رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تمكين وتأهيل».. كيف نجحت برامج الحماية الاجتماعية في دعم المرأة المصرية؟

المرأة المصرية
المرأة المصرية

تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بتمكين المرأة باعتبارها نصف المجتمع وشريكًا رئيسيًا للرجل فى الحياة ورحلة التنمية والبناء وترجمت هذا الاهتمام فى عدة مبادرات ومشروعات على أرض الواقع.

وتتنوع تدخلات الدولة فى ملف تمكين المرأة لتشمل كل الجوانب والاهتمامات، بما فيها تمكينها اقتصاديًا وتقديم الدعم النفسى وتأهيلها لسوق العمل ومساندتها ورفع الوعى بإيجابيات تنظيم الأسرة، وتوفير الرعاية الصحية لها ولأطفالها.

«التضامن»: تمويل 400 ألف مشروع متناهى الصغر بـ3 مليارات جنيه

تعمل وزارة التضامن على تغطية جميع احتياجات المرأة من تمويل ورعاية وتسويق منتجاتها لتسهيل انضمامها لسوق العمل، حيث موّلت 400 ألف مشروع متناهى الصغر بتكلفة تتجاوز ٣ مليارات جنيه.

وتدعم الوزارة السيدات اللاتى يتقِنّ الحرف اليدوية من خلال مراكز الأسر المنتجة التى يصل عددها لـ٤٠٠ مركز على مستوى الجمهورية، كما تساعدهن على تسويق منتجاتهن من خلال المعارض المتنوعة ومنها معرض «ديارنا»، إضافة إلى تيسير إجراءات الحصول على قروض ميسرة من البنوك أو شركات التمويل.

مدير «فرصة»: توظيف 4.5 ألف شاب وفتاة

قال الدكتور عاطف الشبراوى، مستشار وزيرة التضامن للتمكين الاقتصادى، مدير برنامج فرصة، إن البرنامج هو إحدى أذرع الوزارة لتمكين مستفيدى شبكة الحماية الاجتماعية والفئات المهمشة اقتصاديًا.

وأضاف لـ«الدستور»: «تشمل المساعدات التدريب والتأهيل للانضمام إلى سوق العمل للحصول على وظائف لائقة، وتوفير أدوات الإنتاج وتقديم حزمة من الخدمات غير المالية وتقديم المشورة لإدارة المشروعات».

وأوضح أن البرنامج يستهدف ٧٠٪ من برنامجى «تكافل وكرامة» والضمان الاجتماعى، كما يستهدف ٣٠٪ ممن لم تنطبق عليهم شروط الانضمام للبرنامج، إضافة إلى ٥٪ من الأشخاص أصحاب الهمم.

وأشار إلى أن «فرصة» يقدم حزمًا للتمكين الاقتصادى، منها توفير فرص عمل فى ظروف مناسبة بعقود موثقة وتوفير أدوات إنتاج أو المشاركة فى الوحدات الإنتاجية، إضافة إلى الاستمرار فى تقديم الدعم النقدى المشروط للمستفيد، بالتوازى مع توفير فرصة العمل، كما يعمل على دفع أصحاب العمل إلى توفير تغطية تأمينية للمستفيد.

ينشط البرنامج فى محافظات: «الفيوم، وبنى سويف، وأسوان، والبحر الأحمر، والوادى الجديد، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، ومطروح، والغربية، وكفرالشيخ، والمنوفية، والبحيرة، والدقهلية، وقنا».

ويركز على تمكين القادرين من العمل اقتصاديًا وتأهيلهم بما تتطلبه سوق العمل من مهارات مهنية وحرفية، كما جرى تأسيس ١٧ وحدة فرعية فى محافظات الجمهورية؛ لتسهيل عملية تكوين شبكة علاقات تعاون مع شركاء التنمية من الجمعيات والمؤسسات التنموية العاملة فى مجال التدريب والتوظيف، إضافة إلى تأهيل وتدريب ٨١ منسقًا فى ٢٧ محافظة.

