رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد بدء مباحثات بشأنه.. ما هو الاقتصاد الأزرق؟

أرشيف
أرشيف

«الاقتصاد الأزرق، الاقتصاد الأخضر».. مصطلحات تداولها كثيرون في مصر مؤخرًا ولكل منها دلالة معينة، فـ«الأخضر» ظهر خلال فعاليات مؤتمر «كوب 27» الذي استضافته مصر في مدينة شرم الشيخ للتعبير عن الاقتصاد المعتمد على البيئة النظيفة.

بينما «الاقتصاد الأزرق» بات يتم تداوله الآن ويكون ملتصق بالتنمية المستدامة للدولة، ومن اسمه يمكن الاستدلال على أنه متعلق بالموارد المائية للدولة، لاسيما أن مصر تسعى في الوقت الحالي نحو التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة بشتى الطرق.

واتساقًا مع ذلك، بحث الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، سبل التعاون المشترك في عدد من الملفات الهامة ذات الصلة بالبعد البيئي وأهداف التنمية المستدامة، بحضور الدكتور على أبوسنة، رئيس جهاز شؤون البيئة.

شهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز الاقتصاد الأزرق، والوقوف على مستجدات مشروع تطوير وتنمية البحيرات المصرية، علاوة على مناقشة سبل تحقيق الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية والمخلفات الصلبة والسائلة.

وأكدت وزيرة البيئة أهمية التعاون مع الهيئة في ظل المتغيرات الحالية وخاصة التغيرات المناخية، مؤكدة ضرورة الاستفادة من الدعم الموجه إلى وزارة البيئة من قبل البنك الدولي والتعاون معه في إعداد استراتيجية متكاملة للاقتصاد الأزرق متضمنة الأدوار والمسؤوليات مع رفع الوعي وتنمية القدرات للمفهوم الجديد للاقتصاد الأزرق والمفاهيم الأخرى المرتبطة به ولاسيما موضوع تغير المناخ.

فما هو الاقتصاد الأزرق والفائدة التي من الممكن أن تعود على مصر بسببه؟

تعريف الاقتصاد الأزرق 

وفق تعريف منظمة الأمم المتحدة فإن الاقتصاد الأزرق هو إدارة حكيمة للموارد المائية، ويكون الاعتماد الأساسي فيها على البحار والمحيطات في الدولة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويهدف الاقتصاد الأزرق إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء لاسيما للفئات الأكثر فقرًا واحتياجًا، ويكون هناك الاستخدام الأساسي للموارد المائية المستدامة وكيفية الحفاظ عليها وتشمل تلك الموارد البحار والمحيطات والأنهار.

ويسعى الاقتصاد الأزرق في كل الدول إلى تحسين سبل العيش وكذلك خلق فرص عمل جديدة واحترام البيئة والتنوع التكنولوجي والقيم الثقافية، وهو يسعى في نفس الاتجاه للاقتصاد الأخضر.

 

طريقة عمل الاقتصاد الأزرق

يعمل الاقتصاد الأزرق على توليد الكهرباء من طاقة البيئة وهي طريقة صديقة للبيئة إلى جانب نشاطات تخص التعدين ولكن في البحار والمحيطات، وتعزيز السياحة البحرية وأنشطة صيد الأسماك والكائنات البحرية، واستخراج المواد الخام من البحار.

لذلك فإن الاقتصاد الأزرق في مفهومه وطريقة عمله هو اقتصاد مرتبط بالمياه بشكل كبير، في وقت تمثل فيه الأحياء البحرية ٩٩٪ من أشكال وطرق الحياة على الكوكب، بينما اليابسة تشكل ١٪ وتسهم الموارد المائية في امتصاص الانبعاثات الضارة من البيئة بنسبة ٥٠٪.

وتخرج تلك الانبعاثات من اليابسة لذلك فالاقتصاد الأخضر له أهمية كبرى، في دعم الاقتصاد وتوفير مبالغ طائلة كان يتم صرفها على كيفية التخلص من الانبعاثات الضارة تحديدًا الكربونية وهو صميم تعريف الاقتصاد الأزرق.

 

أهمية الاقتصاد الأزرق

لغة الأرقام هي الأدق دومًا، وبما أن الاقتصاد الأزرق مرتبط بشكل وثيق بالموارد المائية وهي البحار والمحيطات التي تغطي ثلاث أرباع سطح الكرة الأرضية، فإن للاقتصاد الأزرق أهمية كبرى.

توفر تلك المحيطات نصف أوكسين العالم وبها ٨٠٪ من أشكال الحياة في كوكب الأرض بسبب الأحياء البحرية، منها الأسماك التي توفر الأمن الغذائي لكل المناطق الساحلية لاسيما في الدول النامية التي تسعى للتنمية المستدامة عبر الاقتصاد الأزرق.

 وتسعى مصر خلال الفترة الأخيرة إلى ضرورة الحد من التغيرات المناخية وما يسببه من تدهور بيئي وممارسات سيئة في صيد الأسماك داخل البحار والمحيطات كي يسير هدف التنمية المستدامة مع الاقتصاد الأزرق في نفس الاتجاه.