رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

4 أشكال رئيسية للحب: شهر العسل والصداقة والعاطفة الأبوية والرحمة

الحب
الحب

يصاب العديد من المتزوجين حديثًا بصدمة فى الأشهر الأولى من الزواج، لأن توقعاتهم عنه لم تكن صائبة، وهذه الصدمة عاشتها الكاتبة كارين إحمان، مؤلفة كتاب Keep Showing Up، وشعرت بها بعد ستة أسابيع فقط من زواجها.

بعد شهر العسل، وجدت «إحمان» نفسها نادمة على الزواج، لأنها كانت تظنه عبارة عن سعادة دائمة، بل كانت تفكر فى الانفصال، وهو ما يشعر به الكثير من الأزواج عندما يدركون أن الزواج ليس كما توقعوا على الإطلاق.

أين العشاء على ضوء الشموع؟ باقات الزهور الملونة المفاجئة؟ الأيدى المتشابكة فى قاعات السينما؟ النزهات؟ هكذا صورت الأفلام النعيم الزوجى.

كانت «إحمان» تتساءل: هل ارتكبت خطأً فادحًا؟ وكانت تطمئن نفسها بعد كل هذا، ورأت أنها تبالغ فى رد فعلها هذا، فلم يكن هناك أى مشاكل حقيقية، لا خيانة زوجية، لا مشاكل مالية، أو أزمات كبيرة، أو إساءات لفظية أو جسدية، لا شىء من هذا.

لكن لماذا ما زالت تشعر بالألم والحزن؟ لم تكن تعيش حياة المتزوجين حديثًا التى أرادتها، فكانت تتخيل أنه سيكون زواجًا ساحرًا ويشبه القصص الخيالية! وبدلًا من ذلك، وجدت نفسها تعانى من خيبة أمل.

ألم يكن من المفترض أن يكون المتزوجون حديثًا غارقين فى الحب؟ ماذا حدث؟ تساءلت كارين، ولكنها تروى فى كتابها ما يلزم للعمل الجاد من أجل استمرار الزواج وإنجاحه، وكانت تبحث دائمًا عن تقوية علاقتها بزوجها وعلاقتهما مع الله، حتى توصلت إلى عدة استراتيجيات يحتاجها الأزواج لتجاوز الأوقات الصعبة.

ونوهت إلى أن نصائحها تمت كتابتها من أجل الزواج العادى الذى يمر بالخلافات اليومية والمشاحنات الزوجية، ولكن إذا كنت تتعامل مع شريك لديه مشكلة كبيرة مثل الإدمان أو الأذى الجسدى فعليك أن تطلب مساعدة طبيب متخصص.

يحكى الناس فى جميع أنحاء العالم بحماس عن الزواج، لكن بعد وقت من الزواج تتحول تلك الإثارة إلى استياء، ويدرك الشريكان أن كونهما زوجًا وزوجة ليس هو النعمة الزوجية التى تخيلاها من قبل، فما هى المشكلة؟

لماذا أصبح الحصول على زواج سعيد أصعب بكثير من الوقوع فى الحب والمواعدة؟ فنشأنا نرى الأزواج فى الأفلام والتليفزيون نادرًا ما يتشاجرون، وإذا فعلوا ذلك، فإنه يجرى حل النزاع فى غضون ثلاثين دقيقة، لذا دعونا نكون واقعيين، لن نستمر فى الزواج دون القليل أو حتى الكثير من المشاكل، وبينما لا يمكننا تغيير الظروف، يمكننا تغيير منظورنا.

أصبح الحل الأسرع والأسهل فى كثير من الأحيان هو الطلاق، ولكن وبمجرد أن تدرك أن الزواج هو مشروع صعب وطويل الأجل ويتطلب شخصين على استعداد للعمل معًا، فستبدأ فى تغيير وجهة نظرك.

