رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كمال ربيع: أمى الناشطة بطلة أحد أفلامى التى أنتظر خروجها للنور

كمال ربيع
كمال ربيع

كمال ربيع، فنان تشكيلي يعد ظاهرة في قبضه على كثير من نوافذ الضوء في الفن بشكله ومعناه الشامل .ولد عام 1975 بالقاهرة لوالدين من النشطاء، الأب ربيع محمد راشد امتهن المحاماة فصار من الأسماء  المدافعه عن حقوق العمال منتميا لحزب التجمع، لتأتي الأم" علية السيد" الناشطة في مجال العمل الإجتماعي التى شاركت في فيلم وحيد من إخراج إبنها عنوانه "حديث الصور" وقامت ببطولته..ستة وعشرون عاما في رحلة فنية وجمالية انطلق فيها الفنان لشتى بقاع الأرض في الغرب الأوروبي والعالم العربي ليحصد كثير من النجاحات وردود الأفعال الجديرة بالتوقف مثال حصوله على تكريمات وجوائز في مجالات الكتابة للمسرح وتصميم الرقصات ليقرر اقتحام مجال الفن التشكيلي حيث التعبير عن رؤيته الخاصة، ليرسم أكثر من خمسمائة لو حة، “الدستور” أجرت معه هذا الحوار.

_ حدثنا عن بداياتك مع الفن؟

تعلمت الرقص بأكاديمية الفنون على يد خبراء روس ثم حصلت على دبلوم الرقص الكلاسيكي فالرقص الإيقاعي، ودبلومة فن المكياج، لتتوج الرحلة الدراسية بحصولي على بكالوريوس في التصميم والإخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم دبلوم الراسات العليا بأكاديمية الفنون. 

_ لماذا يسيطر عليك شعور باليأس في السنوات الأخيرة؟

تسبب مرض والدي ووفاته متأثرا بالكانسر، فى كثير من ألامى،  وحتى بعيدا عن حبى وتقديرى لوالدي اللذان علماني التضحية والنبل، كان وعيي بتاريخهما مع اليساروفكرة غرس ماهيات وتضحيات مساعدة المحتاج قد نالت منى نفسيا وإنساني، بمعنى أننى بدأت النظر لتاريخ إبي المحامي اليساري الذى حصد محبة الناس وخبرات الحياة إلا انه خرج في النهاية خالي الوفاض، كذلك صارت والدتي الناشطة السياسية والمسئولة عن كثير من ورش العمل المدني لمساعدة الفتيات في مجالات شتى.

 ويضيف:" كنت أنظر للخلف على تاريخ والداي وأحزن ، ليس لأنهما لم يحصدا شيئا ماديا ملموسا ولكن أحس أن كثيرا مما صنعاه لم يقابل بالتقدير من قبل مجتمعات العمل المدني، وهذا ليس معناه" ندم" لكن ما حدث لهما من مرض وموت بعد تاريخ حافل مع النضال الاجتماعي والسياسي جعلني في حيرة حتى الأن.

_ هل ما ذكرته من آلام طالت رحلة الوالدين كان لها تأثير في بعدك عن النشاط المدني واتجاهك لممارسة الفن التشكيلي؟

على العكس تماما، آمنت بالحرية وقول الحق والمجاهرة به منذ بداياتي وكلفني الكثير..أي أن الحرية وحق الإنسان/ الفنان في الإختيار كان لهما دورا فى توسيع معان التأرجح بين هذا الفن وذاك.

واستطرد:ثلاثة عقود صنعت فيها كثير من أشكال وحركات ولغات ومضامين الرقص والمسرح والدراما والفن التشكيلي وتصميم الرقصات، كان أجمل ما فيها وقوفي بجانب مواهب شابة في مجال الرقص الكلاسيك والحديث بالأوبرا وفي أعمال خاصة وقومية قدمت بمناسبات سياسية وتاريخية حتى قبل 2011.

_في الشهور الأخيرة ورغم تعدد نشاطاتك إلا أن هناك كثير من الغضب تجاه الوسط الثقافي وكثير من الأصدقاء في مجالات الفنون سواءا في عملك داخل الأوبرا أو بمعارضك الخاصة والتى أعددت لها سكنك الخاص، كمعرض ومتحف وقاعة عرض؟

