رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صفحة يكتبها عظماء الصحافة المصرية

زمن فاروق إبراهيم

إبراهيم فاروق
إبراهيم فاروق

وقعت فى غرام «فاروق إبراهيم» وأنا أبحث عنه.. كنت أتساءل عن سر احتفاء الناس بأعماله التى عُرضت فى معرض القاهرة للصورة والذى ما زال مستمرًا حتى الآن.. سألت نفسى أسئلة الصحافة الخمسة من هو؟ ومتى بدأ؟ وكيف أصبح مصورًا لامعًا؟ وماذا كانت الظروف التى عمل فيها؟ ولماذا أحبه المشاهير فكانت صوره مختلفة وحميمة وشقية وصادقة؟ ثم لماذا شغفتنا صوره القديمة حبًا وكأننا نحن إلى هذا الزمن الذى جسدته الصور ونستغيث به؟.. نريد أن تعود صورتنا كما كانت قديًما بعدسة فاروق إبراهيم.. طلبت من زميلة شابة لى أن تبحث عن فاروق إبراهيم فقالت لى إنه لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد.. فأدركت أنها تستحق زمنها الذى تعيشه لا زمن فاروق إبراهيم..!

أما أنا فبحثت ووجدت الكثير.. ذلك أن كل إنسان رواية كبيرة.. كل إنسان حدوتة تستحق أن تُروى.. كل إنسان بطل بشكل ما ولكنه هو الذى يختار نهايته.. ووصفه.. إرادة الإنسان هى التى تكتب نهاية قصته.. وفاروق إبراهيم بطل بهذا المعنى.. نموذج للمصرى ابن البلد.. اللماح.. النبيه.. الذى ما أن يجد فرصة مناسبة حتى تلمع موهبته كجمرة نار تحت الرماد ويتحول إلى رقم فى معادلة الحياة.. إن فاروق كما يروى عن نفسه كان واحدًا من ملايين الفقراء فى مصر فى بداية الأربعينيات.. وزاد من مأساته أنه كان طفلًا يتيمًا.. توفى والده ولم يترك له شيئًا يواجه به الحياة.. وكان أن نصح الجيران والدته بأن تودعه فى ملجأ للأيتام يتكفل بمصاريفه.. ولكنه فر من منزل والدته لمنزل خاله الذى كان عامل طباعة فى جريدة «المصرى» الشهيرة وقتها لصاحبها محمود أبوالفتح.. ووجد له خاله فرصة عمل كعامل خدمات فى مكتب رئيس قسم التصوير هناك وهو أجنبى ذو قلب رحيم يُدعى «الخواجة زخارى».. وجد الخواجة فى فاروق إبراهيم نباهة أبناء البلد مضافًا إليها فطرة طيبة وروح محبة للتعلم فتبناه وعلمه أسرار التصوير وكيفية التعامل مع الحياة.. وجاءت لابن البلد الفرصة عندما قلب الطلاب المتظاهرون الترام فى شارع قصر العينى أمام مقر جريدة المصرى.. فأرسل الخواجة تلميذه لتصوير الواقعة فصورها صورًا مميزة كانت جواز دخوله لعالم التصوير الصحفى وحوّلته من عامل نظافة لمصور يقف على أول طريق المجد.. كان فاروق من الجيل الذى بدأ حياته العملية مع ثورة يوليو وأصبح معبرًا عنها.. ووجد فرصته فى الجرائد التى أصدرتها.. وهو جيل ضم أسماء صارت رموزًا.. منها أحمد بهاء الدين وكامل زهيرى ومحمود السعدنى والأستاذ هيكل نفسه الذى صار مع الثورة أستاذًا لأجيال لا تلميذًا للأخوين أمين كما كان الحال من قبل.. واستطاع فاروق إبراهيم بذكاء أن يصبح عين ثورة يوليو الفوتوغرافية.. وأن يصبح من أنبه المصورين المصريين الذين تعلموا هذا الفن من الأجانب.. وقد انتقل بعد إغلاق «المصرى» للجمهورية، جريدة ثورة يوليو، التى صدر ترخيصها باسم جمال عبدالناصر شخصيًا.. ثم عمل فى مجلة حملت اسم «بناء الوطن» كانت تابعة لإدارة التوجيه المعنوى.. ولفت نظر الرئيس عبدالناصر بمجموعة صور التقطها لمصريين بسطاء الحال ووضع لها عنوان «لهذا يجب