كيف كتب لورانس داريل الرباعية؟.. أيام الحرب في الإسكندرية
في عام 1977 قرر الروائي والشاعر البريطاني لورانس داريل العودة لمصر مرة أخرى بعد غيبة امتدت لنحو 28 عامًا كاملة، فقد غادر مصر في عام 1950.
وفي تلك الفترة لم تكن عودة لورانس هي عودة لسائح أعجبته دولة ما، ولكن كان هناك صوت صوت عاشه قديما ظل يناديه، حين كان ملحقًا صحفيا بالسفارة البريطانية يغطي ويلات الحرب العالمية الثانية.
عاش داريل أيام الحرب العصيبة، وتمحورت أعماله حول هتلر ومونتجمري وروميل ثعلب الصحراء، لكنه ومن خلال مسيرته في الإسكندرية عاش مستمتعًا بأيامه يربط اواصر الألفة والمحبة مع المصريين، وقرا المثنوي لجلال الدين الرومي، وتفحص التاريخ الفرعوني، وفي تلك الفترة استقرت في داخله رباعية الإسكندرية.
لم يكتبها بالإسكندرية
لم يكتب لورانس داريل رباعيته الشهيرة في الإسكندرية وإن كتبت صومعة بروسبيرو في غرفة علوية ببيت بالإسكتدرية، لكنه عاد إلى اوروبا وعقد العزم على وهب حياته للكتابة، وراح يكتب الروايات الأربع" جوستين، بالتازار، ماونت أوليف، كليا"، وهي التي عرفت فيما بعد برباعية الإسكندرية، وبالرغم من ان كل رواية تكاد تقف لوحدها ولكن سيعرف القارئ ان كل رواية تفضي لأخرى.
ولد في الهند وعمل في بريطانيا
لا يعرف الكثيرون أن لورانس داريل ولد في الهند ورحل لليونان وعمل في يوغوسلافيا ومصر وقبرص وأقام في الجنوب الفرنسي وكتب الكثير من الرحلات وصنفت كتبه في الرحلات على انها من أروتع ما ظهر في هذا المضمار.
وفي برنامج أجراه التلفزيون البريطاني مع لورانس داريل راح يسترجع ماضيه في رحلة بحث عن الزمن المفقود كما عنون مارسيل بروست إحدى أعماله.
داريل يتحدث عن تلك الفترة
في مقال نشره محمد عبدالله الشفقي بمجلة الهلال يذكر حديث لورانس داريل عن تلك الفترة، يقول داريل:" اكتشفت اني خلال إقامتي أيام الحرب لم أر إلا الإسكندرية والقاهرة، كنت مشغولا جدا كملحق صحفي فلم ادون انطباعاتي وعلي الىن أن تظل إحدى قدمي في القاهرة ذلك أني أكتب الآن روايات جديدة عن فترة الحرب، لقد اندلعت فأحدثت ثغرة في حياتي الإبداعية وثغرة في شخوص رواياتي وإذا تعود كتاباتي وتعود شخوص روايتي يجب أن اشرح ما حدث لهم خلال تلك الثغرة، خلال الحرب، خلال ست سنوات، والجواب في مصر.