يجوز ما قلته حقيقي بنسبة كبيرة حيث تفشى الأنانية في الوسط الثقافي ورغم أن هذا لم يغير علاقاتي بجيلي إلا أننى سعدت في الفنرة الأخيرة بعرض لوحاتي داخل مسكني أو شقتى في وسط البلد، فمن خلال هذا المعرض عرفت الأبعاد الحقيقة لمعنى الفن، وأعتبر معرضي التشكيلي الأخير بجانب قصر حليم باشا، فرصة لرؤية الأصدقاء المقربين ورواد الفنون وغيرهم كثيرون من المجانين بالفن وتحيرهم موهبتهم مثلي_ بصنع مساحات من الفن الخالص والسرد الشفاهي الحميمي عن جدوى الرسم وحياة الفنان وضرورة الإتغماس في كافة مسارات الفنون السبعة، حيث باتت أساليب الرقص الحديثة تدخل بك في عوالم غرائبية وأكثر حرية وتمرد وهي الرؤى التى تقربك كفنان لعتباتك الأولى وكيف كانت رحلة التكوين وماذا حصدت بعد أن أصبحت على بضع خطوات من العقد الخامس.

 

 

_ يقال إنك بعت لوحات بأسعار غالية لغير المصريين وهناك أخرى تركتها هدايا مجانية لبعض الاصدقاء والفنانين المقربين. هل حدث بالفعل؟

نعم لكنه ليس ما تصورت أن هناك لوحات بيعت بمائة دولار وأخرى بألف، فكانت دهشتي أن كل حالات الوفاق بين المشترى واللوحة هو التلاقي النفسى والحسي مع ما طرحته من لغة والوان وبعد نفسي ، والمدهش أننى تركت كثير من اللوحات واعطيتها كهدايا لصديقات وأصدقاءـ ما أسعدني وجعلني أشعر بالفرح والزهو هو تجلي هذا التواصل مع فناني ونقاد مصر والعالم وهو قمة النجاح، فلم أتعود على الكسب من الفن وإلا أصحبت مليونير، لكن الأهم تثبيت رؤيتك تجاه العالم بشكل شمولي يعرض كل آلام الإنسان في كل بقعة من العالم.

_حدثنا عن جديدك في الأفلام التي صنعتها مؤخرا وقمت بتصميم وكتابة أكثر من 70 في المائة من إعدادها الفني والتقني والإخراجي أيضاً؟

خمسة أفلام قصيرة لبطلات من مصر لا يعرفهن الجمهور التقليدى، لكل واحدة منهن حلم ومسار للتعبير عن عالمها بالصورة والتصوير والحوار وحتى الصمت، منهم أمي الناشطة “عليه السيد” وهذه الأعمال تعتبر نافذة استكمل بها ومن خلالها علاقتى بالفكر وجدوى ثقافة ومفاهيم حرية البنت أو المرأة في التعبير وضرورة تواصلها مع كافة قطاعات وهيئات وأفكار مجتمعاتها، لذا كان الإختيار لنجوم وهواة في نفس الوقت_ نجمات في عالمهن، اي أن كل بطلة عبرت عن عالمها بنفسها من خلال الحكي وملامح الوجه ودرراما التعبير ودقة الملامح مع إظهار دوافع الحكاية حواريا، الأهم أننى وبعد كثير من المشاهدات الجماعية، كانت هناك رغبة من قبل المشاهدين بضرورة خروجها للنور وتمثيل مصر في مهرجانات العالم وبالفعل حدث نوع من التواصل مع بعض لجان مهرجان في البرازيل، إسبانيا، دبي، مراكش لعرض هذه الاعمال بمسابقاتها الرسمية. 

_ وماذا تنتظر؟

هناك محاولات جادة منذ شهرين للعودة لمشاهدة الأفلام والتخلص من التى لم يرق لي أداء ممثلة ما وهناك تطويل في مساحات السرد والحكي بالفيلم الثالث أعكف على إعادة صياغتها لتكون متوافقة مع رؤيتى وفكرتنى في البدء_ عن الخلاص الكلي للإنسان أو حرية الفنان وتحديدا وضعية وايقاع وظرف الأنثى في مجتمعنا العربي بل والعالم أجمع.

_ ماذا تحلم بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على احترافك للفن_ مسرح وكتابة ورقص ورسم وتصوير وإخراج؟

فتح نوافذ الضوء لرؤية عوالمي وفنوني، تتاح لي فرص عرض أفلامي وأعمالي في الرسم حتى تصل لأكبر قدر ممن يقدرون قيمة الفنون وسجن الفنان في متاهات الامكانيات ووحشة فرادة أفكاره.

ويضيف، كرمتنى هيئات ومنظمات ومعارض دولية ومصرية، أحلم أن تنتبه وزارة الثقافة لدور وأهمية الفنون والآداب للسمو بالعقول خاصة للأنثى، فهي قوة ناعمة وذخيرة تحمل ثقافات أجيال وآمال وأحلام كل مصري للخلاص بمعناه الشامل لكلا من الأفكار والثقافات والفنون.