رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جبهة جديدة.. هل دخلت "أريحا" دائرة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين؟

القوات الإسرائيلية
القوات الإسرائيلية في أريحا

قبل 3 أسابيع بدأ الحديث عن "أريحا" في التوتر والصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، بعدما كانت المواجهات في جنين ونابلس هي التي تتصدر المشهد، واهتمت بها الأجهزة الأمنية في تل أبيب بعد ظهور “كتيبة أريحا” التابعة لحركة حماس.

جبهة جديدة

بدأت الأحداث بمحاولة فلسطيني إطلاق نار على مطعم إسرائيل جنوب أريحا، وبسبب عطل في السلاح تمكن فلسطيني من إطلاق رصاصة واحدة فقط والفرارمن المكان دون وقوع إصابات، فيما قامت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية بتمشيط المكان.

ذكرت قناة عبرية أن فلسطينيان وصلا في مركبة أحدهما أطلق عيار ناري وتوقف سلاحه ثم هرب بمركبة مع مسلح آخر. وفي أعقاب العملية أغلقت القوات الإسرائيلية، مدخلي مدينة أريحا الشمالي والجنوبي، ومن جانبها، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن خلية حماس التي حاولت تنفيذ عملية في مطعم إسرائيلي عند مفرق ألموج قرب أريحا، كانت تضم 4أربع فلسطينيين وليس اثنين فقط.

تحقيقات "الشاباك" أشارت إلى أن منفذ إطلاق النار في خلية تابعة لـ"حماس"، وجد أعضاؤها مخبأً في مخيم عقبة جبر، وخططوا لعمليات إضافية، بعد أيام دخلت قوة عسكرية إلى المخيم، وجرى تبادُل لإطلاق النار، أطلقت القوة خلاله صاروخاً ضد الدبابات. أصيب 6 فلسطينيين، لكن أعضاء الخلية نجحوا في الهرب.

حصار أريحا

لاحقاً حاصرت القوات الإسرائيلية مدينة أريحا ومخيم "عقبة جبر" شرقي الضفة الغربية، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات الإسرائيلية تواصل إغلاق مداخل مدينة أريحا الرئيسة والفرعية، من خلال حواجز عسكرية أقامتها، وتقوم بتقييد حركة مركبات الفلسطينيين، مما تسبب في زحام بحركة السير على مداخل المدينة.

وأوضح رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر أن الحكومة الإسرائيلية تواصل حصارها لمدينة أريحا وفرضها لسياسة العقاب الجماعي على الأهالي، خاصة على المواطنين في مخيم "عقبة جبر"، مما يلحق المزيد من الخسائر المادية بالمزارعين في ذروة الموسم الزراعي.

بعد أيام من الحصار، كانت هناك محاولة إضافية لقتل الخلية، حيث اقتحمت قوات من الجيش و"الشاباك" المخيم، وخلال تبادُل إطلاق النار، قُتل 5 مسلحين فلسطينيين وأصيب اثنان. 

ماذا يعني الصراع في أريحا؟

قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن ظهور خلية مسلحة تتبع لحركة “حماس” في منطقة أريحا قد شكل مفاجأة ليس للإسرائيليين وقوات أمنها فقط، بل أيضًا لقيادة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية. وبحسب الصحيفة، فإن أريحا التي تعتبر مدينة سياحية، من النادر ما شهدت اشتباكات أو ظهور بنية تحتية تنظيمية واسعة فيها، على عكس مدن الضفة الغربية الأخرى مثل نابلس وجنين.

ووفقًا للصحيفة، فإنه إلى جانب رام الله، تعتبر أريحا من المدن الأكثر ارتباطًا بمؤسسات السلطة الفلسطينية، وفيها أكاديمية ضباط الشرطة وجامعة الاستقلال، إلى جانب سجون مركزية لها.

مدينة أريحا، ومخيم اللاجئين القريب منها، عقبة جبر، ليست من رموز الكفاح الفلسطيني. في الانتفاضتين، وأيضاً خلال فترات التوتر الأُخرى، كانت أريحا تدار بشكل منفصل عما يحدث في بقية مدن الضفة.

 خلال "اتفاقيات أوسلو"، منحت إسرائيل السلطة الفلسطينية السيطرة على أريحا أولاً، إلى جانب غزة، لأنه إذا كان هناك حاجة، فسيكون من الممكن محاصرة المدينة ومنع "منفذي العمليات" من الخروج منها.

فظهور التوتر في أريحا لايمكن اعتباره نضال فلسطيني رمزي مثل جنين، ولكن يمكن فهمه بأنه محاولة من حركة حماس أن تنشط بشكل فعال من خلال خلاياها في كافة الضفة الغربية، وهو ما يمكن تفسيره بإنه استمراراً لسياسة الحركة بأن تعمل في خفاء في الضفة، وتنأى بنفسها عن الصراع المباشر مع إسرائيل في غزة.