وأسفرت جهود «فرصة» عن توظيف نحو 4.5 ألف شاب وفتاة باحث عن العمل وتقديم ٥٥٢ جلسة تدريبية فى مجال جاهزية العمل، وتقديم ٥٥٢ جلسة استشارات مهنية، ومن المستهدف تنفيذ حزمة من خدمات التدريب والتوظيف فى المرحلة المقبلة لعدد ١٥ ألف شاب وفتاة فى ٨ محافظات.

«تكافل وكرامة»: 75% من المستفيدين سيدات

وذكرت وزارة التضامن أن 75٪ من مستفيدى برنامجى الدعم النقدى «تكافل وكرامة» من السيدات حيث يضم البرنامج نحو ٥.٢ مليون أسرة، أى نحو ٢٠ مليون شخص. 

وأوضحت أن دعم المرأة يسهم بشكل كبير فى تحسين أوضاع الأسر وتعزيز فرص أفرادها فى مستقبل أفضل، إضافة إلى أن توفير الحماية الاجتماعية للأطفال وذوى الإعاقة يخفف من الأعباء عن النساء، ويمنحهن وقتًا أكبر وطاقة للعمل.

«مستورة».. 443 مليون جنيه لـ23.8 ألف مشروع 

يهدف قرض «مستورة» لدعم المرأة المصرية وتمكينها اقتصاديًا، حيث مول ٢٣ ألفًا و٨٤٣ مشروعًا بقيمة ٤٤٣ مليونًا و٥٧٣ ألف جنيه، بالتعاون مع صندوق «تحيا مصر»، لإتاحة التمويل اللازم لإنشاء ودعم المشروعات متناهية الصغر التى تتنوع بين الإنتاج الحيوانى والتجارى والخدمى والصناعى والمشروعات المنزلية.

مراكز «المرأة العاملة».. وجبات جاهزة

أنشأت وزارة التضامن مراكز مساعدة المرأة العاملة؛ لتخفيف الأعباء عن المرأة ومعاونتها من أجل التوفيق بين مسئوليتها تجاه عملها وأسرتها، من خلال توفير وجبات غذائية جاهزة ونصف جاهزة، وإنشاء وحدات لإنتاج وبيع الملابس الجاهزة، ووحدات غسل المفروشات وكيها.

وحدة تكافؤ الفرص.. ودعم مادى ومنح دراسية للأبناء

تستقبل الوحدات الشكاوى التى ترد من جميع الجهات المعنية بشئون المرأة مثل: مديريات التضامن الاجتماعى، ومكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومى للمرأة، بهدف حل مشكلات المرأة والمساهمة فى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكينها، ومساعدة الفئات المستهدفة فى الحصول على خدمات مثل المساعدات المالية والمعاشات، ومنح دراسية للأبناء، إضافة إلى مساعدات الدفعة الواحدة ومشروعات الأسر المنتجة.

«2 كفاية».. 10 ملايين زيارة منزلية لرفع الوعى بإيجابيات تنظيم الأسرة

منذ إطلاق برنامج «٢ كفاية» للحد من الزيادة السكانية فى عام ٢٠١٩ نجح القائمون عليه فى تنفيذ نحو ١٠ ملايين زيارة منزلية وتجهيز ٦٥ عيادة متخصصة. أيضًا جارٍ إعداد ما يقرب من ١٣٠ عيادة أخرى وتزويدها بوسائل تنظيم الأسرة التى توفرها وزارة الصحة والسكان بالمجان، علاوة على تدريب الأطباء وفرق التمريض العاملين فى العيادات.

«الألف يوم الأولى».. برنامج تغذية لمكافحة التقزم 

يركز برنامج «الألف يوم الأولى» لدعم الأمهات ورعاية أطفالهن من عمر يوم وحتى سن سنتين «مرحلة الفطام» من خلال توفير برنامج تغذية صحى للحوامل والمرضعات والأطفال الرضع، بما يسهم فى تعزيز النمو الإدراكى والبدنى للأطفال وحمايتهم من آثار سوء التغذية، بما يشمل التقزم والنحافة ونقص الوزن وفقر الدم.

