رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس وأسرار زواج «الفراشة» سامية جمال وبليغ حمدي.. ولماذا رفضت في البداية؟

سامية جمال
سامية جمال

سامية جمال، فراشة الفن المصري، والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1924، فتحت صندوق أسرارها، وباحت بكواليس خطبتها للموسيقار الراحل بليغ حمدي، وحملتها صفحات العدد 414 لمجلة الكواكب، والصادر بتاريخ  7 يوليو من عام 1959.

وتستهل سامية جمال قصتها مع بليغ حمدي، وكيف أنها تراجعت عن قرار التفرغ للفن عند مقابلة “بليغ”: منذ عام قطعت علي نفسي عهدا نذرت ألا أخونه، عاهدت نفسي أن أعيش لفني فقط بلا زواج. على أن الأقدار بدأت تتدخل لتكتب أول حرف في قصة حب جديدة طوت حياتي.. تلك القصة التي انتهي الفصل الأول منها بإعلام خطبتي للملحن بليغ حمدي.

 

ــ كل دقة في قلبي يشهد الشرارة الأولى

وتضيف سامية جمال: كان أول لقاء بيني وبين بليغ، خلال عملي باستديو مصر في فيلم "كل دقة في قلبي"، جاء يزور الاستديو لبعض أعماله الفنية.. كانت تصحبه صديقة عزيزة جدا هي حرم المطرب أحمد فؤاد التي قامت بمهمة التعارف بيننا، وبعد أن تبادلنا التحية قلت لهم إن الجو شديد الحرارة داخل البلاتوه، وطلبت منهم مرافقتي إلى ساحة الاستديو حيث نستطيع أن نجلس في الهواء الطلق ونتبادل الحديث.

ولفت نظري من بليغ خجله وميله للصمت، حتى أننا لم نتبادل أي حديث بل أنني لم أهتم بسماع تعليقاته القصيرة الموجزة ولم يترك لقاؤنا الأول أي أثر في نفسي، ولكن هذا اللقاء لم يكن الأخير، فقد تكررت زيارات بليغ للأستديو مع الصديقة العزيزة وزوجها المطرب الذي كان يعمل معي في الفيلم.

ــ تكرار زيارات بليغ حمدي 

وتتابع فراشة السينما المصرية: وفي هذه الزيارات بدأ الحديث عن ألحانه التي أعجبت بها قبل أن أراه وقبل أن أتعرف به. ولكثرة زياراته للأستديو، ولكثرة تكرار لقائتنا وتبادلنا الحديث بدأت أشعر بفراغ إذا جاءت الصديقة العزيزة وزوجها ولم يصحبا معهما "بليغ"، ولهذا كنت أسأل عليه كلما غاب.. ولم يكن معني هذا أنني مغرمة به، بل لم أكن أفكر في علاقة ما يمكن أن تقوم بيني وبين "بليغ". كل ما كان هناك هو أن "البليغ" ترك في نفسي أثرا جميلا لطيبته وحبه الشديد للموسيقى يقابله حبي لها أنا الأخرى وشغفي بالحديث عنها.

 

ــ هكذا تراجعت سامية جمال عن قرارها باعتزال الزواج

وتلفت “جمال” إلى أن: في هذا الوقت بالذات كنت قد ضربت حول نفسي ستارا من العزلة، والتزمت عهدي الذي قطعته على نفسي بأن أعيش وفية لفني، وابتعد عن الرجال وعن الزواج بعد تجارب، ودعوت صديقتي وزوجها المطرب و"بليغ" إلى سهرة عندي في بيتي.

لم أكن أسهر خارج البيت عملا بما أخذت به نفسي من عزلة، وبعد هذه السهرة، توطدت بيني وبين بليغ صداقة رزينة، وتكررت سهراتنا مع الأصدقاء في بيتي، وفي خلال إحدى هذه السهرات سمعته يترنم بلحن لذيذ له، ويردده لكل من يقابله، وبلا تفكير بل بحماس واندفاع وجدت نفسي أنصحه ألا يردد ألحانه على أحد قبل تسجيلها وإذاعتها خوفا من أن "يلطشها" البعض كما يحدث كثيرا، ويومها رمقني بليغ بنظرة طويلة شاردة وهو يردد عبارات الشكر على هذه النصيحة وقطع على نفسه عهدا بأن يأخذ بها. 

