رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده.. محمود ذو الفقار: السينما تشبه لعب القمار

محمود ذو الفقار مع
محمود ذو الفقار مع زوجته مريم فخر الدين

محمود ذو الفقار، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1914، والذي ينتمي إلي عائلة فنية، فشقيقيه عز الدين ذو الفقار وصلاح ذو الفقار، عملا في الحقل السينمائي تمثيلا وإنتاجا وإخراجا.

محمود ذو الفقار رغم دراسته للعمارة إلا أنه تركها من أجل الفن، فكان فنان موسوعي، فأخرج وأنتج وقام ببطولة العديد من الأفلام السينمائية.

تزوج الفنان محمود ذو الفقار من الفنانة مريم فخر الدين وجمعتهما قصة حب طويلة. وفي عددها الـ81 والصادر بتاريخ 17 فبراير 1953، نشرت مجلة الكواكب، حوار جمع بين الزوجين.

وكانت الزوجة مريم فخر الدين هي من توجه الأسئلة إلى زوجها محمود ذو الفقار، فتسأله بداية: ألم تتمن في يوم من الأيام أن تعود مهندسا؟

وأجاب ذو الفقار: نعم، تمنيت كثيرا أن أهجر السينما وأعود إلي الهندسة التي لم أجد فيها ما وجدته في ميدان السينما من متاعب وصعاب. وأنا الآن كما تقول الأمثال: "أضرب رأسي في الحيط"، لأنني لم أستمر في عملي الهندسي، واشتغلت بالسينما، هذه الصناعة التي لا أمان لها ولا استقرار، والتي تشبه إلي حد بعيد لعب القمار، فقد يبتسم الحظ للاعب فيجمع كل ما علي المائدة، وقد يعبس له الحظ فيخسر كل ما أمامه دفعة واحدة.

وحول إمكانية أن تصبح الأفلام السينمائية المصرية أفلاما عالمية، يضيف “ذو الفقار”: لقد أعلنت رأيي في كثير من المناسبات وقلت إنه من الممكن أن تصل السينما المصرية إلي مكانة عالمية إذا أتحد المنتجون وعاونتهم الحكومة معاونة صادقة، بأن تسن القوانين التي تحمي الصناعة المصرية من المنافسة وتطبق معاملة المثل على البلاد، التي تحارب الأفلام المصرية. أننا في حاجة إلى معاونة الحكومة لأن المنتجين وحدهم لا يستطيعون أن يحققوا الأصلاح المنشود للأفلام المصرية.

 

ــ الإخراج لا يتحمله إلا أقوياء الأجسام

وتسأل مريم: هل تعتقد أن الممثلة المصرية تصلح لأن تكون مخرجة سينمائية؟

فيجيب “ذو الفقار”: أنا أعتقد أن الممثلة المصرية لديها الكثير من الأستعداد والذوق الفني، مما يؤهلها للعمل بصفتها مخرجة، بيد أن هناك عقبة تعوقها عن مزاولة هذه المهنة المضنية، فإن عمل المخرج في مصر عمل مضن، لا يحتمله إلا أقويا الأجسام، وممثلاتنا كلهن ولله الحمد من وزن الريشة.

وعن الحسنة الوحيدة التي فعلها في حياته، ويفتخر بها يوم القيامة كما تسأله زوجته مريم فخر الدين، يرد محمود ذو الفقار:  اللي يعمل حسنة لا يذيعها بين الناس حتى لا يفقد ثوابها، فتستطرد "مريم": يعني أفهم من كده إنك بتعمل حسنات؟ فيجيب: كثير وحياتك، بس عيب الواحد يقول حاجة.

ــ صراحتي سببا في متاعب كثيرة

وحول هل يضطر محمود ذو الفقار أن ينافق؟.. يقول: أستطيع أن أقول إنني لم أنافق في حياتي، وقد كانت صراحتي سببا في متاعب كثيرة. وتعود "فخر الدين" لتسأله عن من يختارها لتقوم بدور "ليلي" إذ ما جسد دور "قيس"، فيقول: أنت طبعا يا حياتي، ومن غير نفاق ما أنا قلت لك أني معرفش أنافق أبدا.

وعما يريده الزوج من زوجته يتابع “ذو الفقار”: أنا شخصيا رجل متواضع لا أطلب من زوجتي إلا أن تبادلني أخلاصا بإخلاص وثقة بثقة، والإخلاص والثقة هما أساس السعادة الزوجية. ويختتم مؤكدا على أنه زوج سعيد في حياته الزوجية.

إلا أن محمود ذو الفقار يأخذ دفة الأسئلة من زوجته مريم فخر الدين ويسألها: ما رأيك في الزواج؟.. فتجيب “مريم”: أني أشعر بالندم لأني لم أتزوج في الوقت الذي بلغت فيه سن الزواج، فأنا اليوم أشعر بشخصيتي ومسئولياتي بصفتي ربة بيت، عليها واجبات ضخمة، نحو أسرتها الصغيرة، وكلما ازدادت المسؤوليات الملقاة على عاتقي ازدادت سعادتي في الحياة.