13 مركز استضافة وتوجيه للمعنفات.. إقامة ودعم نفسى

تستقبل مراكز استضافة وتوجيه المرأة، ضحايا العنف أو «المعنفات» سواءً كان العنف نفسيًا أو جسديًا أو جنسيًا، وأيًا كانت حالتها الاجتماعية، بشرط أن تكون السن فوق الـ١٨ سنة، سواءً كان العنف من الزوج أو الأخ أو الأم أو حتى الابن.

كما تستقبل المراكز السيدات من أصحاب الهمم، بشرط أن تستطيع رعاية نفسها، ويضم المركز مديرة، إضافة إلى الجهاز الوظيفى وإخصائية اجتماعية ونفسية ومشرفة، إضافة إلى طبيب ومحامٍ.

وتوجد ٩ مراكز فى محافظات: القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والإسكندرية، والدقهلية، والفيوم، وبنى سويف والمنيا، وجارٍ افتتاح ٤ مراكز أخرى فى سوهاج، وبورسعيد، وكفرالشيخ، ودمياط.

مستفيدات: تعلمنا مهنًا كثيرة وفرت لنا دخلًا.. ونحصل على معاشات «تكافل وكرامة»

قالت رباب شعبان محمد، ربة منزل من محافظة القاهرة، إن لديها ٣ بنات وولدًا، جميعهم يدرسون فى مراحل التعليم المختلفة من مدارس وجامعات، وزوجها عامل بسيط، بينما هى تعمل فى محل لبيع الملابس.

وأضافت: «كانت لدىّ رغبة كبيرة فى تعلم الخياطة، حتى أتمكن من مساعدة أولادى على استكمال تعليمهم، لذا لما عرفت بالصدفة عن برنامج (فرصة) لتمكين ودعم المرأة، قررت الالتحاق به على الفور».

وواصلت: «جمعت سيدات من جيرانى وأقاربى، وبدأنا فى تلقى تدريب عن طريق مؤسسة (مهنة ومستقبل)، بواسطة عدد من المدربين الأكفاء، حتى تمكنا جميعًا من تعلم الخياطة فى وقت قصير، لم يتعد ٢٥ يومًا هى فترة التدريب»، مشيرة إلى أنها تمكنت من خياطة «باترون» فى ٣ أيام فقط.

وأشارت «رباب» التى تحصل على دعم «تكافل وكرامة»، إلى أنهم عرضوا عليها العمل فى أكثر من حرفة، منها صناعة الصابون، والخياطة، والتجميل، وأيضًا تربية المواشى والدواجن، لكن حبها للخياطة جعلها تختار هذه المهنة.

وأكملت: «بعد فترة التدريب، نفذنا مشروعًا لتشغيل السيدات المشاركات فيه، وكانت فكرة جيدة جدًا، فقد جمعنا ٢٥ سيدة ممن يحصلن على (تكافل وكرامة)، وصُرف لنا منحة قدرها ٢٠٠ ألف جنيه، ووفرت وزارة التضامن الاجتماعى، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، ماكينات الخياطة، وذلك لتوفير سبل العيش الكريم لهؤلاء السيدات وأسرهن والعاملات معهن». بدأت منال الغنيمى، من مدينة زفتى بمحافظة الغربية، مشروعًا لتربية النحل منذ ٤ أشهر، بعد عرضه عليها من خلال برنامج «فرصة» التابع لوزارة التضامن الاجتماعى.

وأعربت «منال» عن سعادتها الكبيرة بهذا المشروع، فى ظل أنها ربة منزل لأسرة مكونة من ٧ أبناء، منهم طفلان من ذوى الإعاقة، مشيرة إلى أنها تحصل على دعم «تكافل وكرامة».

