رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صبر استراتيجى.. إلى متى ستظل غزة بعيدة عن الاضطرابات فى الضفة؟

حماس
حماس

التوتر المتزايد في الضفة الغربية وفي شرقي القدس يطرح سؤالًا هامًا داخل غرف الأجهزة الأمنية في تل أبيب، وهو إلى متى سيتم الحفاظ على الهدوء النسبي في قطاع غزة؟ وإلى متى ستنأى حركتا حماس والجهاد الإسلامي بأنفسهما من الاضطرابات في الضفة والقدس، وتكتفي بالتصريحات عن بعد، خاصة بعد قتل نشطاء من حماس والجهاد الإسلامي في جنين وفي أريحا في عمليات نفذها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى هدم المنازل في القدس، لتشديد ظروف الأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية.

هدوء حماس

خلال الأشهر الأخيرة، فهمت القيادة الأمنية في إسرائيل أنه على الرغم من الهدوء النسبي في قطاع غزة، إلا أن تأثير حماس كبير (عن بعد) في الساحة الفلسطينية في الضفة والقدس. لكنها في الوقت نفسه لا تريد الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إسرئيل، خوفًا من أن تفقد المكاسب الاقتصادية التي راكمتها في السنة ونصف السنة الأخيرين، منذ معركة (مايو 2021) التي تسمى في إسرائيل باسم حارس الأسوار.

في الأسابيع الاخيرة كانت هناك في الواقع حالات من إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، التي ردًا عليها هاجم الجيش الإسرائيلي منشآت لحماس والجهاد الإسلامي، بدون وقوع إصابات، فقد كان واضحًا أن الطرفين يتجنبان الدخول إلى مواجهة واسعة. 

بالنسبة لحماس فإن الساحة الأكثر راحة للتصعيد هي الضفة، لأن فيها المسئولية عما يجري هناك ملقاة على عاتق السلطة الفلسطينية وعلى إسرائيل، ولأن إشعال القطاع سيؤدي إلى خطوات عقابية مثل منع خروج العمال للعمل وتقليص حجم الدخول والخروج للبضائع وتقييد مجال الصيد، بالإضافة إلى التعهدات التي منحتها حماس للوسيط المصري بالحفاظ على الهدوء في القطاع.

صبر استراتيجي 

السياسة التي تتعامل بها حركة حماس تسمى سياسة "صبر استراتيجي"، وهو المصطلح الذي استخدمه نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري، في محادثة مغلقة نشر تسجيلها في هذه الأيام في الشبكات الاجتماعية، بحسب صحيفة هآرتس.

وشرح "العاروري"، في التسريب، أنه على المستوى الاستراتيجي، من أجل أن تتطور المعركة في الضفة بالاتجاه الصحيح مطلوب ضبط نفس في غزة، وحسب قوله فإنه في اللحظة التي ستدخل فيها غزة إلى القتال بشكل مباشر، فهذا سيؤدي إلى رد عسكري بمستوى أعلى، الأمر الذي سيؤدي الى انخفاض حجم النضال الشعبي والنشاطات السرية، لأن في حينه سيكون على الفلسطينيين مواجهة التصعيد واستيعاب خسائره.

إلى متى؟

من الصعب التنبؤ أن حالة الهدوء النسبي ستسمر لفترة طويلة، خاصة مع الإجراءات المستفزة التي يتخذها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في السجون الإسرائيلية؛ حيث أمر بعدد من الإجراءات لتشديد الأوضاع في السجون والضغط على الأسرى.

هذا فضلًا عن احتمالات التصعيد المرتفعة كلما اقترب شهر رمضان المبارك بسبب تنظيم أوقات الصلاة في الحرم الإبراهيمي والعديد من الترتيبات الأخرى في المسجد الأقصى، التي تكون سببًا للاشتعال كل عام في رمضان.