رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو الدكتور حمزة

حسنًا فعل الدكتور ممدوح حمزة عند وصوله مطار القاهرة الدولي، حيث حرص على تصوير فيديو شخصي له بقاعة الاستقبال التي وصفها بأنها مميزة، الفيديو الذي تكلم فيه مباشرة مع الناس عن عودته بالفعل إلى وطنه سالما وعن استقبال رجل دولة مهم له بالمطار وعن سعادته بالرجوع إلى مصر يجعلنا نرى ملامح جديدة لطبيعة العمل في المجال العام.

المؤكد هو أن تصوير الفيديو جاء بمبادرة فردية من حمزة ولم يطلب أحد منه ذلك، وفي تقديري أنه تصرف ذكي منه ليقطع على خصومنا سيل الشائعات التي ترافق اسم مشهور مثل اسم الدكتور ممدوح حمزة الذي ارتبط بكثير من المشاكل وتداخل الأغراض والهوى من آخرين حتى تستمر ساحتنا السياسية ساخنة متوترة.

جاءت الكلمات البسيطة في الفيديو لتفتح أفقًا جديدًا في التعامل مع من كانوا في دوامات الأحداث اختلط فيها الحابل بالنابل حتى كاد الضباب يغطي عيون الجميع، لم يكن حمزة وحده في المطار، ولكن كان في استقباله الدكتور أسامة الغزالي حرب وهو من الأسماء الكبيرة المشهود لها بالتوازن والعقل الراجح، الغزالي صاحب التاريخ المشرف يستطيع بمنهج علمي قراءة اللحظة الراهنة كخبير مخضرم في الشئون السياسية، ومن ثم يستطيع تقدير الموقف الأقرب للصواب، ولكن مشاركة الغزالي حرب في استقبال حمزة بالمطار لم تكن تحمل أي صفة رسمية من الدولة، إنما جاء الاستقبال  لروابط عائلية تربطه بالمهندس العائد بعد غياب، وإن كان لا يغيب عن وعي المتابع الارتباط بين الخاص والعام في مثل هذه الحالات، وهو ما يجعلنا أقرب إلى الاعتقاد بأن بوابات الحوارات الجانبية المخطط سوف تشهد حراكًا محمودًا في الفترة المقبلة، والهدف من ذلك هو محاولة بناء ملامح مصرية جديدة في الشأن السياسي والحزبي واستثمار الكوادر الوطنية المشهود لها تاريخيًا بالعطاء.
يأتي ذلك بعد مخاض سنوات شهدت فيها بلادنا تحولات ومتغيرات وتحديات، حتى أن الفرز بات ضرورة من أجل خطوات للأمام.
المعروف هو أن الدكتور ممدوح حمزة كان متهمًا في قضية ملتبسة بسبب سيولة المواقف في حينها، والتي كان يستفيد منها على الدوام خصومنا، سواء من جماعة الإخوان الإرهابية، أو حتى خصومنا من جماعات العنف على الأرض داخل مصر.
ربما لم يهدأ الغبار بعد، وبالرغم من ذلك أصدرت جهات التحقيق مؤخرًا قرارًا برفع اسم الدكتور ممدوح حمزة من قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول، قرار الترقب الذي يحمل رقم 8 لسنة 2015 بشأن الكيانات الإرهابية والإرهابيين كان قد صدر بناء عن الحُكم الصادر في القضية رقم 48/4 لسنة 2020 جنايات أمن الدولة طوارئ قصر النيل.
وعن ذلك يقول ممدوح حمزة «هقعد برة مصر ليه طالما بلدي مرحبة بعودتي»، موضحًا أن إعادة محاكمته سوف تكون في 30 يونيو المقبل.
أما عن ما جاء في الفيديو الذي يمكن وصفه بقاطع طريق الشائعات فقد قال حمزة "ما وصلني رسالة طمأنينة، وأعتقد أن مصر تسير على الطريق الصحيح".
وقال أيضًا قابلت في المطار مسئولًا كبيرًا برتبة لواء، وأكد لي أن مصر ترحب بأولادها المخلصين، وأنها تفتح ذراعيها لأبنائها ليرجعوا إلى بلدهم كي يستفيد البلد منهم.
الكلام المنقول على لسان اللواء يمكن اعتباره تصريحًا رسميًا عن توجه جديد لابد من التعامل معه بجدية تليق بطبيعة المرحلة وما تواجهه بلادنا من تحديات، وهنا صار من الواجب على المهتمين بالشأن العام الاجتهاد لبلورة مبادرة أو مشروع جامع للعمل في المجال العام يراعي الظرف الاقتصادي الدقيق الذي تمر به البلاد، وكذلك الوضع الأمني والمخاطر الإقليمية.
حمدًا لله على سلامتك دكتور ممدوح وننتظر الجديد من عندكم دعمًا لمسيرة بلادنا.