رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. «روشتة» شاكر عبدالحميد لمواجهة التطرف بنشر ثقافة الفن والإبداع

شاكر عبد الحميد
شاكر عبد الحميد

لعل ما تتميز به دراسات الناقد دكتور شاكر عبد الحميد، والذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 2021، هو اهتمامه النفسي بتفسير النصوص الإبداعية. 

وعلى كثرة ما ألف وأبدع وزير الثقافة الأسبق الناقد شاكر عبد الحميد، من دراسات نقدية وأدبية، إلا أن دراسته “التفسير النفسي للتطرف والإرهاب”، تبقى درة العقد في إبداعاته النقدية النفسية.

في هذه الدراسة يقدم “عبد الحميد”، إطلالة شاملة وموسعة متخصصة في السمات النفسية للفرد الذي يميل للإرهاب، وسماته الشخصية التي يتميز بها، وكيف أن الإرهابي ينزع عن الآخر إنسانيته مما يتيح له قتله وتعذيبه.

كما يقدم شاكر عبد الحميد من خلال دراسته “روشتة” لمواجهة ثقافة العنف والتطرف من خلال نشر ثقافة الإبداع والفن كحائط صد ضد الأفكار والبيئة التكفيرية.

حيث يذهب “عبد الحميد” إلى أن من الضروري تعديل خطط وبرامج التعليم والدراسة مع ضرورة التركيز على الموضوعات المتعلقة بالقيم الإنسانية والتربية عن طريق الفن وتنمية الخيال.

ولفت إلى ضرورة تنمية أساليب التفكير الإبداعي الناقد، من خلال الاستراتيجيات الإيجابية وإعادة صياغة المشكلة بطريقة إيجابية وليس بالإنكار أو الانعزال، والانتباه للمخاطر وعدم دفن الرؤوس في الرمال، وضرورة تطبيق جميع معايير العدالة الاجتماعية.

 

ــ هكذا أساءت ثقافة الإرهاب الاختيار

ويمضي الدكتور شاكر عبد الحميد، موضحا من خلال دراسته “التفسير النفسي للتطرف والإرهاب”، كيف أن ثقافة الإرهاب أساءت اختيار الزمان والمكان والإنسان علي النحو التالي: فمن الناحية العامة وبالنسبة للإنسانية، استاءت ثقافة الإرهاب اختيار الزمن الذي قام فيه الإنسان بغزو الفضاء، وابتكر أيضا التكنولوجيا المتطورة، وبحوث الوراثة والخلايا الجذعية، وغيرها وكل ما هو في صالح الإنسان، وأرادت أن تعود به إلى زمن غابر ماض تجاوزته البشرية ومن ثم فهي ثقافة خارج الزمن.

 

ــ كيف أساءت ثقافة الإرهاب اختيارها الإنسان المصري 

ويشدد الناقد الراحل الدكتور شاكر عبد الحميد، على أن من الأسباب التي خربت المخططات الإرهابية لتفكيك مصر وزرع الفتن والحروب الأهلية بين شعبها، هو أن ثقافة الإرهاب نفسها أساءت في اختيار مصر والإنسان المصري مكانا وزمانا لتتمدد وتنتشر. 

يقول "عبد الحميد": على المستوي المحلي أو المصري، نسيت هذه الثقافة أو تناست أن مصر وبعد ثورتين، لم تعد هي مصر قبلهما، وتناست أيضا، أو تناست أن مصر كانت دائما مقبرة الغزاة، وأنها هي التي هزمت الصليبيين في معركة حطين عام  1187، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، وهزمت المغول في عين جالوت على يد القائد قطز عام 1260، وأنها أيضا صاحبة انتصار أكتوبر العظيم عام 1973.    

كذكلك أساءت ثقافة الإرهاب اختيار المكان “مصر” بتاريخها، وحضارتها، وثقافتها وفنونها، واعتزازها بهويتها، ووحدتها الوطنية، وجيشها وأمتها العربية والإسلامية، ودورها الماضي والمأمول في ثقافة العالم وحضارته.

 وكذكلك أساءت ثقافة الإرهاب اختيار الإنسان المصري المبدع والمثقف بطبيعته والفنان بسجاياه، المحب لحياة الوسطية، الصريح المرح، والنكتة المصرية نوع من الإبداع.