رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراها.. القصة الكاملة لجهود الدبلوماسية المصرية لاسترجاع طابا

صورة
صورة

يحل اليوم السبت، الذكرى الـ34 لتحرير طابا، والتي تحتفل بها مصر كل عام، خاصًة أنه يوم استرداد كرامة المصريين، وحفظهم لأرضهم التي حاوّل العدو السيطرة عليها، فهذا اليوم كان هو النصر الحقيقي ويوم استرداد آخر شبر من أراضي سيناء، بعد الانتصار العسكري الذى حققته فى حرب 6 أكتوبر عام 1973.

استرد المصريين أرض طابا الحبيبة في سيناء عن طريق معركة دبلوماسية وقانونية ضخمة خاضتها القاهرة لتؤكد أحقيتها في تلك الأراضي، وتنتزعها من يد العدو، لتكتمل هذه الجهود فى النهاية بحكم هيئة التحكيم الدولى بعودة تلك الأراضى لمصر.

خاض الدبلوماسيين المصريين على مدار 7 سنوات معركة قوية وشرسة، حاولوا فيها استرداد أرض طابا، ليكون النصر للمصريين كاملًا، والانتصار لا ينقصه شيئًا على العدو الإسرائيلي في أكتوبر 1981، وحينها اتفق الطرف المصري والإسرائيلي على كل العلامات الحدودية باستثناء العلامة 91 الخاصة بمدينة طابا، ورفض وقتها الوفد الإسرائيلى تنفيذ الانسحاب بشكل كامل وتوسع الخلاف حتى شمل 13 علامة أخرى.

لم يستلم الدبلوماسيين المصريين لرغبة العدو، وظلوا مصممين على الاسترداد الكامل للأراضي المصرية، وهذا ما أعلنه الطرف المصري في مارس 1982، مؤكدين تمسكهم  بالوثائق الدولية والخرائط التى تثبت تبعية تلك المناطق للأراضى المصرية، وعقدت عدة اجتماعات رفيعة المستوى لبحث إيجاد حل للأزمة وتعقدت الأمور بشكل أكبر بعد تعنت الإسرائيليين فى إعادة طابا.

وطالبت مصر باللجوء إلى التحكيم الدولي لحل النزاع حسبما نصت المادة السابعة من معاهدة السلام بين البلدين، وقدمت مصر الوثائق والخرائط التي تثبت تبعية طابا للأراضي المصرية، مشيرة إلى انسحاب إسرائيل من سيناء - بما فيها طابا- إلى الحدود الدولية عقب عدوان 1956، وردت الحكومة الإسرائيلية بأن موقفها قائم على وجود خطأ فى تعليم الحدود وفق اتفاقية 1906 الخاصة بتعيين الحدود بين مصر والدولة العثمانية، وأن موقفها بعد حرب أكتوبر 1973 يسعى لتصحيح هذا الخطأ.

وقدمت وزارة الخارجية 29 خريطة بأحجام مختلفة تثبت الملكية المصرية لطابا، وتمكنت من جمع خرائط ووثائق من الأرشيف المصرى والبريطانى والتركى، وقدمت 10 خرائط من الأرشيف الإسرائيلى نفسه تثبت تبعية طابا للأراضى المصرية، فيما قدمت إسرائيل 6 خرائط فقط، لكن الخرائط والوثائق لم تكن كافية فقط لحسم القضية لصالح مصر.

بالوثائق الدولية والخرائط طابا أرض مصرية

وفي 29 نوفمبر 1988 والذى نص فيه على تحديد علامات الحدود الـ14 وفقًا للحكم الصادر عن محكمة التحكيم، وعلى الانسحاب الإسرائيلى من الأرض المصرية إلى ما وراء هذه العلامات فور تحديدها، وتم جلاء الإسرائيليين عن طابا فى 19 مارس 1989، ورفع العلم المصرى واعتبر هذا اليوم "عيد تحرير طابا".