وقالت «منال»: «فى البداية كنت فى حالة دهشة واستغراب من فكرة المشروع، خاصة أننى سيدة لم أعمل من قبل، لكن بعد حصولى على الخلية وتمويلها من قبل الوزارة، أصبحت أرعى الخلية وأعتنى بها حتى استخراج الشمع وإنتاج العسل».

وأضافت: «شعورى بالمشروع وأهميته سيتضح أكثر بعد الانتهاء من أقساطه»، مشددة على أن «تفكير الوزارة فى توفير مشروعات للسيدات والأسر المستفيدة من (تكافل وكرامة) أمر جيد جدًا، لتوفير فرص عمل للسيدات، تساعدهن وأسرهن على مواجهة الظروف والأوضاع الاقتصادية الراهنة».

وتعاقدت وزارة التضامن الاجتماعى مع «جمعية مربى النحل» فى محافظة الغربية، لإنشاء وحدة إنتاجية للعسل، بهدف إحياء تلك الصناعة وتدريب السيدات على تربية النحل، عن طريق إنشاء ١٠٠٠ وحدة إنتاجية فى المحافظة لتدريب المستفيدات.

واستفادت نحو ١٠٠ سيدة من هذا المشروع كمرحلة أولى، بمقدار ١٠ وحدات إنتاجية لكل سيدة وتعمل الجمعية على تدريب السيدات، وشراء الخلايا والمعدات اللازمة لعملية الإنتاج، بجانب المساعدة فى بيع منتجاتهن من خلال تسويقها داخل وخارج مصر.

وتبلغ قيمة المشروع للمستفيدة الواحدة ما بين ١٠ و ١٥ ألف جنيه، منها ٣٠٪ منحة من الوزارة، و٧٠٪ فى صورة قرض من «جمعية مربى النحل»، يُرد بعد نجاح المشروع، مع إضافة ٧٪ مصاريف إدارية.

وتسعى وزارة التضامن الاجتماعى للتوسع فى مشروع تربية النحل وإنتاج العسل فى عدة محافظات أخرى، منها المنوفية وقنا والقليوبية. قالت صفية مصطفى من محافظة كفرالشيخ، مطلقة، ولديها طفلة فى المرحلة الابتدائية، وتحصل على «تكافل وكرامة»، إن «التضامن» وافقت على طلبها بإنشاء مشروع لاستخدام مخلفات النخيل التابع لبرنامج «فرصة».

وأضافت أنه تم تدريبها على إدارة المشروع ومنحها تمويلًا بـ٩ آلاف جنيه، وخلال ٥ أشهر استطاعت أن تحصل على إنتاج من مشروعها، وصار العمل جزءًا رئيسيًا من حياتها وأصبح يدر دخلًا عليها.

وتابعت: «فكرة المشروع تعتمد على استخدام مخلفات النخيل التى كان يتم حرقها أو إلقاؤها فى القمامة، فى صناعة حقائب وسجاد ومنتجات أخرى بشكل احترافى».

وقالت: «نفذت هذا المشروع فى القرية بسبب شهرتها فى زراعة النخيل وما ينتج عنه من مخلفات كبيرة، وإعادة استخدامها شىء جيد للغاية، ويتم تسويق المنتجات التى يتم تصنيعها من خلال إحدى الجمعيات فى القرية، وكل وسائل الدعاية متوفرة لديهم»، مشيرة إلى أن اتجاه الوزارة لتوفير مشروعات للسيدات يسهم فى تمكين المرأة اقتصاديًا، فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

وتحدثت عن مشروع «جذور» الذى أطلقته «التضامن» ويستهدف الأسر المستفيدة من برنامجى الدعم النقدى «تكافل وكرامة»، قائلة: «أسهم فى تدريب عدد من المستفيدات فى المرحلة الحالية، وتمكينهن من أصول الإنتاج، حيث تم تدريب المستفيدات من خلال ورش عمل مكثفة على استغلال الخامات البيئية، وتنفيذ منتجات تتميز بالجودة والتصميمات المتميزة، لتحقيق تمكين اقتصادى يرفع مستوى الأسرة ودخلها».