رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد

عزيزي عمر خورشيد
ها قد تقابلنا من جديد..
أيام معدودة، على استقبال أجمل أيام عمرنا، شهر رمضان المعظم هذا الشهر الذي نستقبله بفرحة الأطفال وحسابات الشباب ورضا الكبار..!
يستقبله الأطفال بحب، لهفة، بفرحة نابعة من القلب والروح فهم ما زالوا أبرياء، تضيء روحانيات الشهر الفضيل قلوبهم وأرواحهم! 
أما عن جيل الشباب فيستقبلونه بشكل خاص، كله اهتمام، ونية متجددة، في البدء من جديد، لا سيما الانتظام في العبادات.
وهذا أمر محمود بالطبع، نسال الله لهم ولنا الثبات طوال أيام العام وليس خلال أيامه فقط... فأنا من أنصار البدايات.. ابدأ وجدد النية ودع الباقي للمولى..!
أما الكبار.. فيستقبلونه بترحاب شديد، يجدونه فرصة مناسبة للاعتكاف، للنهل من بحر الحسنات الذي يملأ أيامه ولياليه طوال الشهر.!
يأتي شهر رمضان هذا العام، في توقيت حرج، فالجميع مهما كان مستوى دخله، يعاني من ارتفاع الأسعار..!
يحاولون على كافة المستويات أن يشقوا طريقهم في الحياة وفقًا لما يستجد من ظروف..!
رغم كل هذه المعوقات القاتلة، إلا أن هناك أصحاب قلوب رحيمة، يفكرون في الآخرين!
يبحثون عن طرق عدة لمساعدة من لا يستطيع  وتأثر بالوضع الاقتصادي بشكل مباشر..!!
يقدمون يد العون، للفقراء والمتعففين ممن لا يتحدثون ..!!
كم أسعد عندما أرى تحرك  جماعات دون ترتيب مسبق وعلى كافة المستويات وفي مختلف المجتمعات السكنية ممن تفكر في إدخال البهجة على غيرهم..!
هذا التلاحم المجتمعي، والشعور بالآخرين والغير لم يكن مستحدثا..!
لكن الملاحظ أنه ازداد واتسعت رقعة الرحماء خلال هذا العام ..!
اللافت للنظر أن هؤلاء يقومون بخدماتهم المجتمعية بشكل فردي .. وليسوا تابعين لأي مؤسسات أو جهات خيرية مثلا.!!
وهو ما يؤكد أن هناك مكانا للنور في قلوبنا مهما زادت الدنيا من ضغوطها علينا ومها لوثتنا الحياة..!!
عزيزي عمر خورشيد
يظل شهر رمضان بأغانيه المعروفة رمزا للبهجة للتجمع الأسري للترابط، للحب، للنظام،  ففيه نجبر جميعًا على التلاقي مرتين يوميًا وهو ما يعتبر من نوادر حياتنا..!!
أعاده الله علينا مرارا وتكرارا ونحن جميعا في سعادة وهناء.
أكثر ما سأفتقده هذا العام هو ليلة الرؤية حيث كنت أترقب استطلاع الهلال وأنا في بيت أمي..
أهنئها وتمطرنا بوابل من الدعوات، نستمع معا عبد المطلب وهو يطربنا برائعته رمضان جانا..!
تطفئ النور وتريني أضواء رمضان التي تضيء النفوس قبل الأماكن .. بقيت الأماكن ورحلت من احتلت القلوب والكون بحب ؟!
رحمها الله تعالي وجعل أيامها في رحابه أفضل .
سنستقبل الشهر لكن بأفراح ناقصة، لقد أخذت كل شيء معها، يكفي أنها من جمعتنا، وبسببها كنا نلتقي يوميا أو بصفة منتظمة؟! سنة الحياة ولا نقول إلا ما يرضي الله .
عزيزي عمر خورشيد 
استمعت بالصدفة لأغنية ميادة  الحناوي "قولي ياللي كنت أغلى الناس عليا".
لا أخفي عليك  كنت أسمعها برفقة أمي وأنا طفلة، لم أنتبه يوماً لكلماتها ربما لأن جمال اللحن هو ما كان يشتت انتباهي..؟!
أسمعها الآن بتركيز، بنضج، أدقق في اللحن والكلمات، لأجدها تحكي قصة حب لم تكتمل ..!
تساءلت معها كل ده راح فين؟!
وكم من قصة حب تنتهي في غمضة عين كما قالت؟!
هل كان حبا؟!
هل كان كذبا؟!
تنفي هي كل شيء وتصر أنه غدر بها؟!
قد أتفق معها وقد أشفق عليها أتعاطف معها، لكني أبداً لا أوافقها في طريقتها التي تسترضيه بها وتلومه به..!
ما بين الحب والفراق  شعرة تسمى كبرياء، لا يمكن أن يتخطاه أي أحداً، مهما كانت مكانته .. فلا تراهنوا على وجود أحد ..!
لأنه عندما يقرر أحدنا الرحيل  نقدم على هذه الخطوة دون تردد أو لحظة ندم واحدة ؟!
لا أخفي عليك لم أتعاطف معها وأنا أنصت لكلمات الأغنية رغم يقيني أنها مجرد أغنية..!!
أوقن أن الفن ما هو إلا مرآة  للواقع، حتما هناك أبطال لقصة الأغنية استلهمها الشاعر منها..!!
بكل الأحوال يظل الحب هو هذا المخلوق الهلامي الذي نمسكه تارة بأيدينا  نقترب منه وننهل من بحاره العذبة .. نظن أننا ملكنا الكون ليفاجئنا بالهروب والتسلل من بين أصابعنا..!!
وهكذا سنظل ندور في دائرة البحث.. نركض خلفه ويفر منا..
وسنظل هكذا.. طالما هناك قلوب ما زالت تدق وتنبض ..
عزيزي عمر خورشيد
كن بخير لأكتب لك مجددا.