 

ــ بليغ حمدي يعرض الزواج على سامية جمال

وتمضي “سامية” مضيفة: وأصبحنا نحن الشلة المكونة من بليغ وصديقتي وزوجها وأنا، نلتقي كل يوم تقريبا، ثم فوجئت ذات يوم بالصديقة تزورني بمفردها وقالت لي: لقد جئت أزورك لأمر هام.. ثم بدأت بعد ذلك تحدثني حديثا طويلا عن وحدتي وعزلتي وقبل أن أعلق على حديثها هذا وجدتها تقول بحزم: لقد عثرت لك على عريس طيب ابن حلال، يحبك إلى درجة العبادة وقد كلفني أن أعرض عليك الزواج منه".

ولم يخطر ببالي أبدا أن يكون بليغ هو العريس المرشح، وسألتها: من هو العريس الطيب ابن الحلال هذا؟ فقالت: بليغ حمدي أنه يحبك يعبدك. وسادنا الصمت، ومضيت أفكر بليغ حقا إنسان طيب القلب، وأنا أحترمه كصديق وأقدره كفنان.. وبدأت أنا أيضا أحدثها حديثا طويلا عن صداقتي لبليغ وعن تقديري واحترامي له، ثم رجوتها أن تقنعه بأبعاد فكرة زواجه مني عن ذهنه، ورفضت عرض الزواج، ولكني طلبت منها أن تنهي إليه هذا الرفض بأسلوب خفيف حتى لا يصدم فهو إنسان طيب.

 

ــ لهذه الأسباب غضبت سامية جمال من بليغ حمدي

وتلفت “جمال” إلى: ومضت أيام قليلة ثم اتصلت بي صديقة من الوسط الفني لتخبرني بأنها قد سمعت عن حب بيني وبين بليغ حمدي سينتهي بالزواج، وجن جنوني وثرت غاضبة واتصلت بالصديقة التي كانت أول حلقة في التعارف بيني وبين بليغ وطلبت منها أن تخبره بالكف عن إطلاق الإشاعة الكاذبة، ولم تكد تمضي ساعة واحدة حتى اتصل بي بليغ نفسه لكي يخبرني أنه لم يطلق هذه الإشاعة، وليس من عادته أن يتحدث عن شأن من شئون حياته الخاصة أو حياة أصدقائه الخاصة لأحد، وأقسم لي أنه برئ من هذه الشائعة.

وتجنبت لقاء بليغ حمدي بعد ذلك خوفا من انتشار الإشاعة الكاذبة التي تربطني به في قصة حب تنتهي بالزواج، إلا أن بعض الأصدقاء استطاعوا أن يقربوا بيننا، وأن يجمعونا معا من جديد، وبدأنا نستأنف صداقتنا ولقاءاتنا المتكررة.

 

ــ وأخيرا سامية جمال وبليغ حمدي يعلنا خطبتهما

وتختتم سامية جمال: وذات أمسية كنت أقضي السهرة مع بليغ حمدي، وتبادلنا الحديث في شئون كثيرة مختلفة، وتعهدت أن أشرح له كل ظروفي وما يحيط بي من متاعب ومشاكل، وبدأت أشعر برغبته في أن يحول شقائي إلى سعادة بل شعرت أنه إنسان قد عذبه الحب لي وأضناه، وقال لي بليغ: أنني أحبك، وأقصى أماني أن أتزوجك، ويوم توافقين على الزواج أرجو ألا تبخلي علي بإعلان موافقتك.

وفي أمسية أخرى ليلة الأحد الأسبق على ما أذكر، قضينا السهرة معا ومضينا نخوض في حديث عن شئون الحياة المختلفة، وفي نهاية السهرة في الرابعة صباحا تقريبا قالت له: بليغ أنا موافقة أنا قبلت الزواج منك. وعلت الفرحة وجهه، وصاح في سرور: أشتري الدبل بكرة، فقلت: نعم.

وفي اليوم التالي الإثنين 29 يونيو، أعلنا خطبتنا دون أن يسمع بها أحد، وتصادف أن دعتني الصديقة صباح تلك الليلة إلى سهرة، واتصلت بي تستعجلني الحضور فأبلغتها نبأ الخطبة، وكانت أول من عرف بها.

وتشدد “سامية جمال": وقد يسألني البعض عما أعجبني في بليغ حمدي فأقول: شخصيته طيبة وقلبه وأخلاقه واعتزازه بكرامته إلى جانب فنه كملحن قدير، وأنا أستعجل الأيام الباقية على إتمام الزواج، وقد اتفقنا على أن يكون زفافنا عقب انتهائي من فيلمي الجديد الذي أعمل فيه مباشرة.