فكر فى العودة إلى يوم زفافك، فكر فى اللحظة التى شعرت بها عند بدء حياة جديدة مع شريكك، وتخيل أن كل يوم سيكون مثاليًا مثل هذا اليوم، انس التفكير فى كل العمل الشاق والصراع والخلافات الأهلية التى تأتى مع بناء حياة جديدة بين شخصين، فقد ينسى الكثير من الناس أحيانًا أنه على الرغم من أنك وشريكك تربطكما علاقة واحدة، لكن أنتما شخصان مختلفان تمامًا، ولهما وجهات نظر مختلفة.

يقع الكثير من الأزواج فى الخطأ عند التعامل مع مشكلة مع أحد أطفالهما، فكل واحد منهما له رأى، يتمسك به بقوة، ويبدأ فى اتهام الآخر بأنه على «خطأ»، وهنا علينا تغيير منظورنا، إذ لا بد أن نتذكر أن الزواج يتعلق بتوحيد شخصين مختلفين تمامًا، والاختلاف هنا لا يعنى الخطأ، فإذا كان زوجك يوافقك طوال الوقت، فما الذى ستحتاجين منه؟ يتعلق الزواج بشراكة قوية بين شخصين مختلفين وقويين بمفردهما، لكنهما أقوى معًا.

كل علاقة تمر بمراحلها، هل تتذكر «مرحلة شهر العسل؟» كنت أنت وزوجك، متحمسين لاكتشاف كل شىء معًا، فكل يوم مغامرة جديدة، حيث تصنعان ذكريات جديدة معًا، ومع الوقت هذا الشعور يتلاشى، فشهر العسل لا يدوم إلى الأبد، والزواج الناجح مبنى على أساس تطوره بمرور الوقت.

ووفقًا للكاتبة، فإن الحب يمر بأربع مراحل مختلفة، يوصف الأول بأنه الحب أو العاطفة الشديدة، وهذه هى مرحلة شهر العسل، المشكلة هى أن هذا الحب يوصف أيضًا بأنه أنانى، إنه يتعلق بما يشعر به كل شخص على حدة، والذى سيتلاشى بالتأكيد بمرور الوقت، والمرحلة الثانية توصف بالصداقة، وتعرف أيضًا باسم «الحب الأخوى» وهذا النوع من الحب يستغرق وقتًا وهو أحد أهم مكونات الزواج، ولكن يوصف هذا الحب أيضًا بأنه مشروط، فنحن نحب شريكنا لأنه يحبنا.

بعد ذلك، لدينا «الحب عائلى» وهو الحب المتوقع، إنه الحب الذى نشعر به تجاه والدينا وأطفالنا، والشعور بالحب العائلى مهم فى الزواج، لكن يمكن أن يكون خطيرًا إذا لم يتطور، أى إذا كنت تحب زوجك لمجرد أنك تتوقع منه شيئًا، فسوف يتلاشى حبك وزواجك، فيجب أن يتطور حبك إلى الحب غير المشروط، وهذا هو الحب الذى يأتى من الله، فالله يحبنا مهما فعلنا، وهو نوع الحب الذى يجب أن نتطلع إليه فى زواجنا، وهذا يعنى محبة زوجك رغم عيوبه.

أثناء التنقل فى حياتنا اليومية، نجد أنفسنا نأخذ الأشياء الصغيرة كأمر مسلم به، ربما قضينا أمسية لطيفة مع زوجنا لكننا ما زلنا نتذكر الشجار فى ذلك الصباح حول الأطباق التى تركت فى الحوض، بينما كنا نسرع بالأطفال إلى الخارج، بعبارة أخرى، نختار التركيز على الأشياء السيئة ونسمح لأفكارنا السلبية بالخروج عن نطاق السيطرة، لذا حان الوقت للتغيير، فبدلًا من الخوض فى الأمور السيئة، نحتاج إلى التركيز على الأشياء الجيدة، وأن نكون شاكرين حقًا للأوقات السعيدة. وإذا كنت تمر بوقت عصيب فى زواجك، فمن السهل أن تفكر فى الجوانب السلبية لزوجك، ولكن عليكما تعلم كيفية التواصل والاستماع الجيد وكيفية التسامح، وذكر نفسك أنه لا يوجد أحد كامل، واطلب من الله أن يمدك بالحكمة للتعرف على العيوب واحتضانها.