رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كريم كمال: البابا شنودة كان متواصلا مع شعبه رغم مرضه

البابا شنودة
البابا شنودة

تحيي الكنيسة يوم 17 مارس من عام، ذكرى نياحة (وفاة) البابا شنودة الثالث، البطريرك 117 بين باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي رحل عن عالمنا منذ 11 عاماً. 

رغم تعبه إلا أنه كان متواصلاً مع شعبه

وقال كريم كمال، الكاتب والباحث في الشان السياسي والقبطي، إن الراحل البابا شنودة الثالث للإسكندرية اعتاد في الأعوام الأخيرة قبل وفاته أن يزور الإسكندرية كل أسبوعين من الجمعة إلى الأحد باستثناء العام الأخير من حياته، حيث انقطع عن المجئ إلى الإسكندرية بسبب الظروف الصحية، وأيضا الأحداث السياسية الجارية في ذلك الوقت.

وأضاف كمال في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أنه على الرغم من المتاعب الصحية في الأعوام الأخيرة، كان البابا شنوده يقوم بجلسات غسيل كلوي عديدة، إلا أنه كان يحرص على عدد من الأمور خلال زيارتة في الأعوام الأخيرة ومهنا السلام على أكبر عدد ممكن من الشعب عند الوصول للمقر وقبل وبعد لجنة البر يوم السبت وقبل الاجتماع العام يوم الأحد، وفي هذا اليوم كان يجلس في مدخل المقر ويسلم على الآلاف من الناس في فترة قد تصل إلى 3 ساعات قبل الاجتماع مع الاستماع إلى طلبات الشعب وإعطاء التوجيهات لتنفذها فورا والصلاة لمن يطلب مع إعطاء بركة مالية لكل فرد يأتي للسلام عليه، وكان يقول "الدنيا غالية ودي حاجة بسيطة للموصلات" وفي نفس الوقت إذا سأل أي شخص قداسته عن مبلغ مالي معين حتى لو كان كبيرا من أجل أمر ما كان يعطيه دون تفكير.

وأضاف كمال: «أتذكر موقف حدث في إحدى زيارات قداسته الأخيرة للإسكندرية حيث كان يجلس قبل الاجتماع العام يوم الأحد ويسلم على الشعب ويعطي كل فرد عشرين جنيه كبركة، وفجأة تحدث بعض الواقفين حول قداسته إلى قداسته بأن هذا الشاب الذي سوف يسلم عليه ثاني مرة يأتي لأخذ الفلوس وقالوا له خلي بالك ده تاني مرة يلف ويأتي لأخذ الفلوس من قداستك، وهنا نظر البابا شنودة للشاب وسأله إنت تاني مرة تلف في الطابور وتأتي فسكت الشاب ونظر إلى الأرض فقال له البابا هات العشرين جنيه دي فأعطاها الشاب للبابا وهنا البابا وضع يده في جيبة وطلع مبلغ مالي كبير كان في الجيب وأعطاها للشاب وسط دهشة الحاضرين».

وأضاف كمال: «وبعد أن انصرف الشاب، سأل الواقفين البابا عن سبب فعلته، فنظر لهم قداسة البابا، وقال أريد أن أسألكم كم من الوقت يريد هذا الشاب لكي يعود للسلام عليا مرة أخرى في ظل الأعداد الكبيرة الواقفة هنا، فقالوا حوالي ساعتين، فرد قداسته وهل تعتقدون أنه لو لم يكون هذا الشاب في احتياج لعشرين جنيه أخرى كان وقف في طابور ساعتين آخرين للسلام عليا وأخذهم، وتابع (لا تكونوا قساة القلوب، دي مش فلوسي، دي فلوس ربنا ودوري أعطيها لكل من يطلب وكل محتاج ثم كرر مرة أخرى لا تكونوا قساة القلوب».

واختتم: «الحقيقة في كل مرة كنت التقي البابا شنودة أو حتى أشاهده كنت اتعلم درس جديد فقد كان قداسته عظة حية ومرئية في كل تصرفاته وفي كل عمل يقوم به والعطاء بشكل خاص كان أساس خدمة قداسته».