هل تؤثر المظاهرات الرافضة لدعم أوكرانيا على مسارات الحرب؟.. خبير يجيب
تشهد العديد من الدول الأوروبية مظاهرات حاشدة، احتجاجًا على استمرار الحرب في أوكرانيا، وركزت المظاهرات على صياغة رغباتها في مطلب رئيس يستهدف وقف كييف بالأسلحة لما في ذلك من إطالة لأمد الحرب واستمرار معاناة الغرب من ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم.
وشهدت ألمانيا وبولندا موجة من التظاهرات التي رفعت شعار " ليست حربنا" بالتزامن مع إعلان الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز البولندية "أورلين"، دانييل أوبيتيك، وقف روسيا إمداد بولندا بالنفط عبر خط أنابيب "دروجبا" (الصداقة).
فهل تؤثر تلك المظاهرات على سير العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وهل سيكون هناك سيناريوهات جديدة عقب تلك الاحتجاجات
فى السياق، قالت نرمين سعيد، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، عمومًا لا تبدو مثل هذه المظاهرات خارجة عن المألوف حيث استنزفت أوروبا في حرب بالوكالة لا تعود عليها بأي نفع وأنفقت المليارات لتعويض النقص في مصادر الطاقة بعد فرض العقوبات الأحادية على روسيا فضلًا عن استنزاف الترسانات العسكرية للدول الأوروبية إلى الحد الذي يجعل بعض العواصم الأوروبية غير قادرة على صد الهجمات المحتملة.
أضاف كامل، لـ"الدستور"، أنه نما اتجاه سلبي داخل الدول الأوروبية وحلف الناتو جعل بعض الدول تزيد من وتيرة تسلحها مثل ألمانيا التي يثير نط التسلح فيها الكثير من المخاوف الأوروبية نظرًا لتاريخ برلين في استخدام السلاح في القارة الأوروبية.
وأوضحت كامل أن هناك قلق أوروبي كبير من تخلي بكين عن حيادها لأن الصين حال قررت التخلي عن حيادها من الناحية العسكرية وإمداد روسيا بسلاح فإن المعادلة ستتغير ولن تتمكن حتى الإمدادات الأوروبية والأمريكية من السلاح من صد الهجمات حينئذ كما أن الضغط المستمر في الداخل الأوروبي سيؤدي إلى مزيد من التباطؤ في الوفاء بتعهداتها العسكرية ناحية كييف.
وتابعت كامل "يضاف إلى ذلك معضلة أخرى وهى أن العديد من منظومات الأسلحة الغربية غير متناسبة مع طبيعة المقاتل الأوكراني الذي اعتاد على أسلحة المعسكر الشرقي، ومن ثم فحتى لو كان الغرب قادرًا على الوفاء بالتزاماته من التسليح من الناحية المادية فهل سيكون قادرًا على الوفاء بالقدرات التدريبية عن طريق إرسال خبراء وعسكريين أوروبيين وفي حال حدث ذلك ربما تعتبر روسيا ذلك مواجهة مباشرة مع الأوروبيين والناتو وينتهي الامر باتساع نطاق الحرب أفقيًا.