أن نسير نحو الاشتراكية» فأرسل مكتب الرئيس للمجلة يطلب صرف مكافأة للمصور فاروق إبراهيم.. واقترح كبير المصورين على فاروق أن يحتفظ بخطاب الرئاسة للمجلة كوثيقة تاريخية وألا يقدمه للخزينة ليصرف المكافأة لكن فاروق كان يحتاج قيمة المكافأة وقيمتها اثنان جنيه مصرى فقط لا غير.. فقدم إذن الصرف الذى يحمل شعار الجمهورية وخاتم جمال عبدالناصر.. مقابل اثنين جنيه مصرى.. ولأنه كان فى جيل يحتفى بالمواهب ويتيح لها الفرصة وجد الطريق إلى أخبار اليوم.. وأصبح المصور الأشهر فيها.. ثم أصبح مصورًا لرئاسة الجمهورية لمدة ثلاثة عهود.. وكانت أم كلثوم تحبه وتعتبره مصورها الخاص.. لكنه كان مصورًا صحفيًا من قمة رأسه حتى أخمص قدميه.. رغم حبه لأم كلثوم.. ففى الحفل الذى أحيته فى باريس ضمن حفلات للمجهود الحربى.. تقدم شاب جزائرى مفتون بها ليقبل قدميها بعنف فاختل توازنها وسقطت من على المسرح.. وكانت عدسة فاروق إبراهيم بالمرصاد وطار بالصور للسفارة ومنها لصفحات أخبار اليوم ورغم غضب أم كلثوم عليه إلا أنها لم تمنعه من مصاحبتها فى بقية الحفلات.. ولكنه لم يتب عن الصحافة.. ففى المغرب أحيت أم كلثوم حفلتين للجمهور.. وحفلة ثالثة خاصة يحضرها ملك المغرب الحسن الثانى المحب للطرب.. وهناك كانت عدسة فاروق إبراهيم تلتقط أحاسيس الشجن والطرب على وجه الملك وهو يسمع أم كلثوم.. ليرصده رجال محمد أوفقير وزير الداخلية الشرس.. ويلقوا القبض عليه ويحطموا الكاميرا.. فتعرف أم كلثوم وتهمس للملك بما حدث.. فيفرج عنه بنفسه ويهديه كاميرا جديدة إكرامًا لأم كلثوم.. فاروق كان صديقًا لعبدالحليم حافظ ويقول إنه عرف أنه سيكون نجمًا بعد أن صعد على المسرح فى حفلات حديقة الأندلس عام ٥٤.. حيث كان يقف وراء محمد عبدالوهاب وهو يسمعه وسمعه يعلق بطريقته قائلًا «يا عمرى.. الولد ده غول».. وقد تحققت نبوءة عبدالوهاب وفاروق إبراهيم معًا وصار المصور صديقًا للنجم من البداية حتى النهاية!! يروى نجله المصور كريم فاروق إبراهيم أن وكالة أجنبية اتصلت به وطلبت صورًا خاصة للرئيس الأسبق مبارك عقب تخليه عن الحكم بأى ثمن يطلبه.. وأنه تحمس للعرض وأبلغ والده الذى عنفه وأحرق بعض الصور المطلوبة أمامه قائلًا له إنه لا يمكن أن يخون ثقة مَن وثق به.. وهو درس جميل يليق بابن بلد مصرى حتى لو كان فى القصة بعض المبالغة.. أحببت فاروق إبراهيم كمصرى نابه غيّر مصيره.. وأحببت زمنه الذى جسدته عدسته بكل ما فيها من اقتناص اللحظة والعفوية والجمال.. وأحببت أن أحبه وأضع وردة على قبره وعلى قبر الزمن الذى جسدته عدسته.. ألف رحمة ونور على كل هذا الجمال.

العندليب
أحمد زكى.. حسن اللول
عمر الشريف وسط المصريين بعد العودة من الخارج
وردة وبليغ.. حكاية حب
السادات فى لحظة النصر
كابتن لطيف يحييكم
السادات والرجال.. من ظلام الهزيمة لنور الانتصار
نجوى فؤاد ترقص.. وأبوالهول يشاهد
صورة الرئيس التى أغضبت السيدة جيهان السادات
فاتن حمامة مع الناس
شريهان.. الفراشة السجينة
فرقة الـ«فور إم».. نجومية فى زمن الشارلستون
الست تحية
ماجدة الخطيب.. انطلاق حتى النهاية
مصريات فى الشارع
أم كلثوم تحاور هيكل.. والإذاعة تذيع
نادية الجندى.. نجمة الجماهير
فؤاد المهندس.. أخطر رجل فى العالم
عماد حمدى.. فى الخريف