رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زكريا أحمد يعترف فى مقال منشور: فشلت كملحن وشتائم الجمهور أثبتت نجاحى فى التمثيل

زكريا أحمد
زكريا أحمد

زكريا أحمد يعترف: فشلت كملحن وشتائم الجمهور أثبتت نجاحي في التمثيل. ففي المقال الذي نشرته مجلة الكواكب المصرية، بقلم الملحن زكريا أحمد، في عددها المنشور 8 فبراير 1949.

 

ويستهل زكريا أحمد مقاله: لا تعجب يا سيدي القارئ، فقد حدث هذا فعلا. كان ذلك في عام 1923 وقد زارني صديقي المرحوم الأستاذ عبد الرحمن رشدي، وتحدث معي عن مشروع إخراج أول فيلم غنائي مصري. تشترك فيه أميرة الطرب ــ حينئذ ــ السيدة نادرة، والأستاذ جورج أبيض بك، وطلب مني أن أقوم بتلحين أغاني الفيلم، وحدد موعدا أقابل فيه المنتج الأستاذ نحاس، وجلسنا نتحدث عن الأغاني المطلوبة وتلحينها، ثم جاء دور الكلام في الأجر، فعرض المنتج أن يدفع لي أربعة جنيهات ثمنا لكل أغنية أقوم بتلحينها، فدهشت لجهله بحقيقة ما كنت أتناوله من أجر، وفقدت أعصابي فثرت عليه ثورة عاتية، وأشبعته كلاما شديدا.

 

ــ ماريو فولبي يعجب بثورة “زكريا”

وكان مخرج الفيلم "ماريو فولبي" حاضرا، فأعجبته ثورتي، وإذا به يعرض علي أن أقوم بتمثيل شخصية الرجل المكروه "Villnin" في الرواية. وكان هذا العرض مفاجأة لي، لأنني لم أمثل من قبل، ولم أفكر يوما أن أكون ممثلا، فرفضت معتذرا بجهلي بالتمثيل، ولكن جورج أبيض بك وعبد الرحمن رشدي ألحا علي وعرضا عروضا مغرية لكي أقوم بتمثيل الدور.

 

خصوصا بعد أن فشل الأتفاق مع الأستاذ أحمد علام. وقد وافقت مبدئيا، ولكنني عندما قرأت الدور وجدته طويلا جدا، فراجعت نفسي، وأعتذرت عن التمثيل مكتفيا بالقيام بتلحين الأغاني في نظير مائتي جنيه.

 

ويتابع زكريا أحمد: وفي خلال قيامي بالتلحين، كان الزميلان الكبيران يلحان علي ويحاولان إقناعي بالتمثيل أيضا، وقد عرفت أننا سنسافر إلي باريس حيث نقضي شهرا ونصف في إعداد الفيلم، فشجعني ذلك علي القبول في النهاية. وهكذا انتهت من تلحين الأغاني في القاهرة وتحفيظها للسيدة نادرة، ثم انقلبت إلى ممثل.

 

ــ زكريا أحمد ينجح في أول مشاهده أمام الكاميرا

ويلفت زكريا أحمد إلي: وبدأ التقاط المناظر الخارجية في القاهرة، فكنت أطلب من جميع أصدقائي الممثلين أن يوجهوني لأنني أجهل الناس بالتمثيل، ولكنهم كانوا، وعلي رأسهم المخرج، يثنون علي طريقتي الطبيعية في التمثيل.

 

وسافرنا إلي باريس لتصوير المناظر الداخلية باستديو "جومون"، ولما أنتهينا منها بدأنا في تسجيل الأغاني، وكان علينا أن نسجل أغنيتين هما: "آه يا بحر النيل يا غالي.."، وأغنية "يقولون ليلي بالعراق مريضة".

 

ــ لماذا صدم زكريا أحمد عندما وصل باريس؟

ويستطرد “زكريا”: وكانت صدمة عندما تبينت أنه لا يوجد في باريس موسيقيون يستطيعون الاشتراك معي في تسجيل هذه الأنغام الشرقية. وعثرت أخيرا علي الشابين الناشئين "عبد الحليم علي"، و"عبد الحميد عبد الرحمن"، وكانا في بعثة حكومية لدراسة الموسيقي، فاشتركا في التسجيل بالعزف علي الكمان.

 

وجلست في الأستديو مهموما ضيق الصدر، لعدم وجود تخت كامل، فقد كان التخت عبارة عن العود الذي أعزف عليه وكمانجتين، وبدأت السيدة "نادرة" تغني، ولكنها لم تتبع تعليماتي، فانفجرت ثائرا، وحطمت عودي، فأصيبت يدي أصابة استدعت نقلي إلى المستشفى، ثم خرجت وسجلت الأغاني وأنا غير راض عنها.

 

ويختتم “زكريا” مؤكدا على: وجاءت ليلة عرض الفيلم في سينما ديانا بالقاهرة، وجلست أشاهد زكريا أحمد الممثل، وأستمع إلي زكريا أحمد الملحن. 

وأعترف أنني أحسست بمرارة الفشل كملحن، ولكنني رأيت نفسي كممثل لدور الشرير، فدهشت لنجاحي في تمثيله، وقد خرجت مشبعا بسخط الجمهور، وكانت الشتائم التي صبها على رأسي شهادة ناطقة بنجاحي في تمثيل الدور.

مجلة الكواكب المصرية

 

مجلة الكواكب المصرية