج من الأيتام والحالات المحتاجة بالأثاث، وخلال كل اجتماع للجنة البر يوجّه بتجهيز العرائس، ومنح الحالات المحتاجة مبالغ كافية، وكان دائمًا ما يعمل على الاستجابة لجميع المطالب. وكان البابا شنودة أبًا، وكنا نرى إنسانية لا محدودة منه.

■ هل رافقته فى كل سفرياته؟

- سافرت معه خلال زياراته إلى إنجلترا وإسكتلندا فى عام ٢٠٠٧، وسافرت معه إلى إريتريا ليرسّم هناك بطريركًا للكنيسة، وسافرت معه إلى السودان وزرنا أم درمان والخرطوم، وكان له مُحبون كثر فى السودان، خاصة فى أم درمان، كانت هناك أعداد بالآلاف تنتظره لاستقباله، وكنت لا أشعر أبدًا بالإرهاق وأنا أرافقه فى رحلاته، وكنت أعطيه الملفات والصور الأساسية التى تنشر فى مجلة الكرازة، وهو أول من سمح لى بوضع اسمى على الصور التى أصورها له، وكانت بيننا لغة حوار عبر النظرات، حيث أعرف ما يريده من نظرة عينيه.

■ ماذا عن علاقته بالشيخين الشعراوى وطنطاوى؟

- البابا شنودة كانت علاقته دائمًا بمشايخ الأزهر ممتازة، وكان يزورهم دائمًا، وهو صاحب فكرة إقامة الأقباط موائد إفطار فى رمضان، وفى عام ١٩٨٤ دعا البابا الأزهر لحفل إفطار فى الكاتدرائية، وأقامت وزارة الأوقاف ثم الأزهر ثم الكنيسة حفلات إفطار متتالية فى رمضان، وكانت موائد الإفطار تشهد حل العديد من المشكلات بعيدًا عن الرسميات.

وعلاقته بالشيخ الشعراوى بدأت عندما أوصى البابا كهنة إيبارشية إنجلترا باستقبال الشيخ الشعراوى وقت سفره إليها فى رحلة علاجية عام ١٩٩٤ بأفضل ما يمكن، وأوصى الجميع بأن يسلموا عليه، ووقتها قال الشيخ الشعراوى للبابا بعد عودته: «أولادك طوقونى بجميل عمرى ما هنساه»، وصارت بينهما مودة ومحبة، وأصر الشيخ الشعراوى على أن يأخذ كتاب «انطلاق الروح» الخاص بالبابا شنودة لقراءته، كما أهدى الشيخ عباءته الصوف وعصاه للبابا.

وأهم اللقاءات التى جمعت البابا والشيخ الشعراوى كانت يوم جنازة إبراهيم باشا فرج، سكرتير عام حزب الوفد، التى أقيمت فى كاتدرائية العباسية، إذ استقبل البابا الشيخ الشعراوى بمكتبه فى الكاتدرائية وتحدثا كثيرًا.

أما عن علاقته بالشيخ محمد سيد طنطاوى، فكانت كلها مودة ومحبة فوق الوصف، واتسمت بالصدق، وكانا يلتقيان فى المناسبات المختلفة.. وكانت بينهما أحاديث خاصة وكثيرة جدًا فى مناسبات عديدة، وكان رأيهما واحدًا فى الكثير من المواقف، حيث يتفاهمان حول العديد من القضايا ويخرجان بفكر واحد ورأى واحد، مثلما حدث على سبيل المثال فى أثناء النقاش الذى احتدم حول نقل الأعضاء من الميت بعد موته فى حال ثبوت الموت، وهى القضية التى اتفقا فيها معًا على رأى واحد.

وعند وفاة الشيخ طنطاوى أقام البابا عزاءً له فى الكاتدرائية، وقال: «ده أخويا»، وكان الرجلان شديدى الوفاء لمصر.