رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اغفر لى يا ابنى».. أكبر معاناة فى حياة المفكر الكبير توفيق الحكيم

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

يحكي المؤرخ حنفي المحلاوي في كتابه "الأيام الأخيرة في حياة هؤلاء" عن أشد اللحظات حزنًا في حياة توفيق الحكيم.

يقول المحلاوي: "قضى توفيق الحكيم السنوات الثلاث الأخيرة من حياته فى متاعب عديدة سواء بسبب أمراض الشيخوخة أو أمراض الوحدة والأحزان التي توالدت عن رحيل ابنه إسماعيل، ولدينا صورة صادقة سوف ننقل بعض ملامحها لبيان مدى الآلام التي أصابت توفيق الحكيم من بعد وفاة ابنه، وهذه الصورة بكل ملامحها قد ذكرها إبراهيم عبدالعزيز حين كتب عن الرسائل الخاصة فى حياة توفيق الحكيم"، وقد قال: "عندما اشتد الألم على إسماعيل نادى والده آه يا بابا وكانت كلمة بابا أجمل كلمة يسمعها توفيق الحكيم في حياته، ولم يشعر طعم ومذاق هذه الكلمة إلا فى هذه الساعة ولكن بعد فوات الأوان، ففي الوقت الذي كان فيه الحكيم يجلس فى صالون البيت يتحدث إلى الطبيب بشأن علاج إسماعيل فى الخارج جاءه صوت ناجا أخت إسماعيل وصوت زوجة إسماعيل الثانية هيدى وهما تصرخان إسماعيل مات".

ويواصل: "ولم يشعر الحكيم بنفسه إلا وهو يقوم من مقامه ويقع على الأرض، ويقوم ويقع خلال حركته من حجرة الصالون إلى شرفة البيت، وهو يلطم خديه كالنساء، ثم ما هى إلا ساعة حتى جلس صامتًا يحمل على كاهله جبلًا من الحزن المهيب، وقد بدا لمن رآه فى ذلك اليوم متجلدًا عجيبًا يخفى خلفه بركانًا من الآلام والهموم والأحزان والندم، وكل ما تركه فى دنياه ورقة صغيرة كتب فيها عبارة قصيرة كل شيء راح ولم يبق شيء، ولا يملك الحكيم إلا أن يقول اغفر لى يا ابنى".

ويختتم: "وكلما اقترب شهر أكتوبر خاصة 24 منه ينتاب الحكيم حالة حزن، وتبدأ نفسيته فى التعب والشعور بالذنب اعتقادًا منه أن إهماله لابنه منذ طفولته وحرمانه من حنانه كان سببًا فى موته، بل كان سببًا فى قتله".