قصف لا يتوقف.. الأقلية المسلمة تروى كواليس عام على الاجتياح الروسي لأوكرانيا

يبلغ عدد المسلمين في أوكرانيا حوالي 1% من سكانها، أي ما يوازي 1.5 مليون نسمة، ويوزع مليون منهم في كييف والمناطق الشرقية والجنوبية، ويعاني نصف مليون مسلم منذ 2014 من الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم،

هؤلاء المسلمون الذين يعيشون في بلد ذو الأغلبية المسيحية، لم يتركوا وطنهم أمام الغزو، بل تدافعوا من أجل التطوع في الجيش الأوكراني للمشاركة في الدفاع عنها.

وبمناسبة مرور عام على الحرب في أوكرانيا، أجرت وكالة الأنباء الفرنسية لقاءات مع مسلمي أوكرانيا من المتطوعين في الجيش، والذين كشفوا عن حجم المعاناة التي تكبدها الشعب الأوكراني جراء القصف الروسي.

رائحة الجثث المحترقة في كل مكان

ويقول محمد علي، إمام مسجد مدينة خاركيف، والمتطوع حالياً بالجيش الأوكراني، :" في السابع والعشرين من فبراير اقتحمت مجموعة من الروس المدينة، لتبدأ المعارك الضارية"، لافتاً إلى أنه في اليوم نفسه شهد مدرسة بالمدينة تحترق عن بكرة أبيها بسبب القصف الروسي، حتى انتشرت رائحة الجثث المحترقة في كل مكان بالمدينة.

وأنضم محمد علي، لاحقاً بمجموعة من المسلمين الذين قرروا التطوع لمساعدة السكان في خاركيف، ومن بين مجموعته الحاج مراد بوتلين، إمام متطوع بالجيش الأوكراني، ورئيس الجالية المسلمة في خاركيف.

يقول بوتلين:"كثير من الشباب يموتون بسبب هذه الحرب، لقد قومنا بالفعل بدفن الكثير من رجالنا، وأحياناً من دون معرفة من هو الضحية؟".

تغيير النظرة إلى المسلمين

وتابع:" في الماضي تحت تأثير الدعاية الروسية كان يتم التعامل مع المسلمين في أوكرانيا باعتبارهم إرهابيين، ولكن الآن نضج المجتمع وتغير نظرته ليقبلنا كما نحن"، لافتاً أن هذه كانت إشارة لمسلمي إوكرانيا ليحموا وطنهم ويعملون ما بوسعهم لحمايته.

من ناحية أخرى يقوم المسلمون في المركز الاسلامي الأوكراني بكافة جهودهم لتقديم المساعدة للجنود على جبهة القتال، حيث تعد السيدات الشموع من أجل وضعها في الخنادق لتساعد الجنود في التدفئة، واستخدامها في تسخين الطعام.

وتشهد أوكرانيا حضورا لافتا للمسلمين من القوقاز في القتال ضد الجيش الروسي، ولعل أبرز المقاتلين وأهمهم هم المقاتلون الشيشان، وهذا منذ اعتراف البرلمان الأوكراني باستقلال جمهورية اشكيريا الشيشانية واعلانها أراضي محتلة من قبل